الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعلام حر

سعد الغالبي

2010 / 1 / 14
المجتمع المدني


في تلك الليلة ، عندما بدا العد التنازلي لنهاية بث (قناة الفيحاء الفضائية) في دولة الإمارات العربية ، كادت الدموع ، وأقصد دموعي أنا تسقط من محاجرها ، لا بل سقطت ، عندما إختفت الدقيقةالأخيرة من عداد الوقت الذي كان ملتصقاً بزاوية شاشة التلفاز، ولا أعلم عندها ما هو السبب لذلك الشعور الذي حصل ، شعور يشبه الحزن الذي اصابني حينها، والذي لا يشبهه اي حزن معنوي ، سوى صوت القارىء (علي الكعبي ) حين يردد آخرجملة متلعثمة من مقتل الأمام الحسين (ع) ممن كل عام .
ربما لأنني كنت اجد في قناة( الفيحاء )الملاذ الذي ألوذ به وأحتمي حين تتوالى وتتكاثر الطعنات في جسد العراق دون وجه حق يذكر ، لأجد عندها ما يسعفني من كلامات تشفي الم الجراح الذي ينتابني بين حين وحين .
أو لتلك الشجاعة الواثقة ، والتي لا اعلم من أين مصدرها ، تلك الشجاعة التي كنت منبهراً بها ، بحيث أجد المكان الذي أجلس فيه لم يكن ليسعني وأنا أشاهد برنامج ما على شاشتها .
أقر حين ينتابني الوهن في عزيمة الإستمرار لملاحقة اماكن الخلل الذي يصيب حياتنا بين فترة وأخرى ، فأنني اهرع مسرعاً الى برامج( الفيحاء) لأجد عندها الدواء والعلاج في وقت واحد ، ولما لا ، وهي التي تمتلك خيرة الأطباء اللذين يمارسون عملهم ، لا لشيء ، سوى انهم اطباء يؤدون واجبهم الإنساني .

وبشكل عام ،وحين يصر الإعلام الحر على تبني قضية ما ، وعندما تكون تلك القضية ، إنسانية بالمطلق ، لا تبغي من ورائها ، سوى ، أن تظهر إنسانية القضية ، فإن إعلام كهذا ينبغي للآخرين ان يقتدوا به ، ولكن يبدو ان الجميع كل يغني على ليلاه ، ولا يدري بـ ليلى الآخر .
الأرض والحكومات وكل المؤسسات الأخرى ، إنما وجدت لخدمة الإنسان ، فما بالك والإنسان يفقد حياته هنا وهناك ، والآخرين يشاهدون فيغضون الطرف ، أو يكتفوا بتصريح شجب لا يغني ولا يعني شيء لحياة من ذهبت حياتهم .
الفيحاء دائماً تقول ان اللذين ذهبت حياتهم لم يكن لهم ذنب سوى إنهم عراقيون ، يريدون العيش ببلدهم بسلام ولكن الآخرين من خارج الحدودلايريدون لهم العيش ، خشية أن يصيبهم التغيير الذي حصل في نفوس العراقيين وهم في أقسى حالات التعب يضحكون ويرددون ( الله كريم ) .
ومن هذا المبدأ ، هي (الفيحاء ) ، لذا قررت يوماً أن تخطو في طريق ، هي رسمت معالمه بوضوح ، معلنة عن نوع من التبني للقضايا التي تؤمن بها ، فقررت الخوض في غمارها .
كانت قضية المعتقلين في السجون السعودية ، هي القضية الأهم التي إحتضنتها الفيحاء ، لتعطي الدرس للآخرين ، بأن طريق الخلاص يبدأ بخطوة تحدي صادقة .
فبدأت الخطوة صغيرة ، إعلان صغير ، فأصبح نموذج للانسان الحر الذي سوف يعرف كيف يوصل صوته لكي يسترد حق له وفق الطرق المتحضرة لمجتمع يسير
في طريق التحضر .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جامعة كولومبيا: فض اعتصام الطلبة بالقوة واعتقال نحو 300 متظا


.. تقارير: الجنائية الدولية تدرس إصدار أوامر اعتقال بحق قادة من




.. ترحيل اللاجئين.. هل بدأت بريطانيا بتفعيل خطة رواندا؟ | #ملف_


.. Thailand: How online violence and Pegasus spyware is used to




.. التونسيون يتظاهرون لفلسطين في عيد العمال