الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عزيزى الإرهابى . . أفتقدك

شمعى أسعد

2010 / 1 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الآن أدركت كم أن إرهاب التسعينيات من القرن العشرين كان إرهاباً نظيفاً، وأعتبره ـ رغم كونى قبطياً ـ من أفضل نماذج الإرهاب التى نعانى وسنظل نعانى منها كثيراً فى مصر، وقد أمارس بعض الجنون وأطالب بعودته مرة أخرى بدلاً من الإرهاب المتوفر والمتاح حالياً، فإذا لم يكن من الإرهاب بد فقد يكون من حقى أن أريده إرهاباً واضحاً معلناً عن نفسه، وأن يكون الإرهابى هو ذلك الإرهابى الواضح والمتسق جداً مع نفسه، الذى يقول لك بوضوح أنه إرهابى، أريد ذلك الإرهابى الذى تستطيع أن تواجهه أو تتحاشاه، تصطدم معه أو تهرب منه، أما ما يحدث الآن من إرهاب للأقباط على يد إرهابى مستتر تظهره التحقيقات كمعتوه أو مسجل خطر فهذا ما لا أرضاه ولا أحبه، كما أستنكر بشدة أن يتخلى الإرهابى عن شكله التقليدى النموذجى الذى كنا نراه به فى فترة التسعينيات، متمثلاً فى جلباب ابيض قصير ولحية ورشاش فى يده، كم أفتقد هذا الإرهابى الرائع، فالتعامل مع عدو واضح أفضل بكثير من أن تجد نفسك تواجه إرهابياً مختلفاً فى كل مرة، وللأسف لن تعرف مسبقاً أنه هو الإرهابى القادم، فهو الآن يأخذ صورة الرجل العادى الذى قد يكون أى أحد تراه، فقد يكون جارك وأنت لا تعلم، أو قد يكون هو ذلك الرجل الجالس بجوارك فى القطار، أو البقال الذى تتعامل معه ولا تعلم نيته، قد يكون ذلك الشخص الذى تراه هنا وهناك، وهذا هو أسوأ ما فى الأمر، فلم يعد متاحاً لك أن تدرك أنه قادم فتتجنبه، الوضوح يريح الجميع وأنا أعشق الوضوح حتى فى مثل هذه الأمور، لذلك أطلب العودة للإرهاب المتخصص الذى يمارسه الإرهابى المتخصص لا الرجل العادى، فالإرهابى المتخصص كان واضحاً وتعرف أسبابه أما الآن فنحن نسال لماذا يقتلوننا، الإرهابى المتخصص تعرف مكانه وشكله أما الآن فلا نعرف من أين وممن ستأتى الضربة القادمة، الإرهابى المتخصص كان محدود الأثر لأنه محدود المكان أما الآن فالأمور من سىء لأسوأ والضربات عشوائية وأكثر انتشاراً ويصعب تحديد وجهتها القادمة، الإرهابى المتخصص كان يعادى الدولة والأقباط معاً، فكنا نضمن تدخل الدولة إن لم يكن لصالح الأقباط فعلى الأقل لصالحها هى نفسها، أما الآن فهو إرهاب يخص الأقباط وحدهم وعليهم وحدهم مواجهته
لماذا يكرهوننا؟ ساظل أسأل ولا جواب، لماذا يقتلوننا؟ ويمضى الأمر بلا عقاب، لماذا أعانى ـ فى وطنى ـ هذا التخوف وهذا التوجس وهذا الإغتراب؟ كم أحسدك عزيزى المسلم لأنك لا تشعر مثلما أشعر من قلق وإحباط، كم أحسدك لأنك آمن فى مسجدك ولا تخشى منى أن أعكر صفو مزاجك يوم عيدك، فلن يدخل أحد المختلين عقلياً خلفك ليطعنك وأنت تصلى، ولن تخرج بعد صلاة العيد لتجدنى أمامك برشاشات تحصد المصلين بدلاً من تهنئتهم بعيدهم، أما عنى فلا أعرف لماذا أخشى جارى وأتوجس خيفة من أناس لا أعرفهم ولا يعرفوننى؟ لماذا أشعر أن القادم أسوأ وغداً أكثر رعباً؟ أملك ألف سؤال وألف "لماذا" تتنطط كالقرود فى ذهنى، عزيزى الإرهابى القديم . . أفتقدك


شمعى أسعد
8 يناير 2010


http://kasakiswarak.blogspot.com/2010/01/blog-post.html









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكاتب ما يشوفش الاخبار
سارة ( 2010 / 1 / 11 - 14:30 )
مش شايف المساجد والحسينيات التي تفجر كل يوم جمعة في العراق وباكستان؟
يوم الجمعة اصبح يوما لتنفيذ العمليات الانتحارية يتبركون بهذا اليوم لنجاح العملية
لا تزعل اخي هؤلاء سيزولون يوما ما لكن بعد خراب مالطا
يكذب من يقول انهم سينتصرون او سيهزمون هم سينقرضون لكن على حساب
ملايين الابرياء تاركين ملايين المعاقين
ليتفكر الكاتب كم يخلف العمل الارهابي من معاق
يحق لنا ان ندعوا عليهم ---يوما ما سترى المسلمون يدعون في صلواتهم لرفع هذا البلاء عنهم
بلاء خرج منهم ومن مدارسهم سوف يدعون على الارهابيين بدل دعائهم على اليهود والنصارى---لقد خرج الشيخ جمعة الازهري وقال عن الارهابيين
هؤلاء يجب ان تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف لانهم يحاربون الله ورسوله
شوف المرحلة التي وصل اليها المسلمون
فصبرا جميلا يا اقباط مصر ولا تحزنوا لو تعلموا مصير هؤلاء --ماذا سيردون عندما يقفون امام خالقهم؟

اخر الافلام

.. متبرع من أصل مصري يهدد بايدن بورقة الناخبين اليهود


.. 111- Al-Baqarah




.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال


.. لايوجد دين بلا أساطير




.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف