الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافات مرفوضة وثقافات منشودة (الحلقة الثالثة) عدم احترام التوقيتات والتعهدات

غازي الجبوري

2010 / 1 / 14
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



تتميز الشعوب المتقدمة والمتحضرة عن غيرها أنها أدركت أهمية الثقافات والقيم الايجابية البناءة ودورها في تقدم الأمم وازدهارها وكونها سمة من سمات المجتمعات الراقية ونقيضها من سمات المجتمعات المتخلفة ، فعملت على اجتثاث الثقافات والظواهر السلبية ونشر وترسيخ الثقافات والقيم الفاضلة والايجابية ، لذلك نراها قد جنت ثمار جهودها وأصبحت من الشعوب القوية اقتصاديا وعسكريا وتتمتع بحياة مرفهة في جميع مجالات الحياة .
أما الشعوب الأخرى فإنها تعاني التخلف في جميع المجالات أيضا ، لأنها لم تدرك بعد ما أدركته الأمم المتقدمة ولازالت تتسم بالثقافات والقيم والأخلاق والتقاليد والظواهر السلبية المرفوضة وفي مقدمتها الشعوب العربية والإسلامية لذلك نجدها في آخر قائمة الدول المتخلفة لعدم تمسكها بالقيم المثالية التي أمر بها الإسلام كما يجب ، ومن هذه الثقافات التي تبدو أنها من ابسطها واقلها أهمية هي "احترام التوقيتات والمواعيد والتعهدات" فعند تحديد أي توقيت أو موعد لعمل ما ، نجد أن معظم المعنيين بالأمر يتأخرون دون أسباب منطقية أو أعذار مشروعة وهذه ظاهرة سلبية جدا تسبب هدرا كبيرا للزمن ، ونفس الأمر يحصل عندما يعد احد بانجاز شيء لشخص ما خاصة إذا كان في موقع وظيفي كبير أو كان مرشحا للمجلس النيابية فانه يخلف وعده ولا يصدق في تنفيذ التزامه وتعهده سواء في موعد تنفيذ الالتزام أو في تنفيذ الالتزام نفسه مما يدل على عدم احترامهم للموعد وللمشاركين ولمن تعهدوا وعدم مصداقيتهم وهذا يعني عدم احترامهم لأنفسهم بسبب تخلفهم وجهلهم ، فعدم المصداقية من أسوء الثقافات السلبية لان المصداقية من أول واهم صفات الإنسان السوي والطبيعي ذو الأخلاق الرفيعة والقيم الفاضلة وبالنسبة للرجل خاصة تعد مقياسا لرجولته وشرفه.ولأهمية المصداقية والالتزام بالمواعيد والتعهدات فقد قال الله تعالى في سورة الصف الآية (3):{كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ }

إن هذه الممارسات تعكس مدى تخلف هؤلاء ومدى جهلهم بأهمية الزمن وبأهمية المصداقية في حياتنا بينما نجد أن التوقيتات والمواعيد ومصداقية التعهدات من الالتزامات المقدسة لدى الشعوب المتحضرة والمتقدمة فهي لاتفرط في ثانية واحدة وإذا تعهد احد بشيء التزم بتنفيذه في الوقت المحدد وعلى أكمل وجه ولذلك نجدها من أقوى دول العالم وأكثرها تقدما وتحضرا... فهل نحن فاعلون؟.













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الدولة ترسخ هذه الثقافة
علي حسين غلام ( 2010 / 1 / 14 - 11:37 )
ان الدولة ترسخ ثقافة عدم احترام الزمن والوقت من خلال سيطراتها العسكرية التي تجعل المواطن في طبور طويل يقف ساعات وساعات بحجة الأمن وجميع الأجراءات خداعة وغير مهنية وغير مدروسة والغاية الأساسية ايقاف الزمن وهدر الوقت وتسويف قضايا امنية بهذه الحجة الواهية ...وعيش وشوف

اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها