الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بؤس الذاكرة الذكرى ( 45 ) لاستشهاد الرفيق فرج الله الحلو

أحمد حيدر

2004 / 6 / 26
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


نستذكر مسيرة غامضة ، عن مرحلة ( حائرة ) تكتنفها الغموض ، مرحلة أشد وطأة من أحابيل الطغاة ، وأشد قسوة من الغياب ، تأرجحت بطريقة تراجيدية بين فجائع ( كربلائية ) ونجاحات ( دونكيشوتية ) ، وظل الغموض العلامة الفارقة لهذه الحقبة - الملهاة !!العقد الخامس- تحديدا- من القرن الماضي ، كان شاهدا بائسا على دوي الانفجارات الهائلة التي زلزلت المنطقة ، بعد الانفراج النسبي ( الهدوء الذي يسبق العاصفة ) الذي خيم على الشارع السوري ، بعد جلاء القوات الفرنسية ، وحصول الحزب الشيوعي السوري على وسام الاستحقاق -بجدارة - ( حزب الجلاء ) المحرض الرئيس للنضا ل ضد سياسة ( العسكر - الانقلابيين ) !!
الحادثة الفريدة - التي أربكت الساسة في العالم العربي- والنادرة ، جرت أثناء الانتخابات البرلمانية في عهد سعيد غزة ، الذي كان رئيسا للوزراء ، ونجح الخالدان ، خالد بكداش ( النائب الشيوعي ) ، وخالد العظم ، بعد حصولهما على غالبية أصوات الناخبين !؟ وتحقق الحلم المؤجل - المشروع الوحدوي - منذ ارتكابات جسيمة ، وهزائم قومية متكررة ثم بدأت حملة الاعتقالات 31 5 1958 م ، طالت كل من له علاقة بالشيوعيين ، بدعوى ( العمالة للخارج ) وكان الرفيق فرج الله الحلو ، الرجل الثاني في الحزب ، من بين هؤلاء المعتقلين ( كان هادئا ، وشجاعا - يقول عنه خالد بكداش - اعتقلوه ، وعذبوه ، ثم ذوبوا جسده في ولكنهم أرسلوه من أجل تصفية الأمور !! ويسأله عماد نداف : من الذي أرسله ، فيجيب الأمين العام : القيادة الاسيد !!!!؟؟) أثار اعتقاله تساؤلات كثيرة خارج الحزب ، بينما اكتفى الرفاق( في الداخل ) بالغمز ، واللمز ، دون أن يتجرأ أحد على المواجهة ، وكشف الحقيقة ( خوفا على مكاسبه ، ونفوذه ) !! هل يندرج اعتقاله ضمن تصفيات المعارضة ، على غرار ماجرى مع تروتسكي ، ومع القائد الشيوعي عبد الفتاح إسماعيل وآ خرون ؟؟؟ألا تتحمل القيادة مسؤولية اعتقاله ؟؟ حاول الرفيق يوسف فيصل ( استثمار ) هذه القضية ، لكسب تأييد الرفاق ، بعد المؤتمر السادس ، لكنه تراجع ( لغاية في نفس يعقوب ) !!! في كتابه ( خالد بكداش يتحدث ) يطرح عماد نداف على الأمين العام للحزب ، سؤالا استفزازيا : لقد وضعت بعض الجهات المسؤولية عليك ، يقولون كنت السبب المباشر لتصفية فرج الله الحلو ؟؟ فقاطعني خالد بكداش غاضبا : ليس صحيحا !! ثم يتابع
عندما حصلت الضربة الشديدة ضدنا ، شكلنا قيادة مركزية سرية لقيادة الحركة الشيوعية في سورية ، وكان فرج الله الحلو يأتي إلى دمشق من أجل العمل السري ، وأنا كنت في موسكو ، فأرسلت خبرا مع حسن قريطم ، ومع يوسف فيصل بالذات ،وأخبرته انه ليس من الضروري أن يذهب فرج الله إلى دمشق ، خفت عليه ، في غيابي ، لم يردوا على اقتراحي !!! أما عن ظروف اعتقاله يتابع قائلا : اعتقل وهو داخل الى الحدود السورية اللبنانية ، وهناك من قال انه اعتقل في دمشق ، ذهب الى بيت سري ، وكان هناك رجال الأمن يعرفون هذا البيت ، كانوا ينتظرونه في نفس البيت ، فتح الباب ودخل ، فوجد الأمن فيه .. واعتقلوه !!! وتوالت الاتهامات المتبادلة من ( فوق ) والجميع ( بريء ) الذمة !!!
نستذكر الخيبات ، وتداعيات حقبة مريرة ، كرست منظومة من القيم الوثنية ، كالفردانية ، والشخصنة ،وصلت الى درجة العبادة ، والتأله ( الرفيق يوسف فيصل أشار الى هذه الظاهرة ، بعد أزمته مع القيادة ، وتغاضى عنها ردحا طويلا من الزمن ، اثناء وجوده في القيادة - كان نائبا للأمين العام - ) انقلبت بموجبها - رأسا على عقب - المبادئ ( الاستراتيجية ) في الفكر ، والسياسة ، والتنظيم ، والأخلاق !! في انعدام البروليتاريا ،برزت الديكتاتورية على السطح ، واتسعت الهوة بين المركزية ، والديمقراطية ، وتحولت العائلة الى (أكاديمية ) لتخريج الكادر السياسي ، وحسب الطلب ، واضطربت ا لعلاقات الرفاقية ،وتشعبت الرؤى بحسب الأمزجة ، و التكتلات التي تفرعت : المكتب السياسي - رياض الترك ، منظمات القاعدة - مراد يوسف ، اللجنة المؤقتة في سبيل وحدة الحزب الشيوعي السوري المبدئية - بدر الدين السباعي ، اتحاد الشيوعيين في سورية - يوسف نمر ، لجنة ميثاق الشرف - قدري جميل !!!! ويتابع الربان ( خالد بكداش ) قيادة السفينة - الذي اقترن الحزب الشيوعي السوري باسمه ، بعد اقصاء سلفه من الذاكرة الجمعية ، بتهمة الخيانة - ويمخر عباب البحر - أكثر من ستين عاما - يواجه الأمواج المتلاطمة ، والرياح العاتية ( 25 ) عاما ، وهو يعارض عقد المؤتمرات الحزبية - بتأييد من الحلفاء - ومعظم المؤتمرات التي عقدت ، تعرضت للانشقاقات : المؤتمر الثالث ، المؤتمر الخامس ، المؤتمر السادس ، المؤتمر التاسع !! أود الإشارة الى عقدة لازمت الرفيق بكداش وأرقته ، وهي منشأه الكردي ، وقد حاول مرارا أن يتجاوزها ، لكن دون جدوى ( أنا كردي المنشأ ولكن من العرب المستعربة !! العرب العاربة قليلون جدا )ويقول في مكان آخر ( لقد تبنيت مسألة التعريب في الحزب ......يعني توسيعه بين العرب ، وبذلك تكون أكثرية القيادات عربية ، وكما ترى الآن فان القيادات عربية !!) ترى لوكانت أصوله عربية كيف كان سيتعامل مع قضية الكرد !!!؟؟؟ والمؤلم كانت ( موسكو ) مربط الفرس ، كلما تعرض الحزب لأزمة - ولو عابرة - للاحتكام ، دون أية اعتبارات للدور التاريخي للجماهير ، ومن المفارقات أن الوسيط( بوناماريوف ) المرشح للمكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفييتي آنذاك ، أسهم في الانشقاق الذي حدث في المؤتمر السادس ، من خلال تحريضه للطرف الآخر على التمرد ، وعدم الانصياع للقرارات التي صدر ت عن المؤتمر !!!أخيرا
تم- باستحياء- احياءذكرى الشهيد فرج الله الحلو في الحالة الجديدة ( ميثاق الشرف - اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين )والذي يتطلب تكريس هذا التوجه الجديد،لعودة الحزب إلى الجماهير ، وتجاوز كل عثرات الماضي ، واعادة النظر في العديد من القضا يا ، التي تهمشت ، ومنها قضية الكورد ، ووضعها ضمن أولويات سياستها من منظور ماركسي لينيني !!!؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين لفلسطين في أورلاندو


.. فيديو: ابنة كاسترو ترتدي الكوفية الفلسطينية وتتقدم مسيرة لمج




.. Vietnamese Liberation - To Your Left: Palestine | تحرر الفيت


.. آلاف المحتجين يخرجون في مدينة مالمو السويدية ضد مشاركة إسرائ




.. اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية والمتظاهرين المطالبين بإسقاط