الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هجوم على المجتمع المدني

عدنان شيرخان

2010 / 1 / 13
المجتمع المدني


تتعرض منظمات المجتمع المدني في العراق بين فترة واخرى الى ما يشبه حملات الاساءة والتشكيك، الامر الذي يساعد على ادامة النظرة السلبية الى هذه المنظمات ودورها في بناء مجتمع الديمقراطية والحرية والتعددية وتدع المجال رحبا للخيار الوحيد المتبقي، ان البلد ملك صرف للسياسيين يفعلون به ما يشاؤون دونما رقابة او ضغط، مدعومة بنظرة العديد من السياسيين بعدم جدوى العمل المدني، ان لم يكونوا يزدرونه.
ولن يفيد مسيرة الديمقراطية التعميم الذي تطلقه المقالات التي تهاجم بشدة وعنف العمل المدني واداء جميع منظمات المجتمع المدني، وتصويرها على انها بؤرة ومحور الفساد الاول في العراق. مرت سنين عديدة على ترديد مقولة تواجد آلاف منظمات المجتمع المدني الوهمية والصورية، واستغلال التمويل الاجنبي الذي يذهب الى جيوب مؤسسي ومالكي البعض من المنظمات، والانفراد باستغلال الامتيازات التي ترافق العمل المدني واهمها السياحة وكثرة السفر والتنقل بين القارات، وان عمل المنظمات نخبوي يستهدف جماعات محدودة.
هذه امور صحيحة حدثت بكثرة وتحدث، ولا احد ينكر وجود بون وهوة شاسعتين بين المجتمع المدني الفاعل الذي تقف وراءه منظمات قوية وناشطة وبين واقع منظمات المجتمع المدني في العراق، ولكن لا احد ينكر ايضا وجود منظمات مجتمع مدني فاعلة ونشيطة وشخصيات لا غبار على ادائها، وهذا ما لا يذكر عادة من الذين يسخرون اقلامهم لصالح السياسة وضد العمل المدني.
لابد عند الحديث بموضوعية عن منظمات المجتمع المدني في العراق من التذكير بصعوبات مرحلة التأسيس التي ترافق نشوء وتطور هذه المنظمات، التجربة لازالت عندنا فتية، رافقت تغيير العام 2003، ومن اهم اسباب الضعف (حسب رأيي المتواضع) ان المواطن العراقي في شبه قطيعة وعدم تفاعل مع المنظمات المدنية، بسبب عدم فهمه معنى المواطنة الفاعلة المؤثرة وعدم ادراكه دور هذه المنظمات ومن ورائها المجتمع المدني، ويتصور العديد بوجود علاقة متينة بين هذه المنظمات والاحزاب السياسية، وهي التي تحركها وتسيطر عليها.
لم يلق مفهوم المواطنة عندنا اهتماما كافيا، بل على العكس تقدمت وتفوقت عليه هويات فرعية مذهبية وقومية وفئوية، ولو توحدت جهود مختلفة باتجاه التعريف بالمواطنة لتطور المجتمع المدني بوتيرة اسرع من التي نشهدها، المواطن يجهل حجم وقوة صوته الانتخابي وماذا يمكن ان يفعل، وقوة رفضه وتظاهره السلمي واضرابه واعتصامه. نعاني من المواطن الجاهل لحقوقه ودوره الايجابي المؤثر بالتغيير نحو الافضل، بسبب اعتقاده (التاريخي) بهيمنة السياسة على جميع مفاصل الحياة، وان السياسي يملك من اسباب القوة ما لا يملكها المجتمع المدني، ولا يمكن له ان يتصور ان بيده مفاتيح التغيير.
العراق يمتلك فرصة كاملة لظهور مجتمع مدني فاعل وقوي لا ينبغي ان تفلت من بين يديه، على عكس العديد من دول العالم الثالث والعربية خاصة، بسبب سيطرة انظمة شمولية او شبه شمولية على مقاليد الحكم وهي عدو لدود للعمل المدني...










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: المرسوم 54.. تهديد لحرية التعبير ومعاقبة الصحافيين بطر


.. الجزائر وليبيا تطالبان المحكمة الجنائية الدولية باعتقال قادة




.. إعلام محلي: اعتقال مسلح أطلق النار على رئيس وزراء سلوفاكيا


.. تحقيق لـ-إندبندنت- البريطانية: بايدن متورط في المجاعة في غزة




.. مستوطنون إسرائيليون يضرمون النار في مقر وكالة الأونروا بالقد