الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نساء العراق بين جور الحيات وتخلف الولات

عادل كنيهرحافظ

2010 / 1 / 14
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات



المرأه التي قال عنها الله في القران الكريم ( ان الجنه تحت اقدام الامهات ... ) , المرأه التي بجلتها اروع القصائد لاشهر الشعراء
وفاضت بطاريها امهات الكتب , ودنت لها رقاب الابطال والملوك الجبابره عشقا , وغنت لها وتغنت واطربت في ذكرها المؤثل احلى واعذب الاصوات الغنائيه , المرأه التي يرى احد دهاقنة صياغة القوافي ان لاترمى حتى بزهره , المرأه التي عطرت مناقبها وجه التاريخ , المرأه التي جلس في حجرها ونهل من حنانها الانبياء والاوصياء والقديسين وكل عظماء المعموره , هي ذاتها الذي داست على وجنتها الجمليه خيول الحروب القذره في العراق , التي ارهقتها حد الاعياء ورسمت على محياها الوديع سيماء الذل والهظيمه , ودعتها حائره تدير العين بحثا عن ناصر او معين ... يعينها على النهوظ بحملها التي تنوء تحت ثقله المركب من جوقة اليتاما من رجل مقتول في الحرب او معوق او بتر نظام صدام انفه او اذنه ويستحي الخروج للعمل او ان راتبه لايسد متطلبات عيش العائله نتيجة الحصار المفروض على العراق بسبب سياسة صدام (المحسوبه) وجعلها النهوض بحمل المسؤوليه الثقيل مفجوعه حتى بعواطفها ومشاعرها ورغباتها وانوثتها وشكل معيشتها حتى امست لاتعير الاهتمام لماهية الثياب التي ترتديها ولاتفكر الا بشئ واحد ووحيد وهو كيف تدبر لقمة العيش لعائلتها ومن اجل ذالك ركبت الاهوال وعبرت الحدود ووسعت رصيف الغربه كبائعة للسكاير والامأكولات في عمان وخادمه في بيوت اثريائها , وما كنت احسبني يومنا ان اشاهد جارتنا ام فهيمه الامرأه الوقوره ,وهي تجلس بجانب صندوق مفتوح لبيع السكاير في الكراج الرئيسي للنقل الداخلي في مدينة عمان , انا ما كنت اعرفها الا عندما نادت على والدتي التي كانت معي وتعانقتا ثم التفتت لي امي بعيون دامعه قائلة , هذه خالتك ام فهيمه !! نضرت اليها وقد اطلت روحي بكل احزانها من محجر عيناي , لقد سلبها ضيم الحياة كل معانيها الرقيقه , سلمت عليها وسألتها عن احوال باقي عائلتها ,وعن ابنتها الكبيره فهيمه وهل انهت دراستها ؟ قالت نعم تخرجت معلمه , واين تعمل سألتها ,قالت وأومئت بيدها الشمال هناك, الى فتاة تجلس ايظا بجانب صندوق بيع السكائر , تقدمت والدتي وانا صوب الفتاة سلمنا عليها , شابه متعلمه في ميع الصبا تبيع السكائر في وطن غير وطنها , قضيه يتصبب لها جبين اجبن الجبناء خجلا , اخذت يد امي راجعا الى البيت بعد اخذت وعدا من الامرأه وابنتها لزيارتنا , وفي الطريق الى البيت كنت اقول لوالدتي الى اي حال وصلت نساء العراق , ردت امي قائله وبتلقائيه ابني انت ما شفت شئ !!! ثم اردفت القول تفرج ان شاء لله .....
وفرجت وذهب صدام ونظامه غير مأسوف عليه , واستبشر الشعب العراقي خيرا بالنظام الجديد , لكن محنة نساء العراق ولشديد الاسف مستمره رغم مرور اكثر من سبعة اعوام على التغيير ,بل تراكمت بفعل متطلبات برامج الاحزاب الدينيه التي تقتضي من بين امور عده ان تتشح النساء بالسواد ولايرى من المرأه الا عينيها ,ولولا الحاجه الى رؤية الطريق لصار الى تغطية العينين ايظا
ثم جرى عزلها عن الرجال في الزياره للمراقد المقدسه , كذالك قرر جيش المهدي عزل الاطفال البنات عن الذكور في المدارس الابتدائيه في مدينة الثوره , وكذالك الركوب في سيارات النقل يجب ان تصعد النساء من الباب الخلفي لحافلة النقل ويركب الرجال من الباب الامامي , واستكثرواعلى النساء فرحهن حتى في مناسبات خطوبة وزواج ابنائهن !! بحجة ان يكون العرس يشبه عرس النبي محمد ص , ويقولون ان الاعراس يجب ان تكون على شكل اناشيد روحانيه ...وأخر التعليمات ان تختفي الامرأه من البيت عندما يحل ضيفا عليه ,وهذا ما لمسته انا شخصيا عندما زرت ابن خالي المتزوج من بنت عمي وجدت صالة الضيافه خاليه من النساء وعندما سألت عن ابنة عمي قالوا انها خارج البيت قريبا تعود وانتهى وقت زيارتي ولم تعود , علما انها في البيت !! وكأنما لايكفي نساء العراق عذابات النظام السابق الذي جعل بحروبه العبثيه ثلاثة , ملايين ارمله ومطلقه , وقرابة هذا الرقم عدد الفتيات اللاتي تجاوزن عمر 35 عام دون زواج في الوقت ان العدد الكلي لنساء العراق فوق سن 18 عام لايتجاوز10 مليون امرأه كما صرحت بذالك وزيرة الدوله لشؤن المرأه , في الوقت الذي تحتاج فيه المرأه العراقيه التي تكون منهن من حصلن على شهادات عليا رقم لايناهز 7 بالمائه ومن انهين المعاهد والجامعات قرابة 28 بالمائه وما يضاهي22 بالمائه هن من درسن الاعداديه والمتوسطه والباقي اميات او في الابتدائيه , وهذا ما يتطلب جهدا استثنائيا لتحسين هذه الوحه , رغم ان الدستور العراقي في مادته 29 يضمن حق المرأه للعيش في حياة كريمه هانئه , الا ان ما وعد به الشعب العراقي والنساء منه لم يتبلور حتى الان , وما ترجوه نساء العراق من حياة أمنه مستقره لم ينجز , فلا زالت المرأه العراقيه شأن اخيها الرجل تعيش أثار الاحتلال وارث البعث القذر, وتدخل دول جوار العراق في اموره الخاصه , واستمرار عمليات الارهاب , نتيجة تفشي ظاهرة الفساد وغياب القانون , بسبب من ضيق الافق وسيادة نزعة الهيمنه والاقصاء وفسح المجال لرغبات التسلط ...الحال الذي انتج لوحه معقده ولدت لنا اوضاع غايه في الصعوله يعاني قساوتها ابنا الشعب العراقي عموما وخصوصا الكادحين والنساء كما صرح بذالك سكرتير الجنه المركزيه للحزب الشيوعي العراقي السيد حميد مجيد موسى قبل ايام لصحيفة طريق الشعب .
رغم ان عموم احوال المرأه العراقيه كانت ومازالت وستضل الى امد غير قريب تحتم ان يسن النظام الجديد قانون خاص للاحوال الشخصيه ينصف فيه المرأه ويعيد اليها كرامتها ويساويها في الحقوق والميراث بأخيها الرجل ويمنع عنها العنف من شريك حياتها واهلها الذين يقطعون رأسها لمجرد الشك بأقامتها علاقة ما حتى وان كانت علاقه بريئه مع شاب من الشباب ,لذالك كانت تنتظر بفارغ الصبر ان يسن قانون يخلصها من الخوف والهلع الذي تعيشه نتيجة العادات والتقاليد والتي تسير عكس ما اوصى به الدين الاسلامي الحنيف بالمعامله الحسنه للمرأه ,ولكن تحطمت أمالها بين جور الحياة وعقلية الولات .
وبناء على كل ما تقدم , ينبغي على كل نساء العراق ومنظماتها المدنيه والحكوميه التي جاوز عددها 80 منظمه ومنظمات المجتمع المدني المواليه لها ان لاتبقى على مهمة توزيع العطايا على المحتاجين وانما تكثف جهودها وتعمل على ( اولا -الاندماج في اتحاد عام لكل نساء العراق بعد ان يسبقه مؤتمر عام تنتخب فيه قياده من النساء المؤهلات لقيادة الاتحاد ., وتقر فيه حطة العمل اللاحق والنظام الداخلي وبرنامج للاتحاد .ثانيا -دعوة الحزاب السياسيه العراقيه لعقد مؤتمر وطني عام للنظر بشكل جدي في واقع المرأه العاقيه وكيفية النهوظ به ,والعمل على ايجاد حلول عمليه مناسبه لمشاكل المرأه العراقيه .3- اقامة النواة وطاولات النقاش ودعوة وسائل الاعلام لتغطية تلك الفعاليات ,4 -القيام بالمسيرات السلميه للمطالبه بالحقوق السياسيه والاقتصاديه وكل ما من شأنه ان ينفع حياة المرأه بمن فيها استنكار ضرب وتعذيب الزوجه من قبل زوجها , والعمل تدريجيا على طرد الافكار الباليه نهائيامن مجتمعنا كونها افكارغير انسانيه وغير اخلاقيه وغير دينيه ,وابتداءا من الطالبه بالتعامل الحسنمع الاطفال ,وتشكيل منظمات خاصه وجمعيات تناهظ العنف الاسري بكل اشلاله . و من غير هذا المسار ستظل المرأه العراقيه بين جور الحياة وظلم الولات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعم لحرية المرأة
كريم علي ( 2010 / 1 / 14 - 07:54 )
انا اتفق معك العزيز عادل حول الوضع المأساوي الذي وصلت اليه المرأة العراقية من سياسات النظام البعثي البائد , وبعد تغير النظام كانت المرأة العراقية تنتظر ان يعمل النظام الجديد على حل حل مشاكلها وتقديم العون لها ولأسرتها بعد هذا الضيم الطويل من المأسة والحرمان ولكن حكومة المحاصصة والاحزاب الاسلامية المتنفذة بالقرار الساسي اخذ يحط يوما بعد اخر بأبسط حقوق المرأة وتعطيل دورها الريادي في العراق. مع الاسف ان الشئ الذي قدمته احزاب الاسلام السياسي وميليشاته هو ايجاد اماكن لزواج المتعة والمسيار في اطهر المدن العراقية, على المرأة العراقية الان واجب وطني ان تقف ضد حكومة المحاصصة وكل الاحزاب التي ترى من المرأة وعاء ليس اكثر وعورة يجب اخفائها, وعلى منظمات المجتمع المدني وغيرها ان تفضح الأساليب والقرارات المجحفة بحق المرأة العراقية الصبورة والمناضلة حقا في بلد لايحترم به الانسان

اخر الافلام

.. القومى للمرأة يطالب شركات خدمات النقل بالتطبيقات بوضع معايير


.. العربية ويكند | استطلاع أميركي: الرجال أكثر سعادة بوظائفهم م




.. عضو نقابة الصحفيين أميرة محمد


.. توقيف سنية الدهماني يوحد صوت المحامينات في البلاد




.. فتحية السعيدي ناشطة نسوية وأخصائية في علم الاجتماع