الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وداعا عدلي أبادير...وداعا أيها الفرعوني الأصيل

حسين ديبان

2010 / 1 / 10
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية



رحل عدلي أبادير.. الخبر نزل كالصاعقة على كل من عرف هذا المارد الفرعوني سواء بشكل مباشر أو غير مباشر عبر الفيديو كونفرنس، أو عبر مئات الساعات المصورة التي صورها الراحل الكبير عبر موقعه الاقباط متحدون، دون أن ينتبه للحظة أن لا عمره ولا صحته يساعدانه على تحمل تلك المشقة التي يقتضيها سهره المتواصل ومتابعته الدقيقة ليس لاحوال اهله الاقباط فحسب وانما لكل أبناء مصر وكل الأقليات على امتداد البقعة الجغرافية المسماة زورا وبهتانا الوطن العربي.

لم يكن عدلي أبادير شخصية عادية، لأن العادي أن يتفرغ عدلي أبادير للاستمتاع بامواله حاله حال الكثيرين غيره، لكن عدلي أبادير سخر كل ما يملك من أموال حتى يتمكن العالم من سماع صرخات ذووه الأقباط أهل مصر الاصليين على يد مجموعات اجرامية أعطت لنفسها حقا مقدسا بقتل الآخر المختلف وسحقه ومنعه من ممارسة شعائره الايمانية واغتصاب فتياته وأسلمتهن وخطف أطفاله، والعادي أيضا أن يهتم شخص بعمر عدلي أبادير بصحته وأن يبتعد عن كل ما يؤذي صحته ويساعد في تدهورها، لكن عدلي أبادير ومن خلال مشاركته واشرافه المباشر على غالبية نشاطات العمل القبطي في السنوات الاخيرة من مؤتمرات ومسيرات وندوات ولقاءات اعلامية، وما يستدعيه ذلك من جهد جبار يصعب على الشباب القيام به فما بالكم برجل بلغ التسعين من العمر.

النشاط القبطي برمته لم يكن ليكون لولا قرار الراحل الكبير بأن يكون الأقباط هم محور ما تبقى من حياته منذ ذلك اليوم الذي نجح فيه عدلي أبادير بعقد المؤتمر القبطي الاول تلاه الثاني فالثالث والرابع الى ان تتالت المؤتمرات وارتفع من خلالها صوت المضطهدون الاقباط عاليا في سماء العواصم العالمية التي باتت تعرف من خلال مؤتمرات عدلي ابادير وحضورها المميز والمنوع ان هناك أقباطا في مصر يصل معهم حد الاضطهاد الى القتل بالمفرق والجملة ناهيك عن كافة انواع واشكال الاضطهاد المبرمج والممنهج والمنظم والذي غالبا ان لم نقل في كل الحالات جرى تحت أعين وبرعاية الاجهزة الأمنية.

اختلف الجميع مع اسلوب عدلي أبادير وحديثه المباشر الذي لا يعرف المجاملة ولا التأويل، وكان الجميع يعود ليتفق بعد كل حادث اعتداء على الاقباط على ان اسلوبه هو الاسلوب الوحيد الذي يجدي نفعا مع نظام امتهن ومازال يسهل امتهان والتعرض لحياة جزء أصيل وعزيز وكريم من ابناء شعب مصر، والقلة القليلة التي أصرت على اختلافها مع أسلوب عدلي أبادير المباشر والصريح والصارخ كانت لا تصمد أمام نوايا هذا الرجل وأهدافه النبيلة التي ترجو الخير والمساواة والحياة الحرة الكريمة لكل أبناء مصر ولاحقا اتسعت مؤتمرات عدلي أبادير لتشمل المطالبة بحقوق كل أقليات الشرق الأوسط وشمال افريقيا.

في هذه اللحظات حيث لازل الجرح القبطي نازفا من خلال مجزرة كبرى جديدة بحق المصلين المسيحيين أثناء خروجهم من صلاة عيد الميلاد في نجع حمادي نفتقد الراحل الكبير والفرعوني الأصيل عدلي أبادير الذي ما كان ليترك ما حدث ان يمر مرور الكرام بدون ان يُعري المجرمين والقتلة بلغته الواضحة الصريحة التي لا لبس فيها، إلا أن عزاؤنا وأملنا بالجيل الذي رباه عدلي أبادير ليكمل مسيرته النضالية الشريفة حتى احقاق حقوق الأقباط وعبرهم احقاق حقوق كل الأقليات في الشرق. ارى اليوم مدرسة أباديرية تركها الراحل تربت على مايؤمن به هذا الرجل من ان كرامة الانسان وحقه في الحياة الحرة هي أسمى هدف وفي سبيل الوصول الى ذلك الهدف فان ابناء ابادير الذين تربوا على يديه قد خبروا على يد معلمهم الراحل ان الصدق والاخلاص والصبر والتفاني والكلمة الرصاصة هي أهم الوسائل للوصول لذلك الهدف العظيم..

وداعا ايها الراحل الكبير...وداعا ايها الفرعوني الأصيل









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أين هذا الغياب يا حسين
عساسي عبدالحميد ( 2010 / 1 / 10 - 10:28 )
أين هذا الغياب يا حسين...
نحن بحاجة لمحارب من طينتك لهزم عكرمة وجند عكرمة وآل عكرمة

عساسي عبدالحميد - المغرب

اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تشتبك مع المتظاهرين الداعمين لغزة في كلية -


.. حشود غفيرة من الطلبة المتظاهرين في حرم جماعة كاليفورنيا




.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا