الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافات مرفوضة وثقافات منشودة (الحلقة الثانية)ألا تشكل الشهادة العلمية وازع أخلاقي؟

غازي الجبوري

2010 / 1 / 5
التربية والتعليم والبحث العلمي



حضرت قبل أيام مناقشة رسالة طالب دكتوراه لأحد الأصدقاء وهي المرة الأولى التي احضر فيها مناقشة شهادة عليا وقد شدني الأمر لمعرفة كيفية إجراء المناقشة لأنها تشكل معلومة بالنسبة لمن لم يشهدها من قبل وكما يقال : " ترى مرة أفضل من ألف مرة تسمع".

وبعدما قدم الطالب خلاصة قصيرة عن رسالته بدأت لجنة المناقشة بملاحظاتها وكانت معظمها موضوعية إلا أن احد أعضاء اللجنة بدا يستخدم ألفاظا غير لائقة وكررها مرات عدة وبشكل مبالغ فيه وينم عن أغراض بعيده عن المعايير العلمية بشكل واضح وخاصة في موضوع نقل الطالب لنصوص من مؤلفين آخرين فكرر كلمة ( سرقة وعدم أمانة علمية ) عند كل نص أشار إليه كما صرح أمام الحضور بان الطالب سبق أن طلب منه أن يخلصونه من احد الأساتذة المشرفين على رسالته بشكل يستفز الأستاذ المشرف ويثير عنده موقف سلبي ضد الطالب وقد أثارت أطروحاته استياء الحضور ومخاوفهم في نفس الوقت من أن لاتقبل من قبل اللجنة لعدم استيفائها للشروط المطلوبة ( وكان موضوع الرسالة يقتضي تعيين أستاذين مشرفين لأنه يتضمن اختصاصين مختلفين ) .

ومعروف أن الملاحظات وخاصة المتعلقة بأصول البحث تمس بالدرجة الأولى الأستاذ المشرف أكثر من الطالب لان المشرف يقتضي أن يكون قد حدد الملاحظات للطالب لتجاوزها ولا تقدم للمناقشة إلا بعد أن تصبح جاهزة لعرضها على لجنة المناقشة .

ولذلك وعندما جاء دور الأساتذة المشرفين فقد فند احدهم (وهو الذي زعم عضو لجنة المناقشة أن الطالب طلب إقصائه من الإشراف) مزاعم عضو لجنة المناقشة وأشاد بالطالب وخلقه وبجهوده في إعداد الرسالة أما الأستاذ الآخر فقد بدأ ملاحظاته بلفت نظر عضو لجنة المناقشة (موضوع المقالة) إلى رسالة كان قد اشرف عليها سابقا وتتضمن نفس الملاحظات ورفع أوراقا بيده يبدو أنها جزءا من تلك الرسالة قائلا : (من كان بيته من زجاج فلا يرشق الناس بالحجارة) فأثارت عبارته لغطا كبيرا بين الحضور كشفت عن أخلاقيات سلبية خطيرة لدى البعض من أساتذة الجامعات حيث يعكسون خلافاتهم الشخصية على الطلبة المساكين الذين يدفعون ثمن هذه الخلافات ، مما دعا رئيس اللجنة إلى إنهاء النقاش والاجتماع على حدة مع اللجنة لإصدار القرار وبعد تدخل عدد من الأساتذة الحضور لتسوية الأمر ولكي لايكون الطالب ضحية هذا الخلاف الشخصي أثمر عن تصالح الأستاذين شكليا أمام الحضور ومن ثم صدور قرار اللجنة بقبول الرسالة بشرط انجاز ملاحظات ذلك الأستاذ خلال مدة محددة .


إننا نعتقد أن الأخلاق تنبت كالنبات مع الإنسان منذ ولادته ، وهي على درجات... كما نعتقد أن الدين والعلم والمسئولية تشكل وازعا قويا للإنسان يعزز ويصقل ويهذب خلقه ويثقفه ، إلا أن ماحصل وما نسمع انه يحصل ويصدر عن البعض من حملة الشهادات العلمية وأساتذة الجامعات يشكل صدمة كبيرة لنا ويقتضي أن تتصدى له كل الجهات المؤثرة في هذا المجال ابتداء من المؤسسة الحكومية المعنية بالأمر ( المدارس والجامعات ووزارات التربية والتعليم) ومرورا بالإعلام والمثقفين وانتهاء بالمواطنين لان هؤلاء ليسوا أناسا عاديين بل هم من أركان المجتمع البارزين الذين تقع على عاتقهم مسئولية رفع المستوى العلمي والثقافي والتربوي والأخلاقي في المجتمع وقيادة الرأي العام لتشكيل ثقافات بعينها تتفق مع الأخلاق والمثل والقيم الفاضلة ، فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبت أخلاق الجميع كلها وانحدر نحو هاويات جديدة قد لاندرك ولا نتنبأ بطبيعتها ومدى أضرارها وخطورتها.













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. ”قاتل من أجل الكرامة“.. مسيرة في المغرب تصر على وقف حرب الا




.. مظاهرة في جامعة السوربون بباريس تندد بالحرب على غزة وتتهم ال


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المشاركين في الاعتصام الطلابي




.. بعد تدميره.. قوات الاحتلال تمشط محيط المنزل المحاصر في بلدة