الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خيوط مذبحة نجع حمادي

صلاح الجوهري

2010 / 1 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المتابع لأحداث قتل المسيحيين بنجع حمادي يكتشف خيوط الجريمة البشعة التي حيكت بإتقان لإرسال رسالة إلى المسيحيين في عيد الميلاد بأنهم مستهدفون ويستطيعون أن يقتلوهم أينما وجدوا (كقول القرآن) وفي أي تجمع لهم وتحت أي ظرف.

حدثت هذه المذبحة تحت سمع وبصر الأمن المصري الذي كان هناك منذ شهر ويعلم تماما أن الأمن غير مستتب وأن أحداثا طائفة قد تحدث نظرا لخلفية ضلوع شاب مسيحي مع علاقة آثمة في فتاة مسلمة. فالأمن يعلم أن جرائم الشرف في الصعيد لا تهاون فيها وأن الثآر هو المحرك الأساسي في جرائم الشرف، ولكن يعلم أيضا أن المتورطين في هذه الجرائم هم من مختلفي الملة أي أنه يتوقع المزيد من تلك الأحداث فليست جرائم شرف عادية بل هي مغلفة بطائفية يغذيها شيوخ التطرف على مدى عقود وأرساها محمد والقرآن على مدى قرون وأصبحت عقيدة راسخة لدى المسلم أن يقاتل غير المسلم في سبيل الله.

أيضا كما حدث في أحداث مسرحية الأطفال في كنيسة الإسكندرية بمحرم بك، ثار المسلمين وبعد التحقيقات اكتشفنا أن وراء هذا السي دي نائب برلماني كان وراء توزيع السي دي هذا لتجميع أصوات المسلمين حوله في دائرته ولإغاظة المسيحيين الذين غالبا ما كانوا يؤيدون النائب الوطني. هكذا حدث تماما في نجع حمادي وأيدي النائب عبد الرحيم الغول الذي توسط قبل يوم من وقوع المذبحة توسط للأمن ليخرج "مسجل خطر" من السجن وهو المتهم الرئيسي الذي يدعى محمد أحمد حسن الكمونى.

لماذا توسط لإخراج هذا المجرم؟ سؤال مهم يجيب عليه شقيق المتهم الذي أكد أن شقيقة كان يقدم خدمات للنواب في الانتخابات وطبعا لن يقدم لهم "مسجل خطر" خدمات الشاي والقهوة بل كانت خدماته عبارة عن خدمات بلطجة وإرهاب الناخبين ليصوتوا لهذا النائب. وهو مثبوت من محاضر الشرطة وغالبا ما كان هذا الكموني محبوسا على ذمة قضية من تلك القضايا.

هذا المتهم كان يستعرض أمام أغرامة قتل قطة وإخراج أعينها بسلاحه الأبيض فكان يهابه الناس نظرا لسوء سلوكة. بل أن معروف في المنطقة بالبلطجة، وتعرف علية الأنبا كيرلس فور مشاهدته. وهذا البلطجي لا علاقة له بالدين مطلقا. ولكنه مأجور لمن لهم علاقة قوية بالدين ويهمهم إرهاب الأقباط.

النائب عبد الرحيم الغول تورط معه في سلسلة من جرائم البلطجة وكان آخرها مذبحة كنيسة نجع حمادي. فهذا النائب جلس مع الأنبا كيرلس مطران نجع حمادي في جلسة صلح بعد أحداث فرطوش منذ ما يقرب الشهر وكانت تلك الجلسات كالتي تعقب أي مواجهات طائفية فكان يهدف إلى الصلح دون إثارة المشاكل ولكن أصر الأنبا كيرلس على تعويض المسيحيين الذين تضررت محلاتهم وسياراتهم حتى يتم الصلح ولا يكون جزاء الفاعل أن يهرب بفعلته لمجرد هذه الجلسة البلهاء وهذا ما أغضب النائب الغول وتوعد الأنبا كيرلس "بنتف ذقنه" –لدي شهود على ذلك حضروا جلسة الصلح تلك-. وهذا يفسر قول الأنبا كيرلس عندما بدأ إطلاق النار بأنه هو المستهدف من هذه العملية الإرهاب لعدم قبوله الصلح وإصراره على أن القانون يأخذ مجراه.

فكان هذا تعجيزا للنائب البرلماني الغول وظهر بموقف القوي الذي يسترضي الضعيف الذي هو الأنبا كيرلس. هذا أضعف موقفه أمام ناخبيه.
واليوم بعد أن هدأت المواجهات تراجع الأنبا كيرلس عن أقواله خوفا على أبناء إبراشيت خاصة أن هذا النائم مازال طليقا متمتعا بحصانة برلمانية.

هناك أسئلة هامة يجب أن توضع على مائدة البحث في هذه الحادثة تحديدا:
أولا السلاح: من أين أتى هؤلاء بالسلاح؟ وكيف حصلوا على ذخيرة؟ ومن دربهم على استخدامه وهم في الأصل من البلطجة حملة الأسلحة البيضاء.!!!
ثانيا: لماذا توسط النائب عبد الرحيم الغول لمحمد الكمونى ليخرج من محبسه، وما هي طبيعة العلاقة بينهما؟
ثالثا: لماذا وافق الأمن وسمح على هذه الوساطة ومن المعروف أنه بلطجي ومسجل خطر؟
رابعا: لماذا تم الإعتداء على الكنيسة ثاني يوم خروج الكموني من السجن؟
خامسا: لماذا غابت قيادات المسلمين من شيوخ وقيادات المحافظة على التهنئة بالعيد في هذا اليوم كأنهم متوقعون حدوث إطلاق نار.؟
سادسا: ودائما ما يسكت شيوخ الإسلام عن هذه الجرام ولا يجدون مبررات لشجبها بل لديهم في الدين الإسلامي ما يبرر تلك الأعمال ضد الكفار والنصارى.
سابعا: تواطؤ الأمن الذي كان يعلم أو على الأقل كان يمكنه أن يجنب المسيحيين القتل بسبب أحداث سابقة (أقل من شهر) بوضع حارس "خيال مآته" على تجمع يضم كنيستين.

هناك نظرية مفادها أن من وقت تولي حبيب العادلي منصب وزير الداخلية اختفت الحوادث الإرهابية ضد النظام تماما وأصبحت نادرة جدا وهنا تساؤل هام هل أتفق حبيب العادلي والجماعات الإسلامية المسلحة على الهدوء بين ليلة وضحاها ؟؟ طبعا هناك شك في هذا الكلام ولكن من الممكن أن صفقة ما بين وزارة الداخلية متمثلة في حبيب العادلي والإرهابيين مفادها أن يسلم الأقباط ليد الجماعات المسلحة شريطة أن يكفوا أياديهم عن النظام الحاكم. وطبعا تزامن هذا مع إلغاء جميع حقوق الأقباط ...
فمثلا:
1- زادت حوادث أسلمة البنات القصر وتستر الأمن على تلك الجرائم ...
2- ألغى حبيب العدلي جلسات النصح التي تتبع أي متحول من المسيحية للإسلام ...
3- أطلق رجال أمن الدولة على كل المتنصرين لإرهابهم في محاولة لاستمالتهم للدين الإسلامي مرة أخرى ...
4- أصبح الغوغاء والعامة هم الذين يقفون أمام بناء أي كنيسة وعندما تأتي الشرطة فإنها تقبض على الأقباط لا على مثيري الشغب...
5- تراخيص الكنائس لا تصدر منذ تولي حبيب العادلي المنصب نهائيا ...
6- لا يطبق حكم الإعدام على أي مسلم قتل قبطيا ...
7- التستر على جرائم المسلمين ضد الأقباط وعدم الشفافية في ذكرها وتكرارها في العقد الأخير ...
8- وزادت في عصره التعذيب الجسدي في المحتجزين بالأقسام لسحب اعترافات منهم ...
9- أطلق عنان الأخوان المسلمين ولأول مرة في التاريخ يصبح الأخوان نواب في البرلمان بمساعدته، وإلا كيف يفسر لي أحد كيف تكون جماعة محظورة وتعلن عن أنشطتها بهذا الشكل؟؟؟ يجب أن يكون وراء هذا الموضوع رجل ذو نفوذ قوي في الداخلية ولا نفوذ لأحد إلا لهذا الوزير.

كل هذه الحوادث وأكثر تشير بأصابع الاتهام إلى حبيب العادلي كوزير إخواني يسعى إلى تولى الأخوان المسلمين الحكم في مصر بإطلاق عدو آخر ينفس فيه الأخوان كراهيتهم إلا وهم الأقباط شريطة أن يكفوا الأيدي عن النظام الحاكم.

منذ توليه والبلاد تخرج من نقرة تقع في دحضيرة ...

يذكر خبراء علم الاجتماع السكاني أن هذه الظواهر التي تتعرض لها مصر مثل مباراة الجزائر وأحداث الفتن الطائفية وموضوع عزة ما هو إلا شحن للشارع المصري حتى يكون مغيبا تماما عن حقوقه الدستورية وتيهه في مشكلات متفرقة ليغض البصر عن مشاكله الحقيقية كالبطالة والفقر والمرض والتعليم والصحة ورفع مستوى الفرد المعيشي ... إلخ

هذه الحوادث تهز الشارع بسبب إطلاق فضائيات عربية كل همها إثارة إعلامية هنا وهناك في الوقت نفسه تعمل الحكومة على إخفاء إخفاقاتها ويعمل النظام على تأسيس التوريث ليواجه الشعب بين ليلة وضحاها.

فطريقة الريموت كنترول في التحكم بالشعب هو لإلهائه عن مشاكله الحقيقة ولا مانع أيضا للحصول على مكاسب إضافية كمن ضرب عصفورين بحجر واحد. منها نلهي الشعب عن مشاكله ومنها نعقد الأمور على فئة معينة (في حالتنا هذه هم الأقباط) لكي لا يطالبوا بمزيد من الحريات.

هذا دون ذكر أن مثل هذه الحوادث تبرر استمرار وبقاء قانون الطوارئ لأجل غير مسمى لكي ينعم فيه الحاكم بأمره حبيب العادلي وزير الداخلية.
والله أعلم.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الى متى ؟؟؟؟
منى ( 2010 / 1 / 11 - 13:42 )

السيد المحترم / صلاح الجوهرى
كلامك كله أراه فى الصميم .. واراك على حق فى كل نقاطك

ولكن .. مالعمل ؟؟
والى متى ؟؟

الى متى ستظل الدماء القبطيه تراق على مسمع ومرأى من الجميع فى مصر شعباً وحكومه .. ولا حياة لمن تنادى

الى متى ستظل قلوب الامهات الثكالى تتمزق وتنزف وتصرخ ألماً وحزناً على فلذات أكبادهن .. دونما أى جريمه ارتكبونها

الى متى سيظل المواطن القبطى يرزح تحت وطأة الظلم وسطوة الارهاب الاسلامى وتقاعس المسئولين حياله

الى متى هذا الظلم ؟؟ ألا توجد له نهايه ؟؟
ألم نعيش فى دوله من المفترض أن لها حاكماً ولها قوانين تحفظ لكل مواطن حقه فى الحياه الكريمه وتأمن له انسانيته وكرامته وأمواله وأبنائه وممتلكاته ؟؟

أم اننا نحيا فى غابه البقاء فيها للأقوى ؟؟

خالص عزائى لكل الأسر المنكوبه فى صعيد مصر
ودعواتى القلبيه لهم بالصبر وقوة الايمان

وكل الشكر لشخصك الكريم ولعقلك المستنير


2 - الحقيقه
كيرلس مينا ( 2010 / 1 / 11 - 14:58 )
كل ما ذكرته صحيح 100% وليت أمن الدوله يجيب عل الاسئله التى ذكرتها سيادتكم


3 - كيف المخرج
سامي المصري ( 2010 / 1 / 12 - 07:16 )
تحليل دقيق ولكن كيف المخرج لمصر من تحت عبودية مبارك وأجهزة إرهابه. إن مصر لن تنجو من المأزق قبل حدوث كارثة كبرى، إلا إذا قام الجيش بثورة مثل ثورة عبد الناصر ولن تكون ثورة بيضاء؛
ماذا بعد تجويع الشعب والبطالة وانتشار الأوبئة وتفشي العشوائيات وسكن المقابر وأطفال الشوارع وارتفاع الأسعار والسرقات وغسيل الأموال....؛
ربما الحل يكون في ثورة الجياع حيث يخرج كل سكان العشوائيات مع أطفال الشوارع في ثورة جامحة فيقضون على كل أخضر ويابس في مصر؛
هل مبارك لا يشعر بخطورة الموقف؟ أم هو يعد لنفسه طائرة للهرب وقت الضرورة؟
كان السادات أشطر!!!؛
أو هل يتكل على المخابرات الأمريكية التي يقدم لها خدماته الجليلة على حساب كل شيء في مصر كما فعل صدام حسين بشعبه ؛
وماذا كانت النتيجة ؟ عندما وجدت أمريكا البديل الأفضل ركلته وسلمته لأعدائه هو وأولاده ليقتلوهم شر ميتة؟ لست أظن أن مصير مبارك وعائلته ووزير داخليته سيكون بالمصير المريح؛


4 - متابعة التعليقات
صلاح الجوهري ( 2010 / 1 / 12 - 09:11 )
الأخت منى
قد سمعت مداخلتك في برنامج ما، قد تكونين أنت أو قد تكونين غيرها، المهم أن المداخلة وتعليقك هنا لهما نفس المعنى -ما الحل-. في حقيقة الأمر ليس هناك حل في هذا الموضوع طالما أن الشر مازال طليقا على الأرض، ليس هناك حل طالما أننا نعيش في دول يحكمها الإسلام وهو شر أصيل منزل من عند الله يغيب العقل والضمير.
عزيزتي لا أقول أيضا أن نخنع أو نتخاذل في طلب حقوقنا بل يقول الكتاب المقدس -قاوموا الشر فيهرب منكم- ولكن -لا نقاوم الشر بالشر- بل نقاومه بالتمسك بالمسيح له المجد. وهو الذي قال أن شعرة من رؤؤسكم لا تهلك إلا بأذنه. فآمني بذلك.
نقاوم الشر بالعقل وبفضحه أمام نفسه وأمام العالم حتى ولو زهقت أرواحنا فدائا لذلك. منظمات حقوق الإنسان والمحاكم المصرية والدولية، وتوثيق هذه المذابح وغيرها ونشرها على الملأ، نتعامل مع المشكلة من الخارج وليس من دواخلنا. يجب أن نسخرها لا العكس.
وانا أرى بصيص من النور داخل النفق المظلم ولكن متى نصل لست أعلم ولكن صدقيني سوف نصل.

اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب