الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العالم العربي و بدعة الحداثة

عبد الهادي وهبي

2010 / 1 / 11
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


لقد سالت أقلام العديد من المفكرين العرب عن الحداثة و ما بعدها في عالم العربي ، وأسسوا لها انطلاقا من مرجعيات غربية ، لم نعشها في عالمنا العربي، و سوف أحاول مناقشة موضوع الحداثة و موقعنا منها ، و هل نحن عشنا الحداثة ، حتى نعيش ما بعدها .
لم يكن مفهوم الحداثة في اوربا بمحض الصدفة ،يعني ذلك أن هناك ظروفا سياسية و فكرية و اقتصادية مهدت لذلك ، و التي يمكن أجمالها اختصارا في الاتي .

-انه من الصعب تحديد تأريخ لمفهوم الحداثة من حيث تاصيل جدورها في الثقافة الغربية ، فالتحولات الكبرى في اوروبا و التى بدات في العصور الوسطى و الحروب الدينية اي بين السلطتين الدينية – المتمثلة في الكنيسة و رجال الدين – و السلطة الزمنية – المتمثلة في الأنظمة السياسية التى كانت خليطا من المملكات و الكيانات الصغرى ، هذا الصراع الذي استمر سنوات ، تمخض عنه الركيزة الاولى للحداثة – ودائما في المفهوم الغربي – وهي فصل الدين عن الدولة العبارة الغربية المعروفة – ما لقصر لقيصر و ما لله لله – ننتقل الى المستوى السياسي يمكن ان نحدده اساسا في الحركات القومية و الليبيرالية في اوروبا الى الحربين العالميتين الاولى و الثانية ، و ما طبع دلك من من احداث دامية و لا ننسى هنا المواثيق العالمية المتعلقة بحقوق الانسان ..... انتجت هذه الصراعات السياسية ، الدول الاوربية الحالية بحدودها المعروفة حاليا وهي الركيزة الثانية للحداثة الغربية ، ثالثا المستوى الاقتصادي و المتمثل في الثورثين الفلاحية و الصناعية الى الثورة التكنولوجية و قد لعب النطام الراسمالي هنا دورا اساسيا لا يمكن ان نتجاهله ، و هو الركيزة الثالثة للحداثة ، ولا بد من اضافة الجانب الاجتماعي و البشري ، بداية من النهضة الاوربية الى اختراع الانسان الالي الى الانترنيت. اذا أخدنا هذه المعطيات ، و حاولنا ان نجد لها أمثلة اليوم في العالم العربي الاسلامي ، من حيث الجانب الديني ، فالاسلام مجرد مصدر من مصادر التشريع فلا نحن اخدنا به كليا في اقتصادنا و سياستنا و مجتمعنا ، و لا نحن فصلناه عن الدولة، و العربية السعودية في واقعها الحالي لا تمثل النموذج العربي للدول الاسلامية ، و اصلا لا وجود لنموذج اسلامي حقيقي الجانب السياسي ، هنا لا يمكننا ان ننسى التضحيات الجسام التي قدمها أسلافنا منذ القدم الى الحملات الاستعمارية على خلال القرنين 19 و 20 م من أجل الحفاظ على استقلال العالم العربي من كل عدو و مستغل أجنبي ، ولكن اليوم كل هذه التضحيات ضربت على عرض الحائط و من يحكم الدول العربية الان هم من أبناء مساعدي الاستعمار أما الجانب الاقتصادي ، فاقتصادنا ليس رأسماليا ولا اشتراكيا بل اقتصاد تتحكم فيه عصابات المال و الجاه و العشيرة و العصبية و الاستقواء بالعدو حتى الصهيوني ، ، الجانب الأخير هو الجانب الفكري الاجتماعي ، و ندرج مثال هناك من المثقفين في الجامعات و المعاهد العربية لا يسحسنون استغلال وسائل الاتصال الحديثة كالأنترنيت و غيره ، نقطة أخرى انظر الى نسب الأمية ، و البطالة و الرشوة ...... ، و طلبة الجامعات لا يستطيعون اقامة ندوة فكرية او مسابقات ثقافية والاكثر من هذا عندما نجد بعض المفكرين العرب او الفنانين الذين يتحدثون عن الامية في بلدانهم و ينسون أنفسهم على أنهم على قمة الامية مادامو لا يتكلمون الا لغة المستعمر الفرنسي و الانكليزي و لا يحسنون لغتهم الأم اي العربية .

و بالنتيجة ، فالحداثة في العالم العربي بشكل عام ،مزورة ز مشوهة لا أساس لها الى حد اليوم ، و من يدعي أننا حداثيين ، فهو مخطئ تماما ،ما دام اننا نتحدث بمرجعيات غربية لم نعشها بعد ، أما ما بعد الحداثة ، فهذا أمر لا طائلنا به ، ولنكن صرحاء مع انفسنا و كفانا ، من مثل هذه البدع و الترهات التي لا تنم للواقع بصلة تامة .
اني اصرح لاول مرة على اننا نحتاج اليوم الى ثورة سلمية حتى لا يعتقد احد انني اريد العنف ، با اني اكرهه و ضد كل من يمارس العنف بكل اشكاله ، و هذا الاعتقاد نابع من ديني الحنيف الذي يجرم القتل او الاعتداء على احد بدون سبب -حتى لا اعمم على احقية المقاومة في فلسطين و العراق ـ هذا التغيير الجدري يجب ان يشمل جميع المجالات بدا من السياسة الى المجتمع و الثقافة من أجل وضع الاسس العربية و الاسلامية الحقيقية لحداثة غربية اسلامية بعيدة عن التصدير ة المحاكاة الغربية ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمد الصمادي: كمين جباليا سيتم تدريسه في معاهد التدريب والكل


.. متظاهرون يطالبون با?لغاء مباراة للمنتخب الا?سراي?يلي للسيدات




.. ناشطة بيئية تضع ملصقاً أحمر على لوحة لـ-مونيه- في باريس


.. متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يهتفون -عار عليك- لبايدن أثناء م




.. متظاهرون يفاجئون ماثيو ميلر: كم طفلاً قتلت اليوم؟