الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
اليمن : مسألة نظام اجتماعي..!!
رداد السلامي
2010 / 1 / 12المجتمع المدني
ثمة أسس موضوعية في المجتمع بحاجة إلى نقض، دون الانشغال بعيدا في الأمور السياسية ، هناك ما يستحق أن ينحت ، كي تعاد صياغته كي يغاير ما يراد تكريسه كواقع يجب القبول به.
الموروثات المتخلفة التي يعاد إنتاجها تجد لها ما يؤصلها في بنيتان :
الأولى : داخلية تتعلق بوجود التخلف الذي يغذي السياسية المنتجة للذات عبر أجيال جديدة ، والثانية : تتمثل في الانسياق التقليدي وراء تأصيلات غربية يتم حبكها لتأصيل شيء ما خارج دولها كتمهيد للسياسية الخارجية لتنفيذ أجنده سياسية محددة ، لمرحلة تقتضيها تلك السياسة ، كإعادة انتخاب الابن "جورج دبليو بوش" .
نحن مجتمع مشبع بروح التشيع لتقاليده ، وكذا مكدس بأفكار التخلف ، وجل مثقفوه لا يختلفون عنه في شيء سوى تلك الشكليات الظاهرية ، فيما الجوهر مسكونا بأدواء المجتمع وثقافته ، مشدودين إلى العرف والتقاليد العصبية الجامدة ، وبدلا من أن يؤثر المثقف في تكوين وتشكيل ثقافة متقدمة في المجتمع ، ينساق لا شعوريا خلفه ، متمثلين قول الشاعر الجاهلي : ومن أنا إلا من غزية.
التخلف يغذي ذاته بذاته ، ولذلك فإن المسألة برأيي لا تكمن في التفاصيل أو جزئية ما ، وإنما مسألة نظام اجتماعي بأكمله ، وصياغة ثقافة المجتمع بطريقة مغايرة لما هو عليه الآن ، تتمثل في تغيير جذري للصائغ السياسي المتحكم في وسائل تشكيل ثقافة المجتمع من خلال إعادة إنتاج ذات الثقافة التي تعمل على إنتاجه ، وإيجاد بديل يصوغ الثقافة المجتمعية بطريقة لا تعيد إنتاج الأسوأ، بل الأفضل ، لا يعني ذلك أن هذه المهمة فقط مقتصرة على الفاعل السياسي ، بل هي متكاملة تؤديها مؤسسات إعلامية وتربوية وحوارية حرة ونقاشية ، تصيغ ثقافة اختلافيه عقلانية ، وكذا تلعب في هذا المجال الأحزاب السياسية والنخب دورا كبيرا ، فالتغيير الثقافي محصلة حوار ونقاش وجدل ، ومن خلال ذلك ينتفي القديم السلبي ، ليحل الجديد الايجابي ، ويحتفظ بالايجابي القديم ، في النظرية والسلوك.
إن الثقافة التي تعيد إنتاج الماضي ، بثوب آخر ، هي ثقافة متخلفة ، يتغير فيها الشكل ، فيما المضمون يظل يفعل فعله ، كما أنه لا يمكن القول أنه ليست في الماضي إيجابيات ، إذ لابد من الاستفادة من الايجابي مهما كان قديما ، فالاستفادة من ثقافة المجتمع الايجابية وتطويرها، أمرا ضروريا ، لتجاوز إنتاج الفشل ، والتخلف ، ذلك أمر يتلازم مع وجود مثقف عضوي أيضا ، يندمج بالناس ، ويدرك كيف يفكرون ، بحيث يراكم مع المدى تفكيرا ناقدا وعقولا متفتحة ، ومتقدمه ، دون أن يصطدم بهم ، كي يحقق تقدما فعليا في ذلك.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تونس في عهد سعيّد.. من منارة -حرية التعبير- إلى -ساحة استبدا
.. تونس: المرسوم 54.. تهديد لحرية التعبير ومعاقبة الصحافيين بطر
.. الجزائر وليبيا تطالبان المحكمة الجنائية الدولية باعتقال قادة
.. إعلام محلي: اعتقال مسلح أطلق النار على رئيس وزراء سلوفاكيا
.. تحقيق لـ-إندبندنت- البريطانية: بايدن متورط في المجاعة في غزة