الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطائفية وخطرها

محمد أبو هزاع هواش

2009 / 12 / 30
المجتمع المدني


الطائفية إنتاج ديني بإمتياز. أبناء الدين الواحد قسموا بعضهم إلي طوائف تملي عليهم رؤيتهم للحياة ولأحقية آخرين في الحياة كما نرى في الشرق الأوسط التعيس. الطائفية هي إقصاءلبشر من نفس الدين في المعنى الكبير. أثبتت الأيام أن هذا سبب للعنف والقتل ففي العراق وباكستان على سبيل المثال قضت قنابل وإنتحاريين على بشر بسطاء فقراء من طائفة أخرى مؤخراً كمثال على عنف طائفي مستعر منذ قرون. العنف مرادف للطائفية وفتاوى التكفير والتنجيس والتقزيم ستلي كما يثبت الواقع. إذا تركنا فرسان التفكير الطائفي أن يسودوا فالشرق الأوسط في خبر كان.

سيذبح البشر طائفيا ثم ستنقلب الأمور ضد أقليات الأديان الأخرى ومن ثم على الدنيا السلام في الشرق الأوسط.

نعم إنني قاتم اليوم لأن ماأراه من البعض سيؤدي إلى كوارث بحق أقليات الشرق الأوسط ومن ثم تقسيم المنطقة إلى كانتونات كرتونية أصغر.

فتاوى القتل ضد أبناء الطائفة الأخرى نفذت بحذافيرها من قبل وذهب ضحيتها المئات من الألوف وبالواقع كانت هذه الفتاوى تتم أحياناً بعد تطهير عرقي طائفي لحاكم غريب عن البلاد لأهل البلاد الأصليين وسوريا بلدي خير مثال.
في هذا النقاش يصبح إبن البلاد الأصلي الفقير مجرد شخصية مجردة من حقها في الحياة وأكله نجس وذبيحته نجسه وإبنته سبية وإبنه مقتول وزوجته مغتصبة وأرضه حلال للغرباء.

نتكلم في هذا النقاش عن الطائفية بين أبناء الدين الواحد، ولانتكلم عن العرقية بين أبناء البلد الواحد وهذا موضوع كبير آخر.

الدين في هذا النقاش قوة تخريبية تقسم أبناء البلد الواحد وأبناء الدين الواحد وأبناء العرق الواحد إلى وحدات متضادة. آلا تروا معي بأن الدين في هذه الحالة قد تجاوز حدوده ويجب إقامة الحد عليه.

يطغى الحوار الطائفي في كثير من مقالات الحوار المتمدن. في هذا النقاش الطائفي يحتل الفكر التكفيري مكاناً مهما يوازي أهمية التكفير لأهل الأديان الأخرى. هنا الطائفية هي إنتاج ديني يرعاه متابعي ذلك الدين ومشرعوه.

في هذا الصراع الطائفي /الديني/ العرقي يحتل التاريخ والتتريخ والجينيولوجي مكاناً رئيسياً، فمثلاً، نرى الآن صراعاً على أموية أو آرامية أو رومانية أو عباسية أو تيمورلينكية دمشق، وكذلك نرى آشورية وآكادية وسومرية وبابلية وعباسية العراق. نصبح جميعاً على محك فحص دي إن اي لنثبت من أين أتينا. أهمية كل هذا تأتي من نظرتنا إلي التاريخ وهل كان معاوية بن أبي سفيان مجرد تيمورلنك آخر أم لا؟

ستعاد كتابة تاريخ الشرق الأوسط، وبالحقيقة تتم إعادة كتابة تاريخ الشرق الأوسط حالياً والإنترنت أكبر من كل حكومات الشرق الأوسط لتمنع التتريخ الجديد من الظهور.

كوزموبوليتانية الشرق الأوسط تقول لنا بترك كل ذلك والتركيز على الحاضر. تعددية الشرق الأوسط تقول لنا بأن نكبر عقولنا وأن نعمل لحاضرنا ولعيشنا المشترك.

المجتمع المدني هو الحل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الطائفية وخطرها
عطا الجفال ( 2009 / 12 / 30 - 21:12 )
الطائفية نتاج سياسي واضح فى عالمنا العربي وذالك الوضوح بدايتجلى فى بدايات السبعينات من القرن الماضي فى لبنان عندما ندلعة الحرب الاهلية وضلت تلك نزعة حتى اليوم ممزوجة فى الخطاب السياسي وفى اواخر السبعينيات اخذ يضهرالنفس الطائفي مع اندلاع الحرب العراقية الايرانية ومن ثم عادة تضهرفى بعد الاحتلال الامريكي للعراق مع وجود التيارات السياسية الدينية هذا لايعني ان الطائفية لم تكن موجودة فى الاصل بل كانت ولكن لم يكن لها دور بارز فى المجتمعات العربية ولكن تلك العوامل المذكورة هى من عززهامن جديد واخذة تبرزعلى الساحة السياسية ويضا هناك قادة عرب تحدثوبذالك النفس الطائفي العفن وكتاب بلاط ملكي ورجال دين النظام العربي ايضا كان لهم دور فى بروزهامن خلال الخطب فى المساجد والمنابر الاعلامية واستذكر تصريحان للقادة العرب منهم الرئيس المصري عندما تحدث عن الانتماء لدى الشيعة فى الوطن العربي وقال ان انتماء الشيعة لنظام الايراني وكذالك ملك الاردن عندما تحدث عن الهلال الشيعي فى المنطقة وكذالك على عبدالله صالح فى اليمن ولكن تلك التصريحات لم تكن فى محلها ولماذا اليوم بدا الحديث عنها اعود واقول انها صنيعة السياسة


2 - الطائفية قديمة وليست حديثة
أبو هزاع ( 2009 / 12 / 31 - 01:20 )
تحية ياأخ عطا وأشكرك على إضافتك ولكنني أختلف معك في عمر الطائفية. ظهرت الطائفية وبرزت عندما ظهرت فتاوى تكفير طوائف وبهذا ترسخ التفكير الطائفي لأنه إنتقل بسبب هذه الفتاوي من مجرد خلاف كلامي إلي سيف يقطع الرقاب وقد قام بقطع الرقاب لمئات السنين. النظام الطائفي الذي تتكلم عنه حضرتك والذي برز كما تقول مع السبعينات من القرن الماضي جذوره عميقة لأن عمرها مئات السنين من الشقاء والعنف.

اخر الافلام

.. مخيّمات المهاجرين في تونس: صفاقس.. -كاليه- التونسية؟ • فرانس


.. متظاهرون إسرائيليون يطالبون نتنياهو بإتمام صفقة الأسرى مع حم




.. حماس توافق على مقترح الهدنة المصري القطري.. وقف إطـ ـلاق الن


.. العالم الليلة | المسمار الأخير في نعش استعادة الأسرى.. أصوات




.. شبكات | طرد جندي إسرائيلي شارك في حرب غزة من اعتصام تضامني ب