الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استغلال الأديان في صناعة الأزمات السياسية : السنغال ، نموذجا ؟!!!

سميه عريشه

2010 / 1 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


• قرر الرئيس السنغالي : عبد الله واد ، أن يقيم تمثالا كبير هو ( صرح نهضة أفريقيا ) كرمز مدني للتنمية المدنية في القارة الأفريقية
• لكن رجال الدين الإسلامي هناك هاجموا القرار بهدف إيقاف تنفيذه وإلغاءه بزعم انه مخالفا لتعاليم الإسلام الذي يجب من وجهة نظرهم أن يطبق خاصة أن المسلمين يمثلون 90 % من السكان بينما المسيحيين 10%
• وكان قرار الرئيس ( واد ) هو الاستمرار في إنشاء التمثال متمثلا في رده ب ( 25 كلمة ) فقط قائلا باستنكار لرجال الدين الإسلامي :
• ( إن المسلمون ) يعتبرون أن الكنائس مكانا لعبادة شخص ليس الله. إنهم يبتهلون ليسوع المسيح في الكنائس والجميع يعرفون ذلك. فهل طالب (الأئمة) يوما بتدمير الكنائس ؟؟؟؟!!!!

• وكان من المفترض أن هذا القرار يدعم المدنية التي هي في صالح الأقلية المسيحية أيضا ، لكن سوء اختياره الرئيس ( واد ) لكلمتين ساهما في توفير الماء العكر ليفتش كل الخصوم فيه :

• فلو كان قد الرئيس ( واد ) قد استخدم تعبير من ثلاثة كلمات قائلا : ( إن بعض المسلمين ) ،
• بدلا من قوله : ( إن المسلمون ) يعتبرون أن الكنائس مكانا لعبادة شخص ليس الله 00 الخ ، لما كان الماء العكر الغير مقصود في ظني قد توفر للخصوم وللأصدقاء على حد سواء !! على اعتبار أنه ليس فعليا ( بعض ) بل ( الكثير ) من المسلمين فعليا: مقتنعون بذلك ، ويترجم تلك المفاهيم الخاطئة والعنصرية شعارهم : ( إن الدين عند الله الإسلام ) أو شعار ( الآسلام هم الحل ) ، وذلك بفضل المفاهيم السلفية التي انتشرت في العالم الثالث منطلقة من الجزيرة العربية من خلال العمالة التي انجذب الى أموال النفط في تلك البلاد والتي بدأت منذ أكثر منذ من ثلاثين عام !!!
• وبالعودة الى ( واد ) السنغال ، فذلك الحدث : بناء تمثال ( صرح نهضة أفريقيا ) الذي كان من المفترض اعتباره وفهمه على انه خطوة تجاه مدنية الدولة والأفعال ، انقلب الى العكس بفضل الاصطياد العمدى في الماء العكر لأغراض متنوعة : فتوحد الجميع ضده مسلمين ومسيحيين وسياسيين سابقين ، كفرصة سنحت للحصول على مكاسب وحسم معارك ،وبعضها وصل الى الرغبة فى الحصول على كرسي الرئيس !!!!

• "وحيث كان قد حاول الرئيس عبد الله واد منذ بداية توليه الحكم عام 2000م إلحاق الأديان عامة بمؤسسات الدولة. فاصطدمت علاقاته مع الكنيسة التي تتمتع بنوع من حرية الفكر، اصطدمت بمحاولته للسيطرة عليها". من وجهة نظر الكنيسة !!!0

• كذلك رجال الدين الاسلامى هناك وتمشيا مع النهج الاسلامى العالمي المنتشر الآن سواء من خلال التنظيم الدولي لهم أو من خلال نشاط التيارات السلفية المحلية والعابرة للحدود ، والذي يحاولون كتيارات إسلامية تجمعها أرضية معاداة ( مدنية الدولة ) وما يتبعها من طرق إدارة وتصرفات ، مما يتناقض مع هدفهم في فرض رؤيتهم على الدولة والناس فمعروف أن التمائيل محرمة من قبل تلك التنظيمات السلفية الإسلامية ، برغم أن قبلتهم الحجر الأسود في الحرم الشريف بالسعودية ، بعكس وجهة النظر الإسلامية المعتدلة والتي قبلتها أيضا نفس القبلة لكنها تجنح الى عدم التشدد والتي هي للأسف من ثلاثة عقود في تراجع كبير حتى يكاد يكون بات على الاختفاء خاصة في الصفوة الإسلامية ، التي بدأت تؤثر الى حد ما على الثقافة الدينية لدى الشعوب الإسلامية ، يساعدها على ذلك في معظم دول العالم الثالث ، العداء الفعلي للحكومات للثقافة المدنية وهدمها للطبقات الوسطى أو تصفيتهم فعليا نتيجة تراكم سياسات ممتدة لنصف قرن أو يزيد ،،، وكذلك نتيجة كثافة التركيز على الإسلام السلفي وآليات انتشاره بكل السبل ، بهدف أسلمة العالم !!!!

• ومن هنا ساهموا كرجال دين اسلامى في السنغال في تأجيج العداء بين رجال الكنيسة والرئيس ( واد ) مستغلين تلك النقطة التي التقت مع رفض الكنيسة الاندماج داخل الدولة المدنية ومن ثم فقد قدر من استقلاليتها ، وهو ما كشفه إعلان كبير أساقفة دكار في وقت سابق : ( لحسن الحظ أن إخواننا المسلمين عبروا عن تعاطفهم معنا. أعتقد أن التعايش الوطني في السنغال، المتين في العادة، سيبقى كذلك ) !!!
• مما يؤكد قيام رجال الدين الاسلامى بإبداء التعاطف مع المسيحي والتقاء ( المؤسستين الدينيتين ) : المسيحية ، والإسلامية ، في معاداة الرئيس هناك ، برغم أن انصياع الرئيس السنغالي لمطلب رجال الدين الاسلامى ضد الرمز المدني للتنمية الذي هو في هذه الحالة ( تمثال نهضة إفريقيا ) كان سيفتح الباب فعليا لتقويض الحياة المدنية بالنسبة لجموع المسلمين وشرعنه كل الأشياء وإخضاعها لميزان ( الحلال والحرام ) وكذلك بالتأكيد في الوجه ألأخر : كان سيكون بداية لعصر اسود بالنسبة للديانة المسيحية ورجالها وأتباعها ، والنماذج عديدة تدلل على ذلك في دول أخري !!! لكنها كما يقولون التقاء المصالح الضيقة والتكتيكات !!!
• فرجال الدين ( المسيحي ) دفاعا عن استقلاليتهم عن الدولة مستغلين لذلك الحدث : ففي "رسالة رأس السنة مساء الأربعاء الماضي " التي ألقاها الكاردينال ثيودوروس أدريان سار : انتقد فيها الرئيس على "تجريحه" للمسيحيين وتلفظه بكلمات "مهينة" بحقهم. قائلا : "من العار ومن غير المقبول أن يتعرض رأس الدولة لقدسية المسيح".

• مما تسبب في أن تندلع على إثرها بعض صدامات محدودة بين بعض شباب مسيحيين ورجال شرطة أمام كاتدرائية دكار !!!!
• وكذلك وزراء ومسئولين سابقين ، رأوها فرصة لتأجيج الصراح وتصفية الحسابات مع الرئيس ، فبادروا بمهاجمة الرئيس والنيل منه :
• حيث قال شريف الوليد سييه المستشار الإعلامي ( السابق ) للرئيس واد : هذه الصدامات انتهت هنا. لن تتطور، كما أنها لم تجر بين مسلمين ومسيحيين". وأضاف "إنها موجهة كما هو ظاهر ضد رئيس الجمهورية الذي هاجم المسيحيين مجددا بطريقة ( خرقاء ) ، وقد عبر المسلمون بأعداد كبيرة عن تضامنهم معهم (المسيحيين( 0
• ومن جانبها قالت المؤرخة بندا مبو إن هذه الصدامات "لا سابق لها في السنغال". وأضافت وزيرة الثقافة السابقة : ( لقد حاول واد منذ البداية إلحاق الأديان بمؤسسات الدولة. علاقاته مع الكنيسة التي تتمتع بنوع من حرية الفكر، اصطدمت بمحاولته للسيطرة عليها !!!) 0
• وبعد الصدامات، قدم ابن رئيس الدولة الوزير كريم واد "الاعتذار باسم رئيس الجمهورية" إلى كبير الأساقفة. لكن الأخير قال إنه يريد من الرئيس شخصيا أن يعتذر.

• ولكن الرئيس ( واد ) لم يقدم واد اعتذارا واضحا في خطابه إلى الأمة مساء الخميس معتبرا إن كلماته تم "تحريفها" وإن تلك الجملة أخرجت من سياقها. وقال : ( إذا كان تفسير كلامي سبب اهانة لبعض أعضاء الطائفة المسيحية، فأنا أول من يبدي أسفه على ذلك ) ، وقال "أدعو الجميع، مسلمين ومسيحيين.. إلى طي الصفحة ومواصلة تجربتنا الرائعة والمتميزة في التعايش بين أقلية مسيحية وأغلبية مسلمة".

• ولكن لم يطوي أحد تلك السقطة أو الزلة للرئيس ، بل تمحور النقاش السياسي من جديد حول شخصية الرئيس البالغ من العمر 83 عاما والذي يعتزم الترشح لولاية جديدة في 2012. والذي يتولى في السنغال السلطة منذ العام 2000م
• وفى ذلك السياق قالت الرابطة الديمقراطية إن تصريحات الرئيس ( واد ) حول الكنيسة تثبت أنه "لم يعد يتمتع بالقدرات الذهنية والأخلاقية التي تؤهله لقيادة البلاد". ودعا تحالف المعارضة إلى الشروع في إجراءات لتنحيته.

• إنها تجربة تعكس قذارة اللعبة السياسية والتي حتما تمس قدسية الأديان بالدخول فيها والاضطرار الى اللعب بنفس الأدوات القذرة !!! مما يطرح بالفعل تساؤلا مشروعا :

**** ( أليس من الأفضل ومن مصلحة المجتمعات أن يتم الفصل بين ألاديان والدولة ؟!!! ) 0
سميه عريشه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ؟؟؟؟؟
محمد بودواهي ( 2010 / 1 / 2 - 23:57 )
لا شك أن العلمانية هي الخلاص من كل هذه المهاترات الفارغة

اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي