الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجزرة نجع حمادي : يد من التي قتلت العيد ؟!!

محمود الزهيري

2010 / 1 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ليس هذا وطن , بل ساحات حرب عصابات إجرامية منظمة , متناثرة كوباء طال كل شيء , وطال كل القيم , والمعايير الإنسانية والأديان , وانبسط بإجرام متعمد علي روح الإنسان ذاته !!

هؤلاء ليسوا مؤمنين , بل مجرمين إرتدوا عن عمد ثوب الدين لتحقيق مصالح الدنيا الخاصة بهم وحدهم , فكانوا نواباً ووكلاءاً عن الله في أرض الله بإرادة المصلحة , لتصير أقوالهم ومأثوراتهم , وكأنها أوامر صادرة مباشرة من الله للتنفيذ , بلا مناقشة , وبلا مجادلة , وبلا حوار , فكانت وكأنها عقاقير مخدرة تحرم الناس من جنة الدنيا , لتكون لهؤلاء المجرمين أدعياء الإنابة والوكالة عن الله في أرض الله , وتكون الدنيا ناراً لهم , والجنة مؤجلة لهم للآخرة !!

هؤلاء ليسوا مواطنين , بل مجرمين , إرتدوا ثوب الوطنية , وتحدثوا نيابة عن الوطن والمواطن , وهم لصوص الوطن وسارقي وقاتلي المواطنين بالإستبداد والطغيان , والفقر والجوع والمرض , هم تجار الأوطان بدعوي الوطنية !

أيادي من تلك الأيادي الآثمة المجرمة , والوجوه القميئة القبيحة , والقلوب السوداء المظلمة بنيران الحقد والغل والكراهية والأنانية المفرطة لحد القتل والتي حولت العيد لمأتم , والفرح لحزن , والسعادة لشقاء , واستبدلت الخوف بالأمان , ولطخت دور العبادة بالدم في يوم العيد بديلاً عن الورد ؟!!
كيف يترك مسجل خطر علي الأمان , والطمأنينة , وليس الأمن , فالأمن يعرفهم , ويوظفهم في أدوار إجرامية تخدم علي المنظومة الأمنية , التي تقوم بدور الخادم لأمن النظام الحاكم , وليس لأمن المجتمع .

إنها أيادي تنتسب لمنتجات أفهام سقيمة , وعقول مريضة , إعتقدت حينما تحمل سكيناً أو خنجراً , أو بندقية أومسدساً , أن أياديهم هي يد الله التي تقتل , ويد أنبياؤه التي تغتال وتنتقم تارة بالقتل , وتارة بالحرق , وتارة أخري بالإتلاف والتبديد , وحينما تدعو ألسنتهم وتبتهل بالدعاء باللعنات والهلاك والتبرئة من المغايرين لهم في الدين , يعتقدون أن لسان الله هو الذي يدعو , وألسنة أنبياؤه هي التي تبتهل بأدعية الهلاك لغيرهم في الدين , واسألوا ماتم الإتفاق علي تسميته بعقيدة الولاء والبراء !!

إسألوا المقررات الدراسية في التعليم بشقيه الديني / الأزهري , والعام , وفتشوا في النصوص والكتب لتجدوا ولتتعرفوا علي اليد القاتلة المجرمة الإرهابية , الكافرة بالوطن !

فتشوا عن خطباء المساجد ووعاظها وراجعوا أبواب الفقه والحديث , وكتب التفسير والعقيدة , واهل الذمة , والجزية , والمفاهيم الدينية العتيقة المتوارثة , والتي يتم التعامل مع نصوصها لتنتج لغة القتل , والعنف والإرهاب , أوالكراهية والإذدراء والتحقير علي أقل وأبسط تقدير !!

فتشوا عن اللغة الدينية الرسمية التي يتحدث بها رجال الدين من موظفي الدولة , والتي تحمل أكثر من معني في آن واحد , فهمي تحمل معاني السلام الإجتماعي , وفي ذات الوقت تحمل معاني القتل والإرهاب .

فتشوا في المناسبات التي يتقابل فيها رجال الأديان , مع أن الأديان ليس لها رجال ولا نساء , ولكن الأديان لها مؤمنين وفقط , شاهدوهم وهم يعانقوا بعضهم البعض عناقات حارة , لا تتوافر حتي للأوفياء في الحب والوجد والعشق والغرام , فتشوا عنهم وهم تحت مظلة واحدة تستظلهم بالفساد والإستبداد والطغيان والظلم , وهم لاينصاعوا لهموم المواطنين , وإنما ينصاعوا لإرضاء هذه السلطة الظالمة المتجبرة , وإرضاء مصالحهم .

فتشوا عن أهواء وأغراض ومصالح نظام الإستبداد في توظيفاته السياسية حتي للجماعات الدينية الإرهابية , وتوظيفات هذا النظام لهذه الجماعات ليقوموا بالدور البديل لأمراء الأمن , وتفعيل إستثمارات أمراء الجهاد للتلويح بها للغرب علي أن رحيل هذا النظام سيكون البديل عنه هو المجازر لغير المسلمين , وانتشار جثثهم علي سطح النيل !!

فتشوا عن الدورالأمني البديل لدورالقضاء في حل وإنهاء النزاعات الإجرامية التي تنتهي غالباً بقرارات أمنية , وليس بأحكام قضائية !!
فتشوا عن رجال الكنيسة المصرية , ومدي توافقها الظاهري مع منظومة الطغيان والإستبداد والقتل , والتي تبارك هذه المنظومة وتؤيدها ظاهرياً وتدعوا الأقباط المسيحيين لتأييد هذه المنظومة الطاغية ظاهرياً كذلك , والوقوف خلفها وتأييدها في مواجهة المجتمع المصري , حال كون الكنائس لاتخلو من الأمن والعسس ليس للحفاظ علي الكنائس ومرتاديها من المؤمنين , ولكن للتجسس وإملاء الشروط السياسية بلغة أمنية قميئة , والكنيسة المصرية لاتستطيع إلا أن تماري وتجاري .

فتشوا عن دور بعض أقباط المهجر ومدي الموائمات التي يصطنعوها حتي مع النظام الحاكم بدعوي الحوار , وتفعيل المصلحة الوطنية , وزيارة مبارك الأب للولايات المتحدة الأمريكية , ومدي فشل الوقفات الإحتجاجية والتظاهرات حتي في أمريكا بلد الحريات , وإلي أي مدي وصلوا في عدم الإتفاق علي قرار , وكان هذا الفشل راجع لأسباب مردودها إلي الكنيسة المصرية التي يتم التلويح لها بالعصا السياسية الثقيلة علي كاهل الكنيسة المصرية , وشعب الكنيسة !!
فتشوا عن أحوالنا , وكيف رضيت القيادات الدينية , والنخب والكاريزما والمثقفين , الذين آثر معظمهم الصمت عن تلك الجرائم , وحاربوا طواحين الهواء مع الغرب وأمريكا وإسرائيل , وعملوا علي محاربة إتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية بأبعادها المخجلة وشروطها المذلة , وناضلوا من أجل الجدار العازل في فلسطين المحتلة , والجدار الفولاذي في مصر المحتلة من النظام الذي ينسب إلي الوطن مصر , ولم ينفعلوا لفرض إتفاقية للسلام الإجتماعي المصري بين المواطنين المصريين .

فتشوا في أنفسكم وحاكموها , حاكموا الآخر الداخلي , والأنا الغرائزية المصلحية التي ترتفع علي المجتمع وتؤثر ذاتها علي ذات المجتمع !!
فمن القاتل إذاً ؟!!

القاتل الحقيقي هو من قدم الأمة الإسلامية أو الأمة العربية علي الأمة المصرية .

القاتل الحقيقي هو من أمم الدين ومؤسساته لمصلحة بقائه ووظف أتباعه وجعل منهم رجاله وعملائه .

القاتل الحقيقي هو من جعل من الأقباط المسيحين رهينة , يساوم ويفاوض عليها في إستمرار منظومة بقاؤه في الإستبداد والفساد والطغيان.

القاتل الحقيقي هو النظام المصري الحاكم بأذرعه الأمنية والدينية علي السواء .

فيد من إذاً التي قتلت العيد وأغتالت أفراحه في موقعة نجع حمادي , أو غزوة دشنا ؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القاتل الحقيقى
متفرج ( 2010 / 1 / 9 - 20:10 )
هو اولئك الكتاب الذين لا يتكلموا وهم يشاهدون الاقباط يذبحون على مدىثلاثين عاما فى صدامات متكرره ويناقشوا لفترات طويله موضوع مروه الشربينى واهل غزه مع تقديرنا لهم ...القتله الحقيقيون من يحاولوا ان يغسلوا ايديهم المضرجه بدماء الابرياء من عدم ممانعتهم لخطاب دينى متطرف وممارسات فى التعليم والتوظيف والحكومه بحجج من قبيل اقباط المهجر ...فاذا الكاتب لم تعجبه الكنيسه ولم يعجبه اقباط المهجر....فياترى من سيتكلم عن الشهداء ....لابد ان يكون قاتليهم من المسلمين المتسامحين....ولا انت يا سيدى ايضا برىء تماما


2 - شكرا لك
محمد البدري ( 2010 / 1 / 10 - 06:30 )
بدات كتابة مقال عن تلك الجريمة وكانت التصحيحات كثيرة بهدف تخفيف الالفاظ ولدواعي النشر ولدواعي الامن كذلك هم ما اخر ختامها. بعد ان وجدت مقالك بدات احسدك علي ما الممت به ولمن توجه اتهامك وهو صحيح تماما واشكرك لانك وفرت نشر المقال لانه سيكون نسخة اخري مما قلته انت. تحياتي لك ولقلمك النزيه


3 - فى الصميم
DrNak ( 2010 / 1 / 10 - 09:15 )
أشكرك على مقالك القوى

اخر الافلام

.. وجوه تقارب بين تنظيم الاخوان المسلمين والتنظيم الماسوني يطرح


.. الدوحة.. انعقاد الاجتماع الأممي الثالث للمبعوثين الخاصين الم




.. الهيئة القبطية الإنجيلية تنظم قافلة طبية لفحص واكتشاف أمراض


.. الدوحة.. انعقاد الاجتماع الأممي الثالث للمبعوثين الخاصين الم




.. لماذا يرفض اليهود الحريديم الخدمة العسكرية؟