الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقبة بن نافع الفهري (بين القيل والقال والحقيقة والخيال).

الطيب آيت حمودة

2010 / 1 / 2
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


إن عبادة الأبطال وصناعتهم سمة مرافقة لعصور التخلف الذي أخذ فيه العقل إجازتة المفتوحة ، ومن هنا جاء الفكر السلفي الوهابي الحالي المهيمن على أفئدة السذج من المسلمين لاستعادة تقديس السلف بتراثه، باعتباره الصحيح في الإسلام ، وكل مناقشة له تُعد ضلالا وكفرا دون الإحتكام لآي القران الصريحة في الأمر . ومن هنا كانت العناية بالقائد الفهري عقبة بن نافع الذي هو في حقيقته بشر مثلنا ، فيه كل ما فينا من ضعف وقوة ، وظلم وعدل ، فيه الصواب والخطأ ، فيه الحلم والتعسف ، فيه الإنية والأنانية ، فيه الإيثار والإستئثار ، غير أن بعض المؤرخين جعلوه ملاكا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، ولم يتركوا منقبة إلا وذكروها وزادوا عليها من نسج خيالهم ما لا يقبله عقل ولا منطق ، والحقيقة التاريخية نسبية يجوز فيها الصدق والكذب ، وأخبار عقبة لا قدسية فيها لأنها ليست بالقرآن ، ولا من حقائقه، كل ما في الأمر أنها من أخبار الرواة والتاريخ ، فكل ما يقال عنه يخرج من إطار القدسية ، ويدخل في إطار البحث والاستقصاء التاريخيين .
***من هو عقبة بن نافع ؟
هو عقبة بن نافع بن عبد القيس الفهرى، ولد قبل الهجرة بسنة، وكان أبوه قد أسلم قديماً، نشأ في بيئة إسلامية خالصة، وهو صحابي بالمولد، لأنه ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهو يمت بصلة قرابة للصحابي الجليل عمرو بن العاص من ناحية الأم، وقيل أنهما ابني خالة ، نبغ بطوليا في الحرب، وشارك في فتح مصر تحت أمرة ابن خالته عمرو بن العاص ،الذي أرسله إلى بلاد النوبة لفتحها، فلاقى هناك مقاومة شرسة من النوبيين، ثم تولى قيادة حامية برقة ردحا من الزمن في عهد الخليفتين عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم جميعا ، وهو الذي كُلف بتأديب القبائل الأمازيغية التي خلعت الطاعة ، فقطع أذن ملك ودان وأصبع ملك قصور كوار حتى لا تسول لهم أنفسهم محاربة العرب ، وهو الذي مارس حرب المباغتة ضد البزنطيين ، وأسس مدينة القيروان لتكون قاعدة لاستكمال فتح إفريقيا الشمالية برمتها ، ووصل زاحفا نحو الغرب في حملته مكتسحا مناطق عدة في المغرب الأقصى إلى أن وصل المحيط الأطلسي الذي دخله بجواده رافعا يده لله متضرعا وقائلا: [يارب . لولا أن البحر منعني لمضيت في البلاد إلى مسلك ذي القرنيين، مدافعا عن دينك ، مقاتلا من كفر بك .] [1] . والمتتبع لتاريخ الغزو العربي لشمال إفريقيا ، وتاريخ حملتي عقبة بن نافع الفهري بالذات يستشف منها بعض المناحي يجب الوقوف عندها لوزن مدلولاتها وأبعادها .
***بين تاريخ السياسة وتاريخ الوطن والمجتمع :.
انكشفت حقيقة اختزال تاريخ وطن في شخصيات عسكرية ، أحيطت بهالة من التقديس رسمتها ريشة مؤرخ مبدع لعبت فيه الأهواء شأوا كبيرا ، وغدت مرجعية مستنسخة لم يقو أحد التنبيه لموضع الخلل والبهتان فيها ، فأصبح اجترار الكذب مؤديا إلى ترسيمه ووضعه في مصاف الحقائق التي لا مجال لنكرانها ، وكل محاولة للتشكيك تُعد ضربا من ضروب التجني والإفك ، الذي يجابه بآيات العصيان والضلال والكفر ، وهي أمور تكبح مسار البحث وتحول دون إنطلاقته وفق منهج قويم ، ينظر للمجتمع بشمولياته دون اختزال لجهده وعبقريته ونضالاته وابتكاراته تقزيما وحجبا ، وتلخيصها في مناقب شخصية محورية واحدة باعتبارها المركز، والعقدة ، وقطب الرحى ، التي تدور حولها ألأحداث ، داخل نسق تاريخي يُهمل الفعل والإنفعال ، ويكيل الدناءة للمنفعلين بوازع ديني باعتبارهم كفارا يجوز فيهم الجهاد التهجمي بمسوغات واهية أثبت العقل والمنطق والدين السليم بطلانها ، وهو ما حدث لتاريخنا في عهد شخصية عقبة الفاتح خلال الخمسينيات من القرن الأول للهجرة ، وهو ما يجعل مصادر التاريخ الإسلامي تنحوا في عمومها إلى أن تكون سجلا لمناقب الخلفاء والوزراء وقادة الغزو ، أما الباقي من الأمم ، والشعوب ، والرعايا ، فهم تبع لا ذكر لهم إلا عرضا ، ومجبرون على الدوران حول هالة الحكام والساسة ومن يجاورهم ويخدمهم من الفقهاء ، كدوران الحجيج حول الكعبة المشرفة .
***الخرافة في التاريخ الإسلامي :.
المتفحص للحقائق المصدرية يقرأ فيها على سبيل المثال :
*انبجاس الماء تحت رجلي فرس عقبة بعد دعوته لله إثر تعرض جيشه للعطش أثناء محاولة الإلتفاف على مدينة خوار الأمازيغية الحصينة ، فارتوى الجند ، بعد أن أمرهم قائدهم بحفر أزيد من سبعين حفرة خرج الماء منها تباعا ، وهي قصة بلا سند ولا منطق ، يغلب عليها طابع الاستلهام لما حدث في قصة سيدنا اسماعيل وأمه هاجر بين الصفا والمروة ، وما رافق ذلك من انبجاس المياه تحت قدمي النبي سيدنا اسماعيل عليه السلام ، أو ما يعرف ببئر / زم / زم .
* دعوته لخروج الوحوش والبهائم عن الموقع المزمع بناء مدينة القيروان فيه ( أن عقبة بن نافع غزا إفريقيا فأتى وادي القيروان فبات عليه هو وأصحابه حتى إذا أصبح وقف على رأس الوادي فقال : أطعنوا فإنا نازلون قال ذلك ثلاث مرات ، فجعلت الحيات تنساب والعقارب وغيرها مما لا يعرف من الدواب ، تخرج ذاهبة وهم فيها ينظرون إليها من حين أصبحوا حتى أوجعتهما الشمس وحتى لم يروا منها شيئا [1]. ابن عذارى المراكشي، البيان المغرب ، وابن عبد الحكم في فتوح افريقيا والأندلس .وتفسير الحادثة بالمنطق لا تزيد عن حرق أحراش الغابة المجاورة، وانتشار الدخان المؤدي بالضرورة إلى مغادرة الحيوانات البرية بأشكالها وأنواعها من الموقع خوفا من الهلاك .
* وفي قصته في أمر تحديد قبلة مسجد القيروان إشارة إلى إجهاد النفس في تقويمها ، لما رأى أمر اختلاف الأصحاب في تحديدها ، فبات مغموما ، فدعا الله التفريج فأتاه آت في منامه قائلا له [إذا أصبحت فخذ اللواء في يدك .... فإنك تسمع بين يديك تكبيرا لا يسمعه أحد من المسلمين غيرك ، فأنظر الموضع الذي ينقطع عنك فيه التكبير فهو قبلتك ومحرابك ! ....فاستيقظ في منامه وهو جزع ٌ .. . وبعد صلاته ركعتي الصبح بالمسلمين ، إذ بالتكبير بين يديه فقال لمن حوله (تسمعون ما أسمع ؟)فقالوا (لا) فعلم أن الأمر من عند الله ، الخ .] [2] والمتتبع لما قيل يتضح مدى التخريج الدرامي للقضية ، ومدى قوة إيمان الناس ماضيا وحاضرا بالتصورات المنامية والتخيلات ، كما أن قائدنا يتنزل عليه الإلهام الرباني مثله مثل الأنبياء إرشادا له لتعيين مكان المحراب والقبلة ؟ وكيف لأعراب غزوا بلدانا مشرقا ومغربا لا يعرفون كيفية تحديد الجهات الأربع؟ ، ويعجزون بحضارتهم تحديد معالم الشرق والقبلة؟ ، وأقوام سبقوهم لم يكن أمر تحديد الجهات عصيبا ولا يتطلب التدخل الإله في تحديده ، وقد تكون القصة مستوحاة من أساطير الأولين من ذوي الألباب النيرة التي تصيغ الأساطير تقربا من أهل الحل والعقد ،وهذه كلها أمور وأن وردت في متون المصادر التاريخية التي تنجر في غالبها لإديولوجية الطبقة الحاكمة وصلت حد التزييف والتحريف للحقائق مثل ما صرح به المؤرخ الرسمي للدولة البويهية عندما سُئل عما يفعله فقال ( أباطيل أنمقها وأكاذيب ألفقها ) [3] ،وأمثال هؤلاء المؤرخين هم الذين شحنوا صدورنا بترهات الماضي وأباطيله ، وجعلونا نعيش في دوامة الأسطورة التي يدحضها العلم ويستهجنها رغم صخب الصاخبين الذين همهم الأوحد الحفاظ على الهيمنة الفكرية ،و الدينية ، واللغوية، والهوياتية، ولو بتشجيع الخطاب العجائبي المستند على الخوارق والمعجزات المشابهة لمعجزات عقبة بن نافع الفهري أثناء غزواته لشمال إفريقيا ، التي تسعى إلى تمرير اديولوجية عروبية واضحة المعالم ، مدعمة بآليات دينية تخاطب العقل الباطن في الإنسان الأمازيغي المشهور بسذاجته وسهولة انقيادته للخروقات والأمور الغيبية التي تتجوازها الحواس والمدركات ، مثلهم مثل ما ورد في حديث العُتابي الساخر في زمن المأمون الذي يروي حديثا عن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول فيه (اذا بلغ لسان أحدكم أرنبة أنفه دخل الجنة).. فإذا بكل واحد من المستمعين يخرج لسانه يحاول أن يصل به إلى أنفه ! ، وما قيل عن كرامات عقبة قيل سابقا في الملاحم الهيلينية وأوديسية هوميروس ، وملحمة جلجامش ، ولا حقا بمعجزات الفقيه ابن تومرت[4] وحيله في إرساء دعائم الدولة ولو اعتماد ا على التزييف ، وفكر الخوارق والمعجزات، ناهيك عما يذكره أبو الحسن الجزائي في كتابه زهرة الآس في بناء مدينة فاس ذاكرا عجائب نهرها الذي لا نظير له ، فماؤه يشفي العليل السقيم ، يسخُن سريعا، وينهضم سريعا ، يفتت حصى المثانة ، ويزيل الصيبان والقمل من الجسد ، يلين البشرة ....الخ ، وما من شك في أن هذا الفكر الأسطوري المزيف مُعطل للفكر، والعلم، والمعرفة الصحيحة التي تنبني على الحجة والدليل العملي والعلمي المبنيان على الوثيقة والأثرالأركيولوجي .
***الجهاد والقتال بمنظوري الهجوم والدفاع :
إن التغاضي عن ذكر عدم مشروعية الجهاد الهجومي والقتل العشوائي والترهيبي )وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ، ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ) .. ( فمن اعتدي عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدي عليكم ، واتقوا الله : البقرة 190 ، 194 ) ، وطمس الحقائق حول ردود الفعل الحقيقية لعملية التوسع ونشر الإسلام ، وموقف الأمازيغ الفعلي من عملية التمشيط الواسعة التي قام بها جند الإسلام بقيادة عقبة التي لا نقرأ فيها سوى العبارات القتل التي تبرز هول ما أقترف باسم الإسلام الذي ديست تعاليمه برقاع نتنة من تعاليم الدنيا الواردة من دار الخلافة الأموية بفحواها الذي يهدف إلى تحقيق المزيد من ( الجزية والفيء وسبايا أفريقية ) . ولم يسأل الغازي العربي المسلم ومن كان معهم من قبائل زناتة أنفسهم عن مدى جواز الاٍعتداء على الآخر ولو كان كافرا ، فكل ما يريده هو البطش والقتل والترهيب لإخضاع رقاب الناس (....إِن تُرِيدُ إلا أَن تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ [5] ،فلا تقرأ في كتب التراث سوى (... فهزمهم وقتلهم تقتيلا ، وأخذ المسلمون من سبيهم وخيلهم شيئا كثيرا ، ....فقاتلهم قتالا ذريعا .... فأفنوهم وقطعوا أثارهم ، .... وأوغل ( عقبة) في الغرب يقتل ويأسر أمة بعد أمة ، وطائفة بعد طائفة ، .... وغزوته ( عقبة) أيضا للبربر بالسوس الأدنى وهي في بلاد تامسنا ، وهي بلاد المصامدة ، فهزمهم وأفناهم ، وبث (عقبة) الخيل في بلادهم فافترقت في طلبهم إلى كل موضع هربوا إليه لا يدفعهم أحد . فقتلهم ( عقبة) قتالا ما سمع أهل المغرب بمثله ، حتى هزمهم (عقبة) وقتل منهم خلقا عظيما ، وأصاب منهم نساء لم ير الناس في الدنيا مثلهن ، قيل أن الجارية منهن كانت تبلغ بالمشرق ألف دينار ونحوها .[6] ، وكان يغزو حتى القبائل التي سبق لها وأسلمت ، ويذكر ابن عبد الحكم في تاريخ فتوح شمال إفريقيا والأندلس بأن عقبة جذع أنف ملك ( ودَان) فقال : لما فعلت بي هذا وقد وعدتني ؟ فقال له عقبة : فعلت هذا بك أدباً لك , و إذا مسست أذنك ذكرته , فلم تحارب العرب ( هكذا)..
إن الأمر فيه تغليب لثقافة الإكراه والإرغام التي تخالف جوهر الإسلام الذي يعني السلام ،وأين قوله تعالى ( لاإكراه في الدين ) .
هذه الحقائق تبرز مدى التسامح الإسلامي في حق أهل الذمة ، والكفار ، وهل القتال في سبيل الله ؟ ، أم في سبيل الحظوة والسلطان ؟ وهل القتال والجهاد موقوف على المسلم دون الكافر ، أي أنه حلال على المسلمين وحرام على الكفار .
وما ذنب هؤلاء الذين قتلوا من الطرفين ، وهم لم يفعلوا إلا ما أمر الله بفعله إن قاموا بالدفاع أو تظاهروا به ، ( فمن اعتدي عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدي عليكم ، واتقوا الله ) ، وما دام المسلم هو المعتدي ، فيستحق الرد بالمثل ، ووصفهم الله بأنهم لم يتقوا الله لأنهم قاموا بالعدوان ؟ أم أن الله سبحانه وتعالى يجيز ويأمر بقتال الكفار بدون سبب وجيه ، وهو القادر على جعل الدنيا كلهامؤمنة إن أراد ، دون حاجته لعنف الحجاج بن يوسف، ولا قتال وجهاد عقبة ، وهو القائل (فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء ...
[7] ، وهو القائل كذلك (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ )[8].
ثم نسأل عن مدى جهد العرب في تبليغ الرسالة سلما قبل بدء الغزو ، ومن حق هؤلاء الأقوام الأمازيغية معرفة حقيقة الأمر والتبين منه ، ليكون ذلك حجة وتبريرا للمسلمين في الإعتداء على وطنهم، ثم هل يستقيم إيمان وتترسخ عقيدة والسيوف على الرؤوس والنحور ؟
هذا ما ذُكر عن الغزو ، أما ما قيل عن ممارسة الغازين وتجاوزاتهم فلم يعهدها الأمازيغ حتى أيام الحكم الروماني الظالم ، وقد يكون الحديث عن ذلك لا حقا . وفي ثنايا هذه الحقائق يتساءل الإنسان هل جاء الإسلام لتحرير الشعوب أم لقتلها وتدميرها وقهرها وتكبيلها، وتدريب من تبقى منهم على الخضوع وفق مذهب الجبرية المرسخ لدى الكثير من أهل الملة استجابة لنهي وحرمة الخروج عن السلطان ولو كان من الطغاة والبغاة والضالين .
***بين عقبة بن نافع وإكسل وأبو المهجر دينار عبرة .
المتتبع للتسنجات القائمة بين الرجلين القائدين عقبة بن نافع وأبو المهاجر دينار، يكتشف موروثا مليئا بالعثرات ، قد يكون للفكر الشعوبي ضلع فيه ، عندما عُين أبا المهاجر دينار أقدم على تهديم قيروان عقبة ، واستبدله بقيروان جديد غير بعيد عنه ليكون له ذكر في التاريخ ، ،(فأساء عزل عقبة )[9] وأمر أن يُحرق قيروان عقبة ، ويعمر قيروانه ، فغادر عقبةٌ المغرب آسفا ، وكان أبو المهاجر سلسا رحيما رحمة الدين في تعامله مع الأمازيغ ، وتمكن بسياسته الحكيمة من جلب المزيد من المؤمنين من القبائل الرابضة فيما يسمى في المغرب الأوسط ، أسس مسجدا شهيرا في مدينة ميلة ، لا زالت آثاره قائمة إلى يومنا هذا ، وكان شديد الحرص على تقريب أمراء البلد الأصليين، ومنهم إكسل المعروف في المصادر العربية ب(كسيلة) ، فأسلم وحسن إسلامه ، واستمرت صداقة أبي المهاجر وإكسل (كسيلة ) إلا أن جاء أمر تغيير القادة بعد وفاة معاوية بن أبي سفيان ، وانتقال الخلافة وراثيا لأول مرة في تاريخ الإسلام لولده يزيد بن معاوية ، فأعيد عقبة إلى منصبه ، وبوصوله أوثق غريمه أبا المهاجر دينار وصحبه إكسل ( كسيلة ) بالأصفاد ، وخرب قيروان أبا المهاجر الذي بناه ، وأعاد الناس إلى قيروانه الأول ، واحتفظ بأسيريه في الحديد ، متنقلا بهما في غزواته ، فاستخف عقبة بإكسل ّ بأمره السلخ مع السلاخين جبرا ، وهي أمور لم تكن معهودة في التعامل مع الأسرى خاصة إذا كانوا ملوكا ، ويتضح مما ذكر، وتذكره المصادر أن الخصومة تفاقمت وفرخت بين الرجلين ، خاصة بعد استهجان المسلمين العرب بمناداته ، ما تصنع يا بربري ؟ فبالرغم من نصح أبا المهاجر لعقبة بمسياسة إكسل بقوله ( بئس ما صنعت ! إذ كان الرسول الأكرم يتألف جبابرة العرب ، وأنت تأتي إلى جبار في قومه وتهينه ، فتهاون عقبة بالنصيحة ، مستمرا في جبروته وإساءاته ، فانتهز الأمازيغي فرصة فهرب من القيد ، وجمع التعداد ، وترصد جيش معاوية أثناء عودته باتجاه القيروان ومعه أبا المهاجر ، ( وكان قتل عقبة بن نافع في البسيط قبلة الأوراس ،بإغرائها برابرة تهودا عليه [10]، بعد معركة حامية استشهد فيها أكثر المسلمين عام 63 للهجرة في منطقة تعرف بتهودة قرب بسكرة حيث وُري جثمانه في عين المكان وبُني عليه المسجد المعروف باسمة إلى يومنا هذا، رحمهم الله جميعا واسكنهم جنة الرضوان .
الحادثة وإن كانت درامية في فصولها ، إلا أن البعض جعلها فيصلا بين الحق والباطل ، وبين الإيمان والكفر ، فعقبة بن نافع بطل ، فاتح عظيم ، وقاهر للبزنطيين والأمازيغ، رجل إفريقيا بلا منازع ، لولاه لما وصل إشعاع الإسلام والإيمان إلى ربوع شمال إفريقيا ...الخ ، أما إكسل [كسيلة] فهو المرتد والكافر والبربري، والعميل للبزنطيين ، مآله جهنم .. الخ ، ولو عدنا لسجل التاريخ لوجدنا جرائم يندى له الجبين ، أقترفت ضد الإمام الحسين بن علي في كربلاء تشنيعا وقطعا للرأس ، وقطع الحجاج رأس عبد الله بن الزبير على عتبات الكعبة ، ولم يُقال عنه بأنه كافر ومرتد ، وصلب هشام بن عبد الملك غيلان الدمشقي على أحد أبواب دمشق لرأي قاله في القدر ، ولم يُكفر .. أما إكسل فهو مجرم ومرتد وكافر .. الإنصاف هو أن الرجل دافع عن عرضه وشرف الأمة التي ينتمي إليها ، والأرض التي أوت أجداده في وجه غطرسة وجبروت أموي باسم الإسلام [ القادة على دين ملوكهم]، واستطاع إكسل أكتشاف النوايا الحقيقية لعمليات الغزو المتخفية وراء جلباب الإسلام ، والإسلام منها براء . فمن حقنا معشر الأمازيغ الإعتزاز بإكسل بالقدر ذاته الذي يَعتز به العرب بعُقبة ، فالأول حارب لوطنه وشرف أمته التي يمثلها ، والثاني قاتل وجاهد في سبيل التمكين للأعراب ومن ناصرهم، لأن الجهاد في سبيل الله لا يقتضي الإعتداء والقتل والنهب والسبي ، والتمكين للدنيا ، وكلا الجهادين جزاؤهما عند الله ، وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ[11]
وصفوة القول /
إن القدسية التي يفرضها السلف على الغزاة المجاهدين ، هي انتكاسة طوعية للفكر الحر ، وتعطيل للبحث التاريخي الذي ينأى عن كل القيود والأغلال ، فهو ها هنا من أجل اكتشاف الحقيقة ولو نسبيا، ومحاربة الزيف الذي طالها، وتطاول على التاريخ تشويها وتزييفا واعوجاجا ، والحقيقة وحدها هي الكفيلة بتبديد الحجب وكشف المستور والمتخفي من تاريخنا الذي جعلوه تاريخ أشخاص وأسر، تاريخ نكوصية وتراجع للوراء ، تاريخ كهنوت ورجال دين ، لا تاريخ أمم وشعوب ، تبحث لنفسها عن مكان ومقعد في مسرح أمم العالم ، وإن كان قول الحق والحقيقة من النسبيات ، فلا أحد يعرف كل الحق ، فالله هو الوحيد العارف لكل الحق .

الهوامش والمراجع___________________________________
[1]ابن عذارى المراكشي ، البيان المغرب ...، ج 1 ص 27- [2] المصدر السابق ج1 ص 31- [3] ] محمد عابد الجابري ص32 ، [4]مفتريات المهدي ابن تومرت مؤسس الدولة الموحدية في التحايل على السذج من أبناء جلدته ، [5]-سورة القصص الآية 19. [6]- مقتبسات من كتاب ابن عذارى المراكشي ، البيان المغرب ج1 ص 34...37 ، [7]- سورة الأنعام الآية 125 [8]- سورة هود الآية 118 ، [9]- ابن عذارى المراكشي ، البيان المغرب ...، ج 1 ص22 ، [10]- عبد الرحمن ابن خلدون ، كتاب العبر ، ج2 ص 10 دوسلان [11]- سورة [هود الآية 118.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نفاق التاريخ الإسلامي
عبد القادر أنيس ( 2010 / 1 / 3 - 10:48 )
حكاية قول عقبة [يارب، لولا أن البحر منعني لمضيت في البلاد إلى مسلك ذي القرنيين، مدافعا عن دينك ، مقاتلا من كفر بك .]
برهان ساطع على أن العرب المسلمين الغزاة لم يكن هدفهم نشر الإسلام وتوحيد الله بل البحث المسعور عن المغانم. لو كان قول عقبة صادقا لاتجه بجيشه نحو الجنوب حيث تعيش شعوب أفريقيا السوداء في الوثنية وأسلمتها لكن العرب كانوا يعرفون أنهم لن يجدوا هناك حور العين وممالك الذهب والفضة، بدل الذهاب شمالا وقطع البحر نحو أسبانيا المسيحية المؤمنة بالله وسكانها من أهل الكتاب. لكن جاذبية الغنائم والسبي كانت أقوى.
تحياتي


2 - احترم حقك في الرأي وقد اخالفك اياه
امـــازيغ ( 2010 / 1 / 3 - 18:43 )
مع كل الأحترام السيد حمودة اود ان ادلي برئيي في الموضوع هذا الذي بذلت بشانه مجهودا انت مشكور عليه و انهي الى علمك ان كل المحاولات المبذولة لتبرئة الدين الأسلامي و اخراجه مما ارتكبه الغزاة العرب في حق الشعوب المستضعفة هي محاولات ضرفية لا غير اذ انسان الألفية الثالية لن يستسيغ ابدا كون وجود ساعي بريد بين السماء والأرض رغم كل محاولات الكتب المسمات ماوية اقناعه و بالتالي رجاءا و انا على يقين انك بصفتك امازيغي ذاق اجدادك الأمرين على يد هؤلاء الجرمين ان تعيد النظر في الأمر انني احترم حقك في الراي لكن هذا لا يعني انني سوف اوافق اياه في كل ما تبلغه للمتلقي انتهى سيدي امر الخرافات اننا ابناء عصر العلم و لا حاجة لنا في اضاعة مزيد من الوقت فيما لا نفع فيه نريد كتابا و موجهين لأجيال قادمة اما الموجودون فقد استفحل الأمر و خربت العقول فلنعمل جادين على استئصال هذا الورم ان فعلا نريد الجنة على الأرض لا في عالم اسطوري لا يتقبل العقل التفكير فيه لكون ذلك مضيعة للوقت هذا الوقت الذي لا نوليه اي اهتمام و ان كان يقتلنا قبل ان نشبع مرادنا فلن نحافظ عليه و لنستغله لفائدتنا على الأرض و كفى.ثانميــرث.


3 - بين العلم وخرافة الدين .
الطيب آيت حمودة ( 2010 / 1 / 3 - 20:26 )
تنويه وتقدير للسادة المساهمين في اثراء ما ورد في المقالة حول عقبة ، وما هي إلا ماحاولة لفهم الماضي الذي قد نختلف في قراءته تبعا لخصوصية كل منا ، وثقافته المنغرسة في وجدانه،وتحياتي للإخوةYUR عبد القار أنيس وأمازيغ .
وأقول لصديقنا المحترم أمازيغ ، بأن سبب الإختلاف يعود إلى التباين بين المنظور الاسلامي والعلماني، فالتوفيق بينهما غير ممكن، وهو ما سيصل إليه الباحث تدريجيا في إطار النبش والخربشة ، وقد يكتشف المرء في الأخير النتيجة التي وصلها أستاذنا مختار ملساوي والتي مفادها أن الباحث في الإسلام يصل في الأخير الى مفترق طرق ،فإما أن يقنع به كلية ويصبح سلفيا إرهابيا، أو ينحرف يسارا ليغدو ملحدا أوعلمانيا في أقل تقدير .وكل ما أراه هو أن تغيير العقول لن يتأتى بسهولة ويسر ، وإنما يأتي تدريجيا وباستخدام العقل اللين الذي يخاطب الألباب والعاطفة معا ، لبلوغ المنحى المنشود،لإن الخطاب العنيف والمتشدد قد يجعلنا نسقط في نفس الخطأ الذي وقع ويقع فيه التيارالسلفي المتشدد .
تحياتي للجميع .


4 - الجزائر
عقبة ( 2011 / 12 / 17 - 18:47 )

الاحظ انك سردت أحداث وردت في مراجع ذيلتها في أسفل الصفحة, نسبت إلى سيدنا عقبة بن نافع (رض), كان أكثرها إذا أعملنا العقل اقرب إلى الخيال منها إلى الحقيقة, إن إعمال العقل بقدر ما يدعونا للتفريق بين خوارق المعجزات التي انتهت بوفاة خير خلق الله(ص) و الخرافات بقدر ما يبقينا مؤمنين بوجود الكرامات التي حباها الله لعباده المنتجبين, لقد حضي بها أناس متأخرون فكيف برجل أمضى جزءا من حياته إلى جانب رسول الله (ص) وأنصت لموا عضه و نهل من هديه و نال شرف الجلوس عنده والنظر لوجهه الكريم, ولقد أوصى الرسول (ص) أمته الإسلامية بإتباع والإحسان لأصحابه الكرام, كما أن التابعين أعطى لهم منزلة بعد منزلة الصحابة, فكيف و هم من اخذوا العلم و الورع عنهم مباشرتا
عن بن مسعود (رض) قال صلى الله عليه وسلم: خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم


5 - الجزائر
عقبة ( 2011 / 12 / 17 - 18:50 )
لقد كنت محقا عندما أشرت لحقيقة تعتبر من مآخذ البشرية على كتبة التاريخ, لقد أساء الكثير منهم لشخصيات بل لمراحل بأسرها لقاء كسب ود الحكام و التقرب منهم, فدعوت للتأني قبل تصديق ما نسب لعقبة بن نافع من قداسة و ما الحق بكسيلة من عار وكفر, لكنك ومن جهة أخرى لم تتردد في الأخذ بالمراجع التي ذكرت الفتوح الإسلامية بأعمال القتل والسبي و قطع الأذن و الإصبع, كان حليا بك أن تعمل العقل في كل نقل تاريخي سواء كان مادحا لهذا أو ذاك و سواء كان ذاما لهذا أو ذاك
صحيح أن عقبة بن نافع لم يكن معصوما من الخطأ و لعله أساء التصرف ,فقد أثخن الصحابة في بعضهم البعض و ذلك لخلاف دار بينهم حول أولوية معاقبة قتلة عثمان بن عفان (رض) , لكن هل من صميم الحكمة و العقل أن نصدق بان الله ارتضى للإسلام أن ينشر بأعمال قتل للأبرياء و عن طريق أناس استعملوا سلوكيات هي أصلا ليست من دين الله, لعل المتبصر للتاريخ لا يستسيغ كل تلك القداسة, قداسة الأنبياء التي أعطيت لسيدنا عقبة (رض) لكن في نفس الوقت لا يستسيغ إنزال هذا الفاتح الصحابي أو التابعي إلى درجة السفاح و الشرير


6 - الجزائر
عقبة ( 2011 / 12 / 17 - 18:53 )
القداسة المرفوضة هي التي توضع في غير محلها, إن استغراب و استهجان القداسة فيما يجب أن يقدس لهو انحراف عن جادة العقل, فالقداسة من خصائص الدين و الصحابة و التابعون هم من نقلوه عبر الأمكنة و الأزمنة, لذا إنزالهم لمرتبة البغاة والظالمين هي سوء فهم للدين و عدم توازن في الاستدلال و التفكير,
قال تعالى في سورة الفتح : لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً


7 - الجزائر
عقبة ( 2011 / 12 / 17 - 18:54 )

إن سيدنا عقبة (رض) هو أهلا للقداسة لكن بما يتناسب مع منزلته كصحابي في صغره فلا يقبل فيه التنزيه كما لا يقبل فيه التجريم
الغريب في طرحك انك بالرغم من أن عقبة بن نافع ثبت فيما يخصه انه مسلم و صحابي في صغره ومجاهدا و ناشرا للدين في حين أن كسيلة اختلف في بقاءه على دين الإسلام وثبت انه حارب المسلمين و قتل الصحابة و التابعين في و قعة تهودة وكان منهم صديقه أبو المهاجر الذي بذل الكثير في سبيل الدفاع عنه لكنه قتله في نفس المعركة, و رغم كل هذا انتقدت كثيرا عقبة و مدحت كثيرا كسيلة, فيا سبحان الله


8 - لا قدسية في التاريخ
الطيب آيت حمودة ( 2011 / 12 / 18 - 18:25 )

°°°أنا شاكر لك يا عقبة ا لمرور والتنويه ، غير أني أخالك تحكم على الأمور بنوع من الفطرة والسذاجة ، فعقبة ليس بصحابي فهو تابعي فلهذا فهو لم يجالس ا لرسول، ثم حتى الصحابة الذين عايشوه ليسوا كلهم من طينة واحدة ففيهم التقي النقي ، وفيهم المؤلفة قلوبهم ، وفيهم المنافقون ، حتى أن عبد الله بن أبي سعد ( كاتب الوحي ) لم يكن أمينا في نقله ، فعاقبه الرسول .
°°° يجب أن نقول للمصيب أصبت والمخطىء أخطأت ، فأفعال عقبة مجانبة للشرع فالله لم يأمره بغزو أناس لم يسمعوا بالإسلام ، فالواجب هو ارسال مبشرين مسالمين ووعاظ قبل الإعتداء عليهم امتثالا لقوله تعالى ( ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) ولعل في قتله للإبرياء واسترقاق بناتهم ما يسيء للدعوة وينفر منها ، فبدايات الإحتكاك لم تكن موفقة وسليمة ، ولعل في توجه الدولة الأموية بقيادة زيد بن معاوية ما يبرر ذلك
يتبع...... .


9 - لا قدسية في التاريخ
الطيب آيت حمودة ( 2011 / 12 / 18 - 18:29 )
بحيث أن الرغبة لم تكن موجهة لنشر الدين بقدر ما هي موجهة لتوسيع مملكة الدولة العضوض وكسب المزيد من المغنم .
°°° عقبة ( حسب ما تذكره حوليات التاريخ ) لم يحسن التعامل مع الأمازيغ المؤلفة قلوبهم ، فهو قد شهر السيف عاليا ضدهم ، وخلق جروحا ما كان أن يخلقها لو طبق نهج سلفه المهاجر دينار .
°°° التصادم بين عقبة وكسيلة في حقيقته هو داخل جبة الإسلام وليس خارجه ، وخبر ارتداده ما هو سوى صناعة عربية لتشويه الخصوم ، فما وقع بين الطرفين وقع في نكسة مقتل الخليفة عثمان وتكرر بين أحفاد عقبة أنفسهم حبا في الدنيا ورغبة في امتلاك بلاد المغرب.(الياس ابن حبيب الفهري يقتل أخاه عبد الرحمن غدرا، وحبيب بن عبد الرحمن ينتقم لأبيه من عمه الياس ) ؟
... يتبع


10 - لا قدسية في التاريخ
الطيب آيت حمودة ( 2011 / 12 / 18 - 18:31 )
تابع....



°°°عقبة أخذ جزاءه في الدنيا ، والأثنان سيتخاصمان عند ربهما الأعلى ، وأبو المهاجر لم يتضح قاتله ، فالتاريخ يذكر تناغما بينه وبين كسيلة فكيف يكون قاتله ، وبالمقابل كان التنافر قائما بين أبي المهاجر وعقبة ، فلعل عقبة هو القاتل ؟ .
اقرأ كتب التاريخ بحصافة وسترى العجب العجاب .
تحياتي .


11 - تاريخ يمجد و تاريخ يجرم لكن الاسلام هو الفيصل
عقبة ( 2011 / 12 / 18 - 21:47 )
ولد سيدنا عقبة بن نافع (رض) عاما قبل الهجرة و توفي سيد الأنام محمد (ص) في السنة الحادية عشر بعد الهجرة, معنى ذلك أن سيدنا عقبة بن نافع (رض) كان له 12 سنة حين وفاة الرسول (ص), وللعلم فهما قرشيان من نفس القبيلة إذن خلال هذه المدة سيدنا عقبة بن نافع (رض) لم يكن ببعيد عن الرسول (ص), و المعلوم عبر أحداث التاريخ إن الذي له من سن 12 سنة في ذلك الزمان كان أكثر وعيا و نضجا من مثيله فأزمنة متأخرة, فهناك من العلماء من اعتبروا الجن الذين استمعوا للقران هم من الصحابة و هناك من اعتبروا كل من عاش يوما واحدا في حياة الرسول (ص)هو من الصحابة, فكانت النساء تأتي برضعها لترى الرسول (ص) كي تنال شرف صحبته, ففداك أمي و أبي يا رسول الله
هذا قول العلماء و ليس قول العالم بالهين


12 - تاريخ يمجد و تاريخ يجرم لكن الاسلام هو الفيصل
عقبة ( 2011 / 12 / 18 - 21:50 )
في مطلق الأحوال, أنا قلت بأنه صحابي في صغره, وليكن تابعي, إن كنت ترضى له أن يوصف بالسفاح فإنني أتركك أمام ضميرك
حقا لو قرأنا التاريخ لوجدنا العجب العجاب, فالرجل نفسه تجد من يزكيه و يمجده و تجد من يعيبه و يجرمه, لكن الحمد الله على تعاليم الإسلام التي بها نرجح بين هذا و ذاك, و يا حسرتاه على من لا دين له فأي عاصم له من أمواج التاريخ المتلاطمة و فتن الحاضر النازلة و اشراط الساعة الحاصلة, فلا اعتقد أن الدين سيساند تجريم الصحابي و التابعي و ينزلهما إلى درك الظلم و العدوان و لا أن يضعهما على قدم المساواة مع من تحالف مع الكفرة لقتل المسلمين


13 - مهلا على اسلافنا
عقبة ( 2011 / 12 / 23 - 19:05 )
لا يكاد يثرى موضوع على صفحات الانترنت إلا و تجد بعده سيل من الآراء و التعليقات المتنوعة و المتضادة, فليس العيب لا في هذا التنوع و لا في ذاك التضاد لكن المؤسف هو ما آلت إليه ثقافتنا حيث أصبحت رهينة إما مفكر متطرف أو معتدل محدود التفكير, فلقد استغربت كثيرا للذي قال أن سيدنا عقبة بن نافع (رض) فتح شمال إفريقيا ليس من اجل نشر الإسلام لكن سعيا وراء سبي النساء الحسناوات معللا ذلك بأنه لم يتجه نحو أدغال إفريقيا حيث عاشت هناك أمم كثيرة غارفتا في الوثنية و الكفر, لو كان هذا الادعاء صحيحا لما اتجه سيدنا عقبة بن نافع (رض) لا إلى شمال إفريقيا حيث يعيش الامازيغ ولا إلى أدغالها حيث يعيش الزنوج لكن إلى الشمال إلى القوقاز و البلغار و الروس حيث تعيش أكثر نساء الأرض حسنا و جمالا, الحقيقة أن الأمويين ابتدئوا بفتح بلاد الروم و الفرس و الامازيغ لان هؤلاء هم من كانوا يديرون العالم و هم من كانوا في صدارة الأمم في ذلك الزمان فإذا أدخلتهم في رحاب الإسلام سهل عليك إلحاق الأمم الأخرى

اخر الافلام

.. المناظرة بين بايدن وترامب.. ما أبرز الادعاءات المضللة بعد أد


.. العمال يحسمون الانتخابات قبل أن تبدأ، ونايجل فاراج يعود من ج




.. لماذا صوت الفرنسيون لحزب مارين لوبان -التجمع الوطني-؟


.. ما نسبة المشاركة المتوقعة في عموم أسكتلندا بالانتخابات المبك




.. لجنة أممية تتهم سلطات باكستان باحتجاز عمران خان -تعسفا-