الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
بين الحقيقة والزيف
صباح مطر
2010 / 1 / 1دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
تحدثنا الروايات التاريخية عن العراق قبل الفتح العربي الإسلامي في القرن الأول الهجري انه كان مأهول بما يقرب من الستة إلى الثماني ملايين إنسان من غير العرب وكان جلهم من الناطقين بالسريانية ويدينون النصرانية النسطورية واليعقوبية إضافة إلى أقليات تدين بالمجوسية واليهودية والصابئية في حين كان عدد العرب في يمنهم السعيد وشبه جزيرتهم وفي أي ارض يسكنون لا يتجاوز المليوني إنسان أي ما يماثل ثلث أو اقل من عدد سكان العراق من غير العرب على اقرب التقديرات وما إن استقر هؤلاء الفاتحين ليجعلوا من العراق منطلقاً لمواصلة فتوحاتهم باتجاه الشرق حتى استولوا على مساحات واسعة من أراضيه الزراعية قسمت بينهم كقطائع أو ضياع اشتروها بعد أن أصبح لهم الجاه والسلطان كونهم المنتصرون الذين لهم الحق أن يجنوا ثمرات نصرهم ...وبذلك تحول السكان الأصليون إلى موالٍ لهؤلاء القادمون تقسموا بين أن يكون احدهم مولى لفلان أو أن كل مجموعة تكون موال للقبيلة الفلانية أو البطن أو الفخذ الفلاني وهكذا بدأ تذويب السكان الأصليين لينصهروا بتقادم الزمن في بودقة الأقلية المنتصرة واكتسبوا مسمياتها القبلية والعشائرية التي ما زالت متداولة الآن رغم أنها لا تصمد إمام الحقيقة كونها مبنية على وهم وأكذوبة العرق العشائري أو القبلي الأصيل وبالتالي القومي التي تفندها الحقائق التاريخية وإلا فاين ذهبت الملايين الست أو الثمان من العراقيين السريان وغير السريان وهم السكان الأصليين قبل الفتح ، هل أبيدوا عن آخرهم أم إن الأرض ابتلعتهم ؟ سيما انه لم يثبت بأنهم هاجروا خارج الرقعة الجغرافية التي تحتويهم وهي حدود العراق الحالية .
إذن الألقاب العشائرية المتداولة حالياً أكذوبة متسالم عليها لا أساس واقعي لأغلبها لأن السؤال باق ومؤداه كيف يمكن أن تنتسب كل هذه العشائر إلى مسميات لقبائل دخل بعض أفرادها مع الفتح أو انهم في بعضهم أقلية استوطنت العراق قبل ذلك قادمة إليه من اتجاهات معروفة وهم بقضهم وقضيضهم لا يتجاوزون عشرات من الآلاف ؟.
واضح إن هذه الألقاب التجأ إليها الناس وتمسكوا بها هربا من التمييز الذي كان سائداً آنذاك حيث يصنف الرعايا على انهم عرب وموالي أو مسلمين وذميين وهكذا فالألقاب المتداولة كمدلولات على انساب هي في واقعها عارية من الصحة على ضوء المعطيات الواردة وفي كثير منها على الأقل وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال آخر... إضافة لاصل هذه الألقاب المشكوك فيه ماذا نفعتنا وماذا جنينا منها ؟ هل جنينا غير الالتفافات غير المشروعة والصراعات القبلية التي ساهمت إلى حد كبير في تهشيم هويتنا الوطنية بجعل الولاء للقبيلة أو العشيرة قبل الولاء للوطن والرضوخ للسنن العشائرية قبل قوانين الدولة.
إن ما يسمى بالألقاب العشائرية لا يعدو كونه حالة تراجعية أو سلفية اجتماعية تجاوزتها المجتمعات المتقدمة وبقينا نحن نتحمل وزرها الثقيل كأداة للتشرذم والابتعاد عن روح المواطنة الحقة التي تتواءم مع روح العصر فان للإنسان أن ينتسب لبلده ووطنه خير من أن ينتسب إلى عرق موهوم ونسب لايحمل كثيرا على الصحة فيتخذ كلقب عشائري في زمن العولمة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - جميل جدا
رحيم الغالبي
(
2010 / 1 / 3 - 01:50
)
ابو نور
اختصر واقول جميل
.. ماذا وراء سجن المحامية التونسية سنية الدهماني؟ | هاشتاغات مع
.. ا?كثر شيء تحبه بيسان إسماعيل في خطيبها محمود ماهر ????
.. غزة : هل توترت العلاقة بين مصر وإسرائيل ؟ • فرانس 24 / FRANC
.. الأسلحةُ الأميركية إلى إسرائيل.. تَخبّطٌ في العلن ودعمٌ مؤكد
.. غزة.. ماذا بعد؟ | معارك ومواجهات ضارية تخوضها المقاومة ضد قو