الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يتحول التغيير إلى ثورة ثقافية في كوردستان؟

نزار بيرو

2010 / 1 / 14
القضية الكردية



التغيير في اللغة هو التحول من حال إلى حال آخر. ومنذ أن بدأ حمى هذا التحول يجتاح العالم، ابتداءَ بأمريكا والتي دائماَ يتم فيها أي تحول، وأي تغيير، من خلال استغلال الظروف وتوجيهها بما تخدم مصالحها. وما جابهتها أمريكا، وما لحق بها خلال السنوات الماضية وتعاملها مع ذلك بأساليبها الخاصة، و ما نتج عنها ازدراء و تشنج في الشارع العربي و الإسلامي و شعوب دول العالم و الشعب الأمريكي و الذي دفع ثمناَ باهظاَ، فكان لابد من تغيير يراد به إصلاح الأمور و إصلاح صورة أمريكا أمام العالم، من خلال سياسة جديدة، و رئيس يختلف في كل شيء، ببشرته السوداء و سيرته و ميوله و حتى تركيبته العقائدية عن باقي الرِؤساء، حتى أصبح حدث تنصيبه و شخصيته ذو الشعبية الكبيرة في العالم ومواقفه و تعامله مع قضايا العالم، استحقاقه أخيرا جائزة نوبل للسلام . وكذلك التغيير الذي بدأ يتجلى بوادره خلال الانتخابات الأخيرة في إيران، من خلال الإصلاحيين الذين يريدون بمطالبهم تحويل نظام الحكم من نظام راديكالي إسلامي إلى نظام إسلامي علماني، من خلال إطلاق الحريات و فتح منافذ لتفرغ الجماهير من خلالها تراكمات سنوات عديدة من كبت للحريات و التعبير. وكذلك السياسة الجديدة و المبادرات الديمقراطية لأكثر الأحزاب التركية شعبية وهو حزب العدالة والتنمية ، بقيادة اردوغان و الذي حقق اكبر انتصار له في تاريخ تركيا منذ استعادة الديمقراطية فيها عام ثلاثة ثمانين، بعد ان استفادة من خطأ سلفه نجم دين اربكان وحزبه الرفاء التركي والذي كان يدعو إلى بديل إسلامي راديكالي، و هذه هي النقطة التي استفاد منها أوردوغان، و هي ان برنامجاَ إسلاميا خالصاَ لن ينال تأيد الأغلبية في تركيا، و هي نفس النقطة التي غفل عنها رموز الثورة الإسلامية في إيران، منذ اندلاعها عام تسعة وسبعون و إلى الآن، هؤلاء الذين يدفعون ثمناَ لذلك اليوم. ونفس النقطة التي تحاول بعض الأحزاب الإسلامية الكوردية في إقليم كوردستان الاستفادة منها، في الفترة الأخيرة. و أخيرا وليس آخرا ما جرى في إقليم كوردستان خلال العشرين سنة الماضية من أحداث وفترات عصيبة اختفت و اندثرت خلالها أحزاب و اتجاهات، و تبدلت خلالها موازين القوى وبكل ما رافقها من أحداث أليمة، من التناحر و الاقتتال، الا ان أصبحنا إقليما فدراليا معترفا به في عراق ما بعد صدام، ولكن و بعد كل ما تحقق، و الفرق الشاسع بين ما تم تحقيقه وبين متطلبات الجماهير الكوردية و استحقاقاته التي كان ينتظر من الحزبين تحقيقها، ولم يتحقق، كان نتاج ذلك، تلك الحالة التي رافقت الانتخابات الأخيرة في كوردستان، وأصبح شعار التغيير شعار المرحلة دون منازع، مع حالة تمرد على الواقع لم تتوضح معالمها حتى الآن، لأنه حتى عندما حاول تلك الحركة التي رفعت هذا الشعار لأول مرة و هي حركة التغيير، ان تضع نفسها في إطار، كحركة أو كحزب جديد، كان صعبا عليها اختيار ذلك الإطار، والذي كان لابد منه، لأن التغيير ليس حالة مستمرة، بل حالة آنية، أو بمعنى اصح إنها وسيلة أو واسطة أو ما شابه ذلك بين حالتين، ولكن، و مع ذلك، و بعد نتائج الانتخابات، والواقع الجديد في كوردستان، أصبحنا نلتمس التغيير في السلوك و التوجه لدى جميع الأطراف، و يوماَ بعد يوم أصبحنا نرى في إقليم كوردستان، ان الطرف الذي اختار شعار التغير لأول مرة، لهذه المرحة كان صائبا في اختياره . والجماهير الكوردية ينتظر الخطوة التالية، و ما يأتي بعده. وفي كل يوم أصبحنا نلتمس ملامح ثورة ثقافية في كل مكان، وهي ضرورة ملحة، و كل ما نحتاجه لهذا الوقت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جدل في بلجيكا بعد الاستعانة بعناصر فرونتكس لمطاردة المهاجرين


.. أين سيكون ملاذ الأعداد الكبيرة من اللاجئين في رفح؟




.. معتقل سري لتعذيب الفلسطينيين والعملية برفح تهدد بكارثة إنسان


.. نتنياهو يذهب إلى رفح رغم تصاعد المظاهرات المطالبة بصفقة الأس




.. شاهد:-حان الوقت للإطاحة بالديكتاتور!-.. عائلات الأسرى الإسرا