الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قيادات في الديمقراطي الكوردستاني بين الأيمان بنهج القيادة التاريخي والآمل بالتغيير منذ زمن

نزار بيرو

2010 / 1 / 2
القضية الكردية



منذ نشوء الحزب الديمقراطي الكوردستاني، كان هناك صراعات متعددة و تحت مسميات مختلفة داخل هذا الحزب. حيث أول صراع كان، بين القيادة التاريخية والشعبية، و بين التنظيمات السياسية والمتمثلة بالمكتب السياسي ( التنظيم الحزبي ). وأول انشقاق حدث داخل هذا الحزب، كان في بداية الستينات من القرن الماضي، حين كان هناك قيادتين منفصلتين، القيادة التاريخية والمتمثلة بالقائد الروحي للكورد البار زاني الخالد، والثاني كان الجانب التنظيمي والحزبي و المتمثل بالمكتب السياسي، جناح المرحوم المناضل إبراهيم احمد، والد زوجة الرئيس العراقي جلال الطالباني، و بانشقاق جناح من المكتب السياسي والمتمثل بالأخير، ومن بعد انبهار قيادات أخرى بالاشتراكية و الثورة الحمراء والأيمان بها و السير على نهجها، ظل هذا الحزب بعناصرها و قياداتها و الذين كانوا يستمدون الولاء والأيمان بالقضية الكوردية من ولائهم للقيادة التاريخية، والذي أصبح هو الأساس في العمل الحزبي والتنظيمي داخل هذا الحزب، و مفادها ( الولاء للقيادة التاريخية و السير على نهجها يعني ذلك الولاء للحزب و مبادئه، و العكس ) ولكن و مع ذلك تمسك هذا الحزب بالعمل الحزبي المنهجي و إلى السنوات الأخيرة بتنظيم مؤتمراتها الحزبية العامة. و بصورة دورية كان تنتخب في هذه المؤتمرات قيادات الحزب، و إن كانت لا تخلوا هذه المؤتمرات من النتائج المسبقة والتزكية الفردية والتي كانت تتحول إلى تزكية جماعية لتعيين قياداتها. ونتيجة للظروف السياسية والنكسات التي تعرضت إليها الحركة التحررية الكوردية ، والتي كان يمثلها الحزب الديمقراطي الكوردستاني، و كان في نزاع مسلح مع الأنظمة العراقية المتعاقبة، و تتعرض بين الحين و الآخر إلى مؤامرات و دسائس هذه الأنظمة، و بمعاونة بعض الدول التي تحتل أجزاء أخرى من كوردستان ، للقضاء على هذه الحركة، كانت نكسة عام أربعة و سبعون، و اتفاقية الجزائر المشئومة بين النظام العراقي و شاه إيران. والذي أدى بدوره إلى تفريغ المنطقة من ثوار الحركة، ومن سكانها و أصبحت فيما بعد مناطق محرمة. و نتيجة لتلك الظروف و الاختلاف في وجهات النظر لقيادات هذا الحزب و التفرد في اتخاذ القرارات و بعض الأخطاء الفردية و التي أدت بالعديد من هذه القيادات أن يرفع شعار العودة إلى الصف الوطني. فيما تغنى آخرون، و انشدوا أنشودة ( البديل الثوري )، و ظل البعض متمسكين بالولاء المطلق لقياداتها، و ظل مع هذا الحزب في ضرائها و سرائها، و مع انتصاراتها ونكباتها، و كانوا أيضا طرفا في أخطائها . ولكن كان هناك مجموعة أخرى من قيادات و عناصر هذا الحزب، لم يرفع شعار العودة، و لم ينشد نشيد ( البديل الثوري ) ولكنهم كانوا غير راضين على نهج الحزب ، وان لم يعبر عن ذلك علناَ ، و لكنهم ظل متمسكين بإيمانهم و بمبادئ الحزب، و يأملون التغيير والإصلاح داخلها ، الكثيرون منهم كانوا قد اختارُ الهجرة و الاستقرار في بلاد الله الواسعة وآخرون كانوا في الداخل، و لم يتخلوا يوما عن واجباتهم الحزبية و الوطنية في الداخل و المهجر. و هؤلاء، مهمشين الآن من قبل أقرانهم، أصحاب الولاء المطلق، و الذين أصبحوا الآن في موقع القرار، مع الجيل الجديد من هؤلاء الذين تحملُ أعباء مرحلة ما بعد الانتفاضة، ومرحلة الدفاع عن الحزب في الاقتتال الداخلي، والذين يتم الآن تهيأتم لتولي المسؤوليات الحزبية و الإدارية، حسب الآولويات والمصالح الجديدة، والذي يتم على أساسه التقييم وتحديد المسئوليات. ولكن، و بعد حمى التغيير الذي اجتاح العالم والمنطقة، حان الوقت أن يلتفت الأحزاب الجماهيرية و تلك التي لها تاريخ، مثل الديمقراطي الكوردستاني، إلى المبادئ التي انشأ على أساسها، و أن يغيرُ بعض من اولوياتهم في تقييم عناصرها، والاعتماد على المبادئ الجديدة لأي حزب عندما يتحول من النضال الثوري إلى النظام المؤسساتي و الإداري في اختيار قياداتها في مؤتمراتها القادمة، و لا تكون اختياراتها على وجهات النظر الفردية والمصالح الضيقة للأفراد و الجماعات. في الفترة الأخيرة بدأنا نسمع ولأول مرة و على غير العادة، نداءات بهذا الشأن، ومن منابرَ، تحق لها فقط التحدث في مثل هكذا أمور، داخل الديمقراطي الكوردستاني، ففي حوارات و تصريحات جريئة ل نيجرفان بارزاني، تحدث فيها عن التغيير داخل حزبه، الديمقراطي الكوردستاني، وأحدث ذلك ضجة داخل هذا الحزب، وفي الشارع الكوردي. وفي اعتقاد الكثيرين، سيكون الأيام القادمة و المؤتمر القادم لهذا الحزب، و الذي تأخر كثيراَ، و طال انتظاره، سيكشف مسار الحزب، للمرحلة القادمة، و يحدد أيضا، مستقبله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقالات تضم الناشطة في المناخ غريتا ثونبرغ بمظاهرة تضامنية


.. بعد اعتقال سنية الدهماني، محامو تونس في إضراب




.. جدل في بلجيكا بعد الاستعانة بعناصر فرونتكس لمطاردة المهاجرين


.. أين سيكون ملاذ الأعداد الكبيرة من اللاجئين في رفح؟




.. معتقل سري لتعذيب الفلسطينيين والعملية برفح تهدد بكارثة إنسان