الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سعودية في معتقل القصيم

سامي جاسم آل خليفة

2010 / 1 / 7
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


هنادي بنت سعودية عاشت في ثياب سوداء تغطيها من أعلى رأسها حتى أصابع رجليها لم تعرف غير السواد في نفسها ولبسها وتحلم باليوم الذي تفتح وجهها أمام ثورها على الفراش في ساعة ليل متأخرة ليرى فيها حسن وجهها كرؤيته ما بين فخذيها لكن كل محاولاتها باءت بالفشل لأن زوجها خالد يكره الجمال ويعشق الجنس ويبغض الشرف في النساء ويرضاه لزوجته لا حبا لها بل إرضاءاً لغروره ولهذا فهو دائم البحث عن الخليلات في شارع "التخصصي" بالرياض و"الحمرا" ببيروت و"ساحة المرجة" بدمشق ولا مانع أن يظل طوال الليل والنهار في ساحة "تكسيم" باسطنبول أو "شارع المعارض" بالبحرين ينتظر بائعة هوى رمتها الحاجة في طريقه ليشبع رغباته وينوع اختياراته فقد سئم من فخذي زوجته ومن عطورها النجدية .

هنادي تعرف حقيقة زوجها فهو كغيره من المتزمتين السعوديين يمشي بالمسواك زاهدا أمام الناس وبالكندوم والكريمات في غرف الفنادق والشقق لكنها مع كل هذا تساير تزمته معها ومع طلابه في الحلقة وأمام المصلين في المسجد فهي تعرف جيدا أنه القاضي في المحكمة وهو الوالي في السفر وهو الراعي في البيت وهو الشيطان في الفراش والملاك في الإعلام ولا يمكن بحال من الأحوال الوقوف أمامه فهي خريجة مدرسة أبيها وهي مدرسة لا تختلف عن مدرسة أخيها وزوجها التي ترى النساء معوجة الأضلاع وفاقدة الأهلية وناقصة العقل .

تحلم هنادي بتغيير واقعها السعودي لكنها تصطدم بقوة النظام والقوانين التي أعطت الرجل صلاحية الحياة والموت والأسر لزوجه وأخته ولا تشك لحظة بضعفها أمامه فهي دائما تسمع في صغرها مقولة أبيها وهو يعلو ظهر أمها "الرجال حامل عيبه" .

تعرف هنادي أنها مضطهدة وأن مشاعرها مستباحة وأحاسيسها مدفونة تحت سرطان اللحى التعيسة والمسواك العفن والتدين الكاذب ولهذا مارست الحب الذي فقدته في بيت أهلها منذ دخولها المرحلة الثانوية مع صديقاتها وما زالت تمارسه حتى بعد زواجها فغدت صديقتها العنود هي من تشبع رغباتها النفسية والجسدية والجنسية التي بدأت إشباعها في دورات المياه المدرسية بين الحصص وأوقات الفسح واستمرت معها في جلسات المساء مع القهوة والتمر مع باقي الزميلات وكل واحدة منهن تشبع رغبة الأخرى إما بالتقبيل أو التفخيذ أو اللمس والمساحقة .

لم تكن هنادي وصديقتها العنود وزميلاتهن يحلمن بأشياء خارقة للعادة لكنهن لم يجدن وسيلة لتحقيق تلك الأحلام غير الرجوع إلى الذات لخلق عالمهن الخاص فكانت متعة الجنس مع الصديقة ألذ من متعته مع زوجها وكانت معلمة الصف ونهداها البارزان أشد جذبا إليهن من انتصاب قضيب الرجل لأنهن على يقين تام أن هؤلاء الرجال المتزمتين لم يكونوا سوى ذكور متحركة لا تختلف في حالها عن أي ذكر من ذكور الخنازير وشدة شبقها دون أن تراعي أحاسيس الأنثى التي بجانبها .

هذا هو حال هنادي وهذا هو حال صديقتها العنود مع باقي زميلاتهن الجوهرة والريم وموضي ونورة .... فكل واحدة منهن تعاني القهر والإقصاء والتعنت والاستبداد والتهميش من قبل سلطة الذكورة الغبية التي تحكم بمنظور اللحية والثوب القصير في النهار وبالخصي المعلقة ليلا على أبواب العهر المقدس بالنكاح الشرعي تارة والعهر المقدس مع الخليلات تحت باب سد الذرائع للجنس الهائج تارة أخرى .

أعتقد أن الإسلام ليس كما يتصوره هؤلاء المتدينون الذين يرونه حانوتا فتحوه لإشباع رغباتهم وإذلالهم للمرأة في السعودية فمن يرى حال نساء الخليج والدول الأخرى وما يتمتعن به من حريات لا ينقص من دينهن ولا من شرفهن يدرك أن النساء بالسعودية يعشن في معتقلات متعددة مكانية ونفسية وجسدية واجتماعية .... جرت على المجتمع كثيرا من المشكلات كان بالإمكان تفاديها لو أننا أعطينا عقولنا مساحة للتفكير وابتعدنا عن العنجهية وإدعاء العلم في الدين وإدخال فهمنا الضيق في كثير من المسائل التي أجزم أن الدين أوسع وأرحم من تفكير أدعياء الدين الذين يفلسفون مسائله حسب ذكوريتهم وأشكالهم الخارجية وأخذوا في ملاحقة البنات في المحلات التجارية وأبواب المدارس حتى وصل بهم الأمر إلى دورات المياه والأماكن الخاصة وربما سنجد يوما فتوى تحرم عليهن استخدام "ألويز" لأن "فام" و "برايفت" أنعم .

هنادي تسجل في مذكراتها أن وأد البنات لم يكن مقتصرا على الجاهلية الأولى للعرب وإنما أخذ في النهوض مرة أخرى عند فئة من المجتمع السعودي أخذت تحكم بجاهلية حمقاء ترى أستاذة الجامعة عورة لا يمكنها دخول المكتبة الجامعية بوجود زملائها الأساتذة وتصور المرأة السعودية بضاعة في قماش أسود خالية من الإدراك والتفكير والقدرة جاهلية ملتحية تفترسها على الفراش وتهينها في البيت وتلعنها في السيارة وتسرق راتبها آخر الشهر ثم تبصق على وجهها في الصباح .

أعتقد أن هنادي نموذج حي للمرأة التي تعيش تحت وطأة اللحى والتزمت وترصد التناقضات في حياتها والتلاعب بمشاعرها تحت أكذوبة المجتمع الإسلامي المتدين في البيت والمدرسة والسوق والشارع وهو في حقيقته مجتمع وهمي لم تر فيه غير الطلاء الخارجي وصورته الكذابة التي تخفي تحتها أحافير الرذيلة والغش والخداع ونزوات الشيطان وامتهان المرأة .

نعم هي صورة مزيفة فواقع هنادي يقول لها دائما إن هذا المتزمت يكره الصفاء ويعيش في الظلام ويختفي تحت الشراشف وقمصان النوم ينام مع عشيقاته ويسرق في تعاملاته ويلوط في طلابه وفي نفس الوقت يردد في مسجده وأمام الملأ أن رحمة الله واسعة وأبواب التوبة مفتوحة وأن الله غافر الذنب .












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نقمة الشعوب على شيوخ الرذيله لابد منها
ابومودة ( 2010 / 1 / 7 - 13:36 )
الاخ الكاتب اليك اطيب تحياتي
سلمت يداك
اصبت واجدك
هنادي نموذج حي للمرأة التي تعيش تحت وطأة اللحى والتزمت في ارض نجد والحجاز وتعيش مختلف التناقضات في حياتها و في البيت والمدرسة والسوق والشارع
لكن الاعلام المأجور اوالكاذب والمنافق في تلك البقعة السيئة من الارض لايسلط الضوء على مأسي العامة ابداب بل يحكي ويصور تفاهات الملك وعائلئه ان ما نراه وما نسمع به في حقيقته يحكي عن مجتمع وهمي لم تر فيه غير الطلاء الخارجي وصورته الكذابة التي تخفي تحتها أحافير رذيلة وغش وخداع ونزوات الحقراء (الامراء)وحاشياتهم وامتهانهم المرأة .

وأمام الملأ يصرخ شيوخ النفاق والدجل مفكري الارهاب أن رحمة الله واسعة وأبواب التوبة مفتوحة وأن الله غافر الذنب .
مع مودتي


2 - يدا بيد لأنصاف المرأة
ابو زينب ( 2010 / 1 / 8 - 03:34 )
ماقصرت أخي العزيز
وإلى الامام ان شاء الله، والمجتمع تنقصه المرونة في تغيير منهجيته حول المرآه
وأسأل الله لك التوفيق


3 - ما علاقة -معتقل القصيم-؟
فهد ( 2010 / 1 / 8 - 07:48 )
مقال جيد، و لكن أتساءل عن مدى ارتباط المضمون يالعنوان.


4 - كاتب الموضوع
سامي جاسم آل خليفة ( 2010 / 1 / 9 - 15:26 )
أشكر جميع الإخوة الذين علقوا على الموضوع
الأخ فهد : علاقة المضمون بالموضوع هو علاقة رمزية فالقصيم رمز للتدين المتشدد الذي يُقصي الآخرين ويعيش في عزلة عن العالم والمذاهب والأديان الأخرى ويرى نفسه حافظ الدين


5 - قصور نفسي
محمد ( 2010 / 1 / 9 - 19:16 )
أسعد الله اوقاتكم بالخير جميعا ومنهم كاتب المقال
اذا فعلا تحترم الراي والراي الاخر اتمنى ان ارى ردي ويراه الجميع ..
انا لستُ سعوديا ولكني أعيش على هذه الارض التي كرمها الله بأن منحها اناس تخافه في السراء والضراء لاتأبه لتلك النداءات المضللة والتي تدعو الى السفور والانحلال وتضرب يوميا على ذلك الوتر الحساس الا و هو المرأة والتي أعزها الله بالحجاب ليس لحب في تطور اهلها او كما يزعمون المدنية الزائفه التي يدعون بها ولكن ماهي الا لتصفية حسابات لم يستطيع اصحابها ان يكونوا مثل تلك المرأة التي اعزها الله جل وعلا بحبها للحجاب انا لن ادافع عن جميع النساء في المملكة العربية السعودية ولكني ادافع عن الحجاب الذي اراد الكاتب ان يأخذ منها ماخذه عن طريق المرأة وليس الهدف هو تطور المرأة .
المرأء في المملكة بصفة عامة وليس السعودية فقط رزقهم الله برجال اقامو شرع الله رضى من رضى وأبى من أبى حاولت امم قبلهم ولازالو يحاولون الخروج من بحل يجعل من السفور شي عادي في الانثى في السعودية انا لاانكر انهم نجحو بعض الشي ولكن الخير باق لن يتأثر ولن يستطيع كاتب اعتقد بانه يحمل الكثير والكثير من الحنق والكراهية

اخر الافلام

.. نبض أوروبا: قانون إيطالي يسمح لمناهضي الإجهاض بالترويج لأفكا


.. ممرضة مصرية تعالج الأطفال القادمين من غزة تنهار في البكاء




.. عالمة الآثار المصرية د. مونيكا حنا: استرجاع الآثار المصرية س


.. المشاركة تيجان شلهوب




.. المشاركة أمل المدور