الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نجع حمادي 1- «الوضع السياسي وفشل النظام المصري»

سامي المصري

2010 / 1 / 14
المجتمع المدني


الحدث جلل، فجمَّد مداد قلمي وأسكت نفسي وشل قدراتي على التفكير، حاولت أن أركن للصمت حتى أجمع شتات نفسي فلم يجدي. بدأت أتابع الإعلام فيما يقال عن الحدث الرهيب، وتفاعلت مع كل كلمة وانفعلت معها فخانتني دموعي مرات في مزيج من مشاعر متناقضة .

تساؤلات كثيرة تحوم في رأسي وضعتني خلف سياج الأفكار المتزاحمة. هل هذه هي نهاية مصر ذات التاريخ الحضاري الذي تجاوز العشرة آلاف عاما بحسب رأي هيرودوت المؤرخ العظيم.؟!

هل عطاء مصر للإنسانية ينتهي بهذه السهولة؟!!! وهل تتغلب البلطجة البربرية التي اتسم بها نظام حكم وهابي على الموروث الحضاري للإنسان المصري العريق؟!!!
حاولت أن ألملم شتات نفسي بعد أن تابعت كل ما وقعت عليه عيناي من كتابات وتعليقات لعلي أجد جوابا لما يعتمل في نفسي من تساؤلات كثيرة!!!
هل مصر الحضارة قد ضاعت بين أيدي حكومة وهابية أرخت بظلها الكئيب لمدة قد طالت جدا فأفسدت كل شيء في مصر؟!!! هل استطاعت بفساد التعليم والإعلام كل هذا الزمان أن تفسد العقل المصري وتنتزع منه موروثه الحضاري؟!!! هل المنظمات الإرهابية بمساندة حكومية أغرقت مصر بكتابات وهابية عفنة استطاعت أن تنتزع من مصر روحها بعد أن تحولت الكتابة إلى قنبلة ومدفع، أسال الدماء الغالية في الشوارع وأشاع الخوف والبغيضة والإرهاب ومشاعر القهر حتى لم يعد هناك أمل في قيام مجتمع مدني متوازن في مصر؟!!!
بعد كل ما قرأت تأكدت أنه غير ممكن أبدا أن تنتهي مصر الحضارة أمام الفساد مهما تنامى ومهما بلغ الذرى. مصر بخير بأولادها بفكرهم المتأصل في كل قطرة دم تسري في عروقهم. فرج فودة قتل برصاص الإرهاب الجبان فظهر ألف فودة. مئات المعلقين على الأحداث في الجرائد من مسلمين ومسيحيين عبروا عن رأيهم الحضاري بكل قوة مما يخزي رجل الإعلام المتعصب والصحافة العميلة ويفقد الحكومة الفاسدة اتزانها ووزنها أمام ميزان التحضر فيفتضح عارها ليس فقط أمام المثقف بل بالأكثر أمام الشعب المصري البسيط. تعجبت جدا لتعليقات البسطاء من مسلمين قبل المسيحيين. أمام بعض التعليقات بكيت إذ تلامست فيها روحي مع روح مصر العظيمة.

فتحي سعد جمعة «55 سنة - من مركز ملوي» في المنيا يبدي استعداده للتبرع بأي جزء من جسده لضحايا مذبحة نجع حمادي. وقال «أنا قبطي مصري قبل أن أكون مسلما وشعرت بأن إخوتي في محنة وأنا لا أملك سوى جسدي لأقدمه لهم» عظيمة يا مصر بأولادك. إنها روح الفداء التي تجاوزت بها مصر كل الصعاب وتغلبت على كل المحن، إنها مصر الحضارة.

أول مقال ساعدني، بعنوان "ذبح الأقباط ليلة عيد الميلاد" للأستاذ العظيم الدكتور طارق حجي، فأخرجني من حالة الصمت اليائس إلى الثورة الهادرة. وأعقبه مقال الأستاذ إبراهيم عيسى. "أجراس الرصاص" فبدلا من أجراس الكنائس بفرحة العيد دوى الرصاص ليبطل الفرح حيث بدأ مقاله "الرصاص في رفح وقنا دليل علي فشل لنظام الحكم في مصر، فشل في إدارة ملفاته وأزماته يكاد يدفع بنا ليس للشك في كفاءة هذا النظام بل في جدارته في تحمل مسئولية وطن رئيسي ومركزي في المنطقة العربية." نعم إنه إعلان عن فشل نظام. وقد أيدت كلماته صحيفة الجارديان البريطانية حيث ألقت مسئولية الحادث على "فشل النظام المصري سياسياً". حادث نجع حمادي بالنسبة للنظام يماثل تماما حريق القاهرة، حين بدأ العد التنازلي لحكم الملك فاروق.

ليست هذه هي المرة الأولي الذي يظهر فيها فشل النظام، فقد فشل في كل مجال من تعليم لصحة لزراعة لمياه المجاري حتى جمع القمامة.. وبالأكثر حقق أقصي درجة من التدهور الثقافي والحضاري لمصر حتى أعادها لما قبل حكم محمد على. شكل شوارع مصر تعلن عن فشل النظام في التخلف والفوضى المتنامية التي اجتاحت مصر خلال الأربعين عاما الماضية.

في زحمة الأحداث يعلن الدكتور مصطفي الفقي ترشيح الحزب الوطني لجمال مبارك لدورة قادمة. هل تحتمل مصر مزيدا من الانهيار؟!!! وهل كل ذلك الزخم الحضاري الذي يسود الفكر في مصر يمكنه أن يقبل أو يحتمل جمال مبارك ليضيف لخراب مصر أكثر مما حدث؟!!! أشك أن حسني مبارك سيكمل هذه الدورة، رغم المساندة الأمريكية له بكل أساليبها المخابراتية. إن حادث نجع حمادي قد عرى النظام من ورقة التوت وأحدث به كسرا لا أعتقد أنه قابل للجبر ولا أظن أن له قيام. إن أمريكا تعتمد في سياستها على الدكتاتوريات الخائنة حتى يتهرأ حكمهم فتنقلب عليهم كما حدث مع صدام حسين.

لم يكن النظام ليتصور أن حادث نجع حمادي سوف يؤجج كل هذه الثورة الإعلامية ضده والتي تجلت في بعض الصحف التي نشرت كل التفاصيل بعد أن كانت تتجاهل قضايا الأقباط. إن ذلك يعلن عن حقيقة الشعور العام للمصريين تجاه الحكومة فلم يعد المصريون ليطيقوا استمرار تلك الأكاذيب العفنة التي بها يضلل النظام شعب مصر الحر، وإن صبر طويلا فلكل شيء وقت تحت السماء. جريدة المصري اليوم والدستور والشروق ومعظم الجرائد الحرة سجلت كل الأحداث بدقة بعد أن كانت معظمها تتجاهل معاناة الأقباط تماما. حاولت الصحف الحكومية التضليل بزعامة جريدة الأهرام التي أصابها الهرم وتحتاج للتقاعد بعد أن احتلها الإرهابيون من الكتاب المتميزين بالعنصرية والتعصب المقيت، فلم تبرز الخبر في الصفحة الأولى وغلفته بالتضليل الحكومي الفاضح. المسيرات الشعبية يقودها مفكري مصر الأحرار ويتبعهم شعب مصر العظيم ،هادرا وثائرا على الجرائم الحكومية ضد شعب مصر الواحد.

الموقف الحكومي يقف مندحرا فقد حاول تجاهل الأمر مثل كل مرة إلا أنه لم يستطع أمام ثورة شعبية ضد الظلم والطغيان والفساد. جاء تصريح صفوت الشريف محاولا لامتصاص غضبة الشعب إلا أن الأمر كان أكبر من أن تسكته كلماته التافهة. رئيس الوزراء الله يرحمه صمت هو والبابا المعظم معا فقد أصابهما الخرس والصمم. سمعنا فحيح الصوت القبيح للسيد فتحي شرور عند الحوار الرائع للدكتورة جورجيت قليني التي واجهت به المحافظ القبطي الفاسد. وواجهت كل أعضاء الحزب الوطني بمجلس الشعب بفكرهم العنصري العفن فأفحمت الكل بقوة الحقيقة البسيطة وبشجاعتها النادرة. أما الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية في محاولة مكشوفة حاول أن يربط بين المظاهرات السياسية لقافلة جالاوى وقتل الجندي المصري في غزة وبين أحداث عيد الميلاد في نجع حمادي وقال "هذه الحوادث لم تأتي صدفة وهناك قوى لا تريد الأمن لمواطنينا ويتحركون لإثارة البلبلة وعدم الاستقرار". إنها نظرية المؤامرة العبقرية التي نركن لها تعبيرا عن الفشل الحكومي المذري.

زمان عندما كان عندما حكومة في مصر تعرف أن الشعب له حقوق وفي مثل هذه الظروف كان الملك والرئيس يذيع بيانا على الشعب وذلك ليس غريبا فذلك يحدث في كل الدول المحترمة. أذكر بيان الملك فاروق الذي قدم فيه أسفه واعتذاره الرسمي والشخصي للأقباط عند حرق كنيسة السويس عام 1951 حيث تعهد فيه بإعادة بناء الكنيسة على حسابه الخاص. في نفس الوقت كان عندنا زمان بطريركا ساهرا على شعبه فرد على بيان الملك بعنف رافضا تبرعه احتجاجا على تقاعس الأجهزة الأمنية في الحفاظ على أمن الأقباط وقال له نحن الأقباط أغنياء ونستطيع أن نبني كنائسنا ولسنا في حاجة لأموالك، لكننا نطالب بحقنا في الأمان والأمن، وطالبه بسرعة التحقيق في الجريمة مع موافاته بالنتائج حيث سيتابع الأمر بنفسه. أذكر أني شاركت في إحدى مظاهرات الاحتجاج لحرق كنيسة السويس. هكذا كانت مصر.

وفي أيام عبد الناصر لن ننسى حادثة سندنهور الشهيرة التي تعرض لها طبيب مسيحي. كان الطبيب عائدا من الإسكندرية بعد قضاء نهاية الأسبوع. وعند قرية سندنهور صدم بسيارته طفلا عابرا فأحدث به بعض الجراح. ولما توقف الطبيب حاول أن يسعف المصاب حيث كانت الإصابات خفيفة، إلا أن الفلاحين تجمعوا حول الطبيب وقتلوه هو وزوجته وأمه. في نفس اليوم أصدر عبد الناصر بيانا صارما، وقبض على الجناة في خلال ساعتين وفي خلال شهرين تم إعدام سبعة أشخاص الذين اشتركوا في الجريمة. لذلك لم يحدث حادث واحد طائفي في زمن عبد الناصر. لم تحرق ولا كنيسة رغم العدد الضخم من الكنائس الذي بني في زمنه دون أن يتعرض لها أي كلب جبان. من المؤكد أن الحادث لم يكن طائفي، ومن المؤكد أنه كان حادث فردي. لكن ليس معنى هذا أن يفلت الجناة فنشجع الجريمة لأن القتيل نصراني كافر. سيادة القانون في عصر عبد الناصر حققت الأمن والأمان لكل المواطنين المسلمين والمسيحيين الأمر الذي فقدناه بالتدريج في عصر السادات حتى بلغت أحداث التخريب وجرائم القتل بلا حصر دون رادع في أيامنا السعيدة على يد الرئيس المعظم حسني مبارك. لم نسمع في الأيام الجميلة عندما كان القانون يسود تلك الغزعبلات "حادث فردي - عمل غير طائفي" حيث كان القانون يطبق على الجميع قبطي ومسلم بمنتهى العدالة. عندما حاول الإخوان المجرمين إثارة الفوضى ونشر الجريمة وضعهم عبد الناصر في مكانهم الطبيعي حيث امتلأت بهم السجون. بينما السيد حسني مبارك أفرج عن 8000 شخص من الخطرين من الجماعات الإسلامية وأطلقهم على الأقباط بعد أن كتب كل منهم تعهد ألا يتعرض لشخصه الكريم.

هذا المناخ المسمم بدأ يوم أن أعلن الرئيس المؤمن أنور السادات أنه رئيس مسلم لدولة مسلمة، وكانت هذه أول بادرة لمغازلته للإسلام السياسي وكإعلان عن خروجه عن خط عبد الناصر. فلم يضيع الوقت إلا وأحرقت كنيسة الخانكة كأول جريمة ضد المسيحيين منذ عصر الملك. وتوالت الآلام على الأقباط بشكل مثروِّع، فأطلق اللسان الزلق لمتولي الشعراوي ليهين المسيحية ويسخن المسيحيين بكل إساءة حتى صار الأقباط غرباء في وطنهم مصر. الشعراوي الخائن الذي وزع الشربات يوم النكسة منحه السادات قلادة النيل، أِعلى وسام في الدولة كدليل على خيانة السادات نفسه. إن كنتم تشعرون بالتضرر والأذى من تعاليم أبونا زكريا بطرس (التي لا أوافق عليها) فكل ذلك كان رد فعل طبيعي لما فعله متولى الشعراوي جاء متأخرا بعد وقت طويل من القهر والكبت، مُنع فيه الأقباط من الدفاع عن دينهم ضد افتراءات الشعراوي القذرة. إن أي واحد يمكنه الرد على زكريا بطرس بينما من كان يرد على الشعراوي يقبض عليه بتهمة إهانة الإسلام. لقد بدأ السادات كل هذه المهاترات وإهانة المسيحية في الإعلام المرئي والمسموع بل ونقل هذه الإهانات للكتب المدرسية ليشعر الأقباط بالغربة في وطنهم. فحتى الأطفال تعرضوا للقهر الديني البغيض بشكل مروع لأول مرة في تاريخ مصر.

الخطورة في السادات هو أنه فتح مصر أمام الغزو الوهابي لأول مرة. لقد حارب محمد على باشا العظيم الوهابية عند ظهورها بحس حضاري نادر مدركا لخطورة هذا الفكر الإرهابي الذي شجعه الاستعمار البريطاني، بل كان وسيلته القذرة في الدخول إلى فلسطين عام 1915 لوضعها تحت الانتداب البريطاني في عام 1920 توطئة لظهور دولة إسرائيل. وقامت إسرائيل بمؤازرة وهابية، قامت بعمل تغطية شكلية، بقيام حرب 1948 الوهمية، التي ضيعت فلسطين وأوقعت مصر في الفخ يحيطها العملاء ممثلين في ملوك السعودية وشرق الأردن وملك لعراق ومفتي فلسطين وكلهم من الوهابيين. وكانت مصر ضحية لشعارات جوفاء متشنجة أطلقها الإخوان المسلمين صنيعة الوهابية والإنجليز. وبذلك فقط مكنوا إسرائيل من تحقيق تواجدها لتسيء لكل شعوب المنطقة. وأدرك عبد الناصر الخطر الوهابي على مصر فقاومه بكل قوة. ودبرت الوهابية حرب اليمن ودفعت روسيا مصر لتلك الحرب عنوة بما قدمته من مساعدات عسكرية ضخمة متعمدة للقضاء على جيشها إعدادا لجريمة 1967. ومع علم السادات بكل ذلك تفصيلا فقد فتح أبواب مصر للغزو الوهابي وشجع الاستثمار وقيام المدن وتسقيع أراضي مصر ليحقق السعوديين مكاسب رهيبة من أرض مصر من دم المصريين!!! ولبس السادات الجلباب السعودي والبذلة العسكرية لهتلر، ونشر الحجاب والنقاب لأول مرة ليشعر الأقباط بالغربة في بيتهم ووطنهم. وقبض السادات أجر خيانته التي انتهت بمقتله غير مأسوفا عليه من كل المصريين. ويأتي مبارك ليكمل دوره الفاسد ويتمادى أكثر في بيع مصر والمصريين للغدر والغزو الوهابي.

الأمر أخطر بكثير من أن يكون مجرد تعصب ديني لكنه خيانة استعمارية لمصر يدفع ثمنها أولا الأقباط دون مبرر ثم باقي شعب مصر الطيب كله بلا استثناء حتى المضللين منهم تحت أوهام دينية استعمارية غاشة لمحو الهوية المصرية. اليوم يتمزق الغلاف المزيف للحقيقة. بتصريح الدكتور مصطفي الفقي الذي يكشف عن حقيقة مخيفة لأول مرة بشكل سافر. قال الدكتور مصطفى الفقي: «للأسف أن الرئيس القادم لمصر يحتاج إلى موافقة أمريكا وعدم اعتراض إسرائيل». وذلك يفسر حضور أوباما لمصر ليثبت حكم مبارك. وليس هذا جديد فلا يمكن أن ننسى موقف أولبريت من توريث الحكم في سوريا والأردن. ولا يمكن أن ننسى موقف أولبريت من بطرس غالي عندما أراد سلاما في الصومال ولبنان. مهزلة الصومال ومهزلة حرب اليمن التي تقودها السعودية للمرة الثانية هو عمل ضد مصر أولا ووضعها الاستراتيجي. بعد حرب اليمن الثانية فلنتوقع نكسة جديدة تدبرها الوهابية الصهيونية ضد مصر.

وللحديث بقية











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - طرح صحيح ولكنني أضيف
محمد حسين يونس ( 2010 / 1 / 14 - 04:06 )
ذوبان الشعب المصرى واحلال المواطنه بدلا من التشيع الديني كان أهم انجازات ثورة 1919 ..مع انقلاب العسكر ساد فكر ضيق عن منح القبط كوتة في جميع المناصب توازى نسبة عددهم وبالتلي احتل القبط وظائف غير سياديه.. كان هذا بدايه للتفرقه واغتيال انجازات الليبراليه.. أؤيدك تماما فيما قام به السادات من تدمير بالسماح للوهابية بغزو مصر وتمكين الشيخ الوزير من العقل المصرى كذلك دور أمريكا التي لا يهمها الا أن تجد حليفا مطيعا .. ولكنني أتوقف عند تعينها للحاكم المصرى الجديد فهناك أكثر من موافقه يجب الحصول عليها بالأضافه لاسرائيل التي تستطيع أن تضع دباباتها علي ضفاف القناة في ظرف 24 ساعة دون ادني مقاومة.. يوجد النظام الوهابي الذى يستطيع اشعال الداخل مع توجيهات أصحاب الدولارات وحماس
اذا لم يفهم المصرى هذا فسبعيش ما هو أسوا شكرا للجهد في الدراسه والتوعية


2 - تحية للأستاذ محمد
سامي المصري ( 2010 / 1 / 14 - 08:49 )
ألأستاذ محمد الفاضل
أشكرك لمرورك وتعليقك الواعي. نحن نفتقر جدا إلى الوعي السياسي حتى بين المثقفين، وهذه هي الفرصة التي ينفذ منها الاستبداد والاستعمار ليستغل الشعوب؛
نقطة واحدة في حديثك أريد أن أوضحها. لم يحدث في أي وقت أن منح الأقباط كوتة لا قبل الثورة ولا بعدها. ربما حدث ذلك في أضيق الحدود فمثلا القبول في الكليات العسكرية أيام الملك كان يقبل 2% فقط من الأقباط. عندما جاء عبد الناصر رفعها إلى 10% ثم أعادها السادات إلى 2% مرة أخرى. وأنا لم أعرف ذلك إلا لأن ال10% شملتني. وعاصرت تغييرها في وقت السادات بنفسي؛
عدا ذلك وفي جميع المجالات كانت الكفاءة هي المحك في أي تعيين. وذلك الأمر نوقش في دستور سنة 1923 وتقرر أن يكون التعيين في المناصب للكفاءة دون النظر للدين، وقد وافق المندوبين الأقباط على ذلك بالإجماع. وكان الأمر طبيعي في حالة الحكومات الرشيدة الوطنية المحترمة، لكن الأمر قد تغير تماما خصوصا في عصر السادات الذي استبعد الكفاءات المسيحية وقصر التعيين على المسلمين في المنصب العليا والحساسة؛
أتمنى لو أن كل من عنده وعي ان يوعي الآخرين حتى نتنبه كلنا للمخاطر المحيطة بنا؛
شكرا لتعليقك الواعي؛


3 - الوعى المصرى المفقود
Taher ( 2010 / 1 / 14 - 13:32 )
الأخ سامى
تحية شكر على مقالك الذى يحتاج إليه كل قارئ مصرى يستنير بأفكار جديدة بعيدة عن لغة التعصب والتشدد ، تلك اللغة التى تعمل عى التباعد أكثر من التقارب .
من خلال متابعتى ما يكتب من المسيحيين على صفحات الحوار هو قلة وينقص البعض منهم الوعى بطبيعة القضية التى يجب أن يتحدثوا عنها بأعتبارهم مواطنين مصريين وأن لا يتركوا عقولهم تنساق وراء عواطفهم الدينية وبذلك يفقدون القدرة على طرح أفكار حوارية بناءة تتعامل بعقلانية مع وقائع الأحداث.
شكراً على كلماتك وفى أنتظار المزيد


4 - الوعى المصرى المفقود
سامي المصري ( 2010 / 1 / 14 - 21:54 )
الأخ العزيز الأستاذ طاهر؛
تحية لشخصك النبيل، وأشكرك على تعليقك الواعي. فعلا يا أخي المصريون في حالة من الغيبة في وقت تفتح فيه الذئاب أفواهها في شهوة عارمة لافتراس مصر. لذلك أنا أكتب لأجل الغافلين عن خطر محدق بنا جميعا؛
بين الكتاب المسلمين كثير من المستنيرين، لكن أيضا يوجد الكثير من المتعصبين. بالأسف الجرائد خاصة الحكومية تبث سموما عفنة بشكل يومي فتلقي أطنانا من الزبالة فوق رؤوس الأقباط. بالأسف هذه الظاهرة تتزايد بتأثير حكومي واضح، وهناك الكثير من البرامج التلفزيونية الهدامة. برنامج صباح دريم أعتبره أفضل البرامج النادرة البناءة. السيدة دينا عبد الرحمن إعلامية متميزة انحني لها تقديرا واحتراما لما تقدمه من برنامج غاية في الثراء والتحضر، متجردة من روح التعصب؛
الأقباط يتعرضون لمشاكل يومية منذ عصر السادات حتى الأطفال. ليس معنى ذلك أن نتجاهل خطر التعصب القبطي، بالعكس فهو خطير ويلزم أن يعالج بحكمة، ومن وسائل علاجه أن نعالج مسبباته منها ما يتعرض له الأقباط من منغصات. وعلى كل المستنيرين واجب ضخم في التوعية لإنقاذ بلدنا وإلا فسوف نغرق جميعا ليس في ماء بل في دم؛
شكرا أخي الحبيب لمرورك ولزوقك


5 - تللسقف
يوسف حنا بطرس ( 2010 / 1 / 15 - 18:34 )
الاخ الحبيب سامي المصري انت فعلا سامي في مقالتك لو اراد الحاكم استتباب الوضع لاحل العداله لكل فئات الشعب بدون تمييز حادثه بسيطه في عهد صدام حسين بالرغم من كل مساوئه الا انه كان لا يفرق سطا ثلاث شبان مسلمين على دير في منطقه الصليخ شمال شرق بغداد وقتلو راهبه وسرقو ما كان لها من مال فامر صدام وخلال اربع وعشرين ساعه بالقبض على الجناه واعدامهم في باب دار كل منهم وفعلا تم ذلك ..امر وزير التعليم بتوزيع تفسير القران لكل الطلاب بما فيهم المسيحيين وهاج المسيحييون وكسرو المدارس وضربو المدرسين عندما سمع صدام امر بتنحيه الوزير وسحب الكتاب من المدارس وهدات العاصفه الرئيس الذي يريد ان يحكم بسلام يجب عليه ان لا يفرق بين ابناء الوطن الواحد ةبهذا يعم السلام الجميع ..مقاله مفيده وفي الصميم


6 - شكرا أستاذ يوسف
سامي المصري ( 2010 / 1 / 16 - 07:23 )
الأستاذ يوسف العزيز
أشكرك جدا على تعليقك اللطيف، أسعدني مرورك واتفق معك في الرأي؛
تحياتي وشكرا

اخر الافلام

.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون


.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر




.. كل يوم - خالد أبو بكر: الغذاء ينفد والوقود يتضاءل -المجاعة س


.. المثلية الجنسية ما زالت من التابوهات في كرة القدم الألمانية




.. مظاهرات حاشدة في مدينة طرابلس اللبنانية دعماً للاجئين السوري