الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أين بدأت مشکلة الاقباط؟

نزار جاف

2010 / 1 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الافلام او المسلسلات المصرية تزخر العديد منها بمشاهد معينة تؤکد على عمق الترابط بين الاقباط و المسلمين في مصر وان الذي يثير أية حزازيات او مواضيع تصب في سياق الاختلاف و المواجهة فهو أکيد ليس بمصري!
إنها اذن نظرية المؤامرة بأکثر صورها سذاجة و سطحية، ذلك أن هناك فعلا ثمة مشکلة عويصة تکاد أن تتبلور في صورة أزمة معقدة من حيث إتجاه سياق الامور بين الجانبين نحو المزيد من التصعيد و التوتر وان کثرة تواتر التقارير الخبرية المتباينة بصدد حوادث مختلفة بين الجانبين هي بمثابة أدلة و براهين محددة على أن للموضوع أرضية واقعية وليست بمجرد تخمينات او تصورات او تأويلات يطلقها (أعداء مصر)کما تسعى العديد من أجهزة الاعلام المصرية الى قولبتها.
إلقاء نظرة على التأريخ المصري المعاصر، يبين بوضوح أن مصر لم تشهد أبدا هکذا حوادث غريبة عنها و عن تأريخها العريق في التعايش السلمي بين مختلف الشرائح و الطبقات و الطوائف و الاديان و الاعراق وان ثقافتها الثرة و الوعي المميز لأبنائها، قد لفتت الانظار دوما الى مصر کواحدة من الدول المهمة جدا في المنطقة من هذه الناحية ناهيك عن أنها کانت بمثابة منبر او قلعة من قلاع الحرية و الفکر و الثقافة على مختلف الاصعدة، وان تعکر أجوائها و هبوب سحب داکنة على سمائها الزرقاء الصافية، يبين بجلاء أن هناك فعلا ثمة خلل کبير يحدث ومن الاجدر التمعن فيه و السعي لإکتشاف مواطنه. وقطعا، لسنا نميل الى تصور الامر بأنه مجرد تآمر خارجي بحت من دون أن يکون له جذور قوية على أرض الواقع المصري، لکننا نلفت الانظار الى أن مشکلة الاختلاف و المواجهة بين الشريحتين الاساسيتين للشعب المصري(المسلمين و الاقباط)، قد بدأت بالتواجد و التبلور شيئا فشيئا بعد عقد الثمانينيات تحديدا حيث طفقت التيارات الإسلامية المتطرفة و التکفيرية تجد لها أکثر من موطئ قدم في مختلف دول المنطقة والمشکلة الکبرى قد تجلت في ان هذه التيارات المتشددة و المتعصبة من مختلف الوجوه قد بدأت تفرض خطابها بصورة أو بأخرى على الشارع الشعبي وصرنا نجد أناس عاديين يرددون وبکل بساطة تنظيرات و رؤى فيها الکثير من الغلو مصدرها الاساسي يعود الى تلك التيارات.
تلك التيارات المتطرفة، سعت و تسعى لربط مسيحي البلاد العربية بشکل خاص(ومن ضمنهم أقباط مصر)، بما يسمونه الصليبيين الجدد او غيرها من التسميات التي تضعهم في نهاية المطاف في خانة التآمر او على الاقل إعتبارهم على أنهم طابورا خامسا، وللأسف فإن هکذا تخرصات و إتهامات باطلة تطلق بحق مسيحيي البلدان العربية الذين يعتبرون(الاعرق)تواجدا على أراضي أوطانهم قياسا للبقية، هو أمر يثير الاشمئزاز و القرف و يدعو للسخرية وان المواطنة لا ولم و لن ترتبط بثمة دين او طائفة او عرق محدد دون غيره، ومن سعى لتصويرها بهذا الشکل فقد ضل ضلالا بعيدا ويعاني من مشکلة ما في وعيه و فکره و فهمه للامور.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من هنا بدأت!!
مشعل السالك ( 2010 / 1 / 9 - 16:35 )
بدات المشكلة عندما سمحت حكومة مبارك للفكر السلفي الوهابي الارهابي باختراق ارض الكنانة وذالك طمعا للمال السعودي الحرام. اذا رايت اي تناحر بين الاخ واخيه والاب وابنه فاعلم ان مملكة الارهاب هي المسبب الرئيسي لذا على العقلاء من المسلمين والاقباط ضبط الامور قبل فوات الأوان واجبار الحكومة بسن تشريعات تحرم نشر الفكر الوهابي قبل ان تتدخل الدول الكبرى لتفتيت مصر بحجة حماية الاقليات.


2 - المشكلة اعمق رغم ان حلها سهل
محمد البدري ( 2010 / 1 / 10 - 05:59 )
الفاضل المحترم الاستاذ نزار، شكرا لمساهمتك في تخفيف الاحتقان الحالي في الحياه المصرية ذات النسيج الواحد والذي كانت تمزقه الاديان دائما. لكني ىخذ عليك عمدم لدخول بعمق في المشكلة المصرية وتسميتها بالمشكلة القبطية. فهناك جذور اكثر عمقا يهاب المصريين مسلمين ومسيحيين وعلمانيين وكفارا ولا دينيين ووثنيين وملحدين من الدخول فيها. ولعل الوقت ياتي ليتشجع البعض للكتابة فما احوجنا لمثل هذه الدراسة حتي ننزع اشواك الاديان التي عطلت البشرية طويلا عن التقدم. فالمشكلة المصرية تبدو مستعصية علي الحل لكن حلها سهل للغاية لاننا دولة مركزية لم تعرف التعدد بمعناه الديموقراطي الواسع.


3 - مشكلة الأقباط
د. نصري قمصية ( 2010 / 1 / 10 - 10:03 )
المشكلة اكثر من الصعود لتيار السلفية والوهابية في العالم العربي والأسلامي , هي في طبيعة النظام الذي تشكل تلك التيارات احدى ركائز بقائه,كلنا يتذكر الرئيس السادات - المؤمن - واستدارته الى التيار السلفي في تدعيم حكمة امام الفكر الناصري والنهج الوطني السائد انذاك بعد وفاة عبد الناصر . واليوم ومنذ ما يقارب الثلاثين عاما من حكم حسني مبارك هذا النظام ليس له من دعائم البقاء الا الإعتماد على فتات المساعدات الأمريكين , وعلى الهاء الشعب في امور ثانوية منها على الأخص النعرات الدينية بين الأقباط , سكان البلاد الأصليين , واخوانهم في الدين . الحلول لهكذا مشاكل هي في ايجاد التيار العلماني الديمقراطي وتحرير ارض الكنانة من حكامها الذين ليس لهم من هم إلا كراسي الحكم والإثراء غير المشروع , إضافة الى سياسة التوريث للأبناء وهو ما يسمية البعض بنظام - الجملكية - .


4 - ويبقى الأمل
محمد بودواهي ( 2010 / 1 / 10 - 15:23 )
النظام المصري القمعي و الاسلام السياسي الاخواني الوهابي هما آفة مصر اليوم
فهذا الثنائي تآمرا على الشعب المصري وعلى مصالحه وقضاياه وخصوصياته ، فباعوا الوطن للسعودية وأمريكا وإسرائيل ، ونهبوا خيراته ، وشوهوا ثقافته ، وحاربوا كفاءاته العلمية ، وكفروا مثقفيه وطردوهم من البلاد ، واضطهدوا أقلياته ونهبوا ممتلكاتهم وحرقوا منازلهم ومتاجرهم وقتلوهم أمام الكنائس ، ودمروا الحضارة المصرية الراقية وفنها المتميز وسينيماها المتفوقة ، وأتوا على الأخضر واليابس ، حتى أصبحت مصر اليوم عبارة عن مقبرة مظلمة لا تنبعث منها إلا الكوابيس
كان الله في عون أحرار مصر


5 - التجربة اكبربرهان
عبدالباري مجيد هداية ( 2010 / 1 / 11 - 03:35 )
الحذر من وعاظ السلاطين ضرورة لا بد منها للحفاظ على السلم الاهلي !!!

اخر الافلام

.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟


.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا




.. قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.. تعرف على تاريخ الطائفة ال


.. رئيس الطائفة الإنجيلية يوضح إيجابيات قانون بناء الكنائس في ن




.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال