الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى رئيس وزراء تركيا - رسالة كردية بالعربي

جان كورد

2004 / 6 / 27
القضية الكردية


سيادة رئيس وزراء تركيا رجب طيب آردوغان المحترم
بعد السلام –
كما تعلمون ياسيادة رئيس الوزراء التركي بأن الله تعالى خلق البشر شعوبا وقبائل ليتعارفوا فيما بينهم وأن من آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنة الناس وألوانهم، كما ورد في كتابه العزيز الذي تعترفون به وتقرّون به أيضا، حسب ما قرأناه وسمعناه عنكم ردحا من الزمن.

وقد كانت خطوة السماح باستعمال اللغة الكردية التي هي أيضا آية من آيات الخالق تعالى في محطات التلفزيون التركية خطوة مضحكة، بعد أن كانت حكوماتكم المتتالية منذ انهيار الدولة العثمانية تعاقب على ذلك بموجب قوانين قره قوشية غريبة تعلمون عنها ، وجئتم مرارا في أيام شبابكم إلى الكرد المسلمين في كوردستان وقلتم لهم: "نحن إخوة في الإسلام وضد سياسة الكماليين وإذا ما وصلنا إلى الحكم سنقضي على هذه التفرقة العرقية." وحسنا ما فعلتم حتى الآن - ولو كان ذلك من أجل أن يتم قبول بلادكم في الاسرة الأوربية - ولكن ألا ترونه تافها بالنسبة لما تطلبونه للأقلية التركية في قبرص أو في البلقان أو في قلب كوردستان الجنوبي في كركوك مثلا؟

هذا من جهة ...
ومن جهة أخرى تعلمون يا سيادة رئيس الوزراء التركي بأنكم بنجاحكم في الانتخابات العامة مدينون للشعب الكردي الذي يلعب لديه الشعور الديني دورا كبيرا، فيؤثركم على غيركم من الذين تشدقوا طويلا بالديموقراطية أو بالاشتراكية من أمثال سليمان ديميريل وبولند أجاويد وتانسو جيللر وغيرهم من الذين خانوا الكرد على الدوام بعد كل انتخاب، فهل وفيّتم بما عدتم به الكرد و(الولايات الشرقية) قبل الانتخابات، أم أنك ستدير لهم ظهرك أيضا، بحيث يختارون غيرك بعد الآن؟ طبعا أنت لاتريد سماع ذلك ونجاحك مرهون بمدى تأييد الكرد لنواب حزبك.
وكما تعلمون ياسيد أردوغان بأنك لن تسمح للزعيم الكردي المعتدل مسعود البارزاني أو شيخ السياسة الكردية جلال الطالباني بالتدّخل في شؤون تركيا والتحدّث عن سوء معاملة رجال الأمن والجندرمة وموّظفي الدولة الأتراك للأقلية الكردية الكبيرة حجما في مدينة استانبول (إسلامبول!!) أو في أنقرة، لأن لا أحد يسمح للأجانب بالتدخل في شؤون بلاده الداخلية، فكيف تسمح أنت لنفسك بالتدخل في شؤون دولة مجاورة كالعراق ، حيث البارزاني والطالباني يرسلان مندوبين عنهم ليتولّوا مهام على أعلى المستويات في بغداد؟ .. ولقد تعلمنا من ديننا المشترك بأن نعامل الناس كما أن نحب أن يعاملونا...

أنت تبدي هموما حول مصير الأقلية التركمانية في كركوك أكثر من دولة تركمانستان ذاتها، فهل أنت عنصري مثل آتاتورك وجنرالاته؟ وكيف ؟ ونحن نراك تؤكّد على أوروبيتك أمام العالم! ألن يضرهذا التعصب للتركمان في دولة خارج حدود الاتحاد الأوربي بسمعتك كرجل الحداثة في تركيا؟ ومن وكّلك بأن تصبح لهم محاميا وهم عراقيون يؤّكدون على عراقيتهم وعلى تركمانيتهم .؟ وفي الوقت الذي تعصف بالعراق حملات الإرهاب الدموية ويعمل بعضهم على اثارة الفتن العنصرية وتأليب الشعوب العراقية على بعضها تظل ساكنا تجاه ذلك كله وتحشر أنفك فقط في قضية كركوك بحيث تجعلها أم المشاكل التركية والخط الأحمر الذي يجب أن لايتجاوزه الكرد.. أم أن ما تقوله مجرّد رغوة وزبد انتخاباتي لأن بيشمركة كوردستان اقتحموا كركوك رغم كل تهديداتكم من قبل فلم تحرّكوا ساكنا؟ وهل يعني أنكم ستدخلون العراق بمجرّد خروج القوات الأمريكية أو مع انتقال السلطة إلى العراقيين؟...فهل أنت بسيط إلى هذه الدرجة ليورّطك في مشاكل خارجية هؤلاء الجنرالات الذين بدؤوا يخافون على مصالحهم وصلاحياتهم في التدخل في شؤون تركيا السياسية نتيجة ما تقومون به من إصلاحات مطلوبة ومرغوبة من كل الشعوب في تركيا.؟

أوّد أن أذكّرك يا سيادة رئيس الوزراء أردوغان بأن بلاد الترك الأصلية ليست قبرص ولا كركوك ولا استانبول ولا أنقره ولا شواطىء بحر إيجه، فهذه كلها بلاد استعمرتموها بحد السيف وبالاستيلاء والغصب، وهذا كلّه حرام كما تعلمون، وهي أراض كانت لليونان من قبل أن تشرعوا في حملاتكم الدموية وغزواتكم القبلية من شمال الصين، لتكتسحوا بلاد شعوب عديدة، تحرقون وتقتلون وتستحيون أعراض الناس وتذبحون الأطفال وتسرقون المواشي وتسبون النساء في طريقكم وأنتم تنتشرون في الأرض كالجراد.. في حين أن التاريخ يثبت بأن الكرد من هذه المنطقة وعاشوا فيها منذ الطوفان...وإذا كنتم تعتبرون ذلك الغزو التركي الهمجي فتوحات فكتب تاريخ البشرية تؤكّد على ما أقوله لك هنا.. فكيف تبدون قلقا حول كركوك ولماذا؟ أمن أجل الأقلية التركمانية حقا؟ أم من أجل البترول وخوفا من أن يستفيد منه الكرد فيتحولوا إلى قوّة ويحرروا الجزء الكبير من وطنهم الذي تستعمرونه اليوم؟ وبذلك تصبح تركيا دولة صغيرة بعد خلاص الكرد من ظلمكم التاريخي الأسود الذي فرضتموه عليهم بالحديد والنار وباستغلالكم إسم الدين الحنيف قرونا طويلة. أفلم يكن التركمان موجودين هناك في عهود سابقة أيضا؟ أولم يظلمهم صدام حسين وزبانيته المجرمون طوال حكم البعث الفاشي البائد؟ وكنتم مع ذلك تعقدون صفقات تجارية عظيمة معه والتركمان يئنون تحت سوط عذابه؟

وأخيرا – لتعلم يا سيادة الوزير أن أكبر خطأ تقترفونه في حياتكم السياسية هو سعيكم الدخول في الاتحاد الأوربي، لأن جنرالات آتاتورك لن يتمكّنوا حال دخول تركيا في هذا الاتحاد من منع الكرد عن تحقيق حلمهم القومي في الوحدة والحرية والاستقلال لأن صندوق الانتخاب في الاتحاد الأوربي سيكون الأساس في كل الأمور، وليس طائراتكم ودباباتكم وسياط التعذيب التي تشتهر بها بلادكم، وعندها ستضربون رأسكم بالحائط وتقولون:" لقد خسرنا نصف تركيا!" لذلك فلا داعي لتضييع الوقت بمسألة كركوك التي هي أمر عراقي داخلي بحت لاعلاقة لتركيا به ولا بعربه ولا بكرده ولا بتركمانه، فليس بينهم تركي واحد، فالتركمان غيرالترك، كما العرب وأبناء عمومتهم اليهود، وانما توجّه إلى شعوب تركيا من ترك وكرد وعرب وأقليات قومية ودينية متعددة، واعمل على حل مشاكلها بحيث تعيش مع بعضها في حرية وسلام وحسن جوار، قبل أن تصبح تركيا بلقانا جديدا، وأنا أعدك - كأي كردي آخر- بأن أرجو من سيادة مسعود البارزاني وسيادة جلال الطالباني ومن معهما من رجالات الكرد الساهرين على وحدة العراق وحرية العراق واستقلال العراق وسيادة العراق على أن لايتدخلوا في مسألة انتهاكات أجهزتكم الأمنية وموظفي دولتكم العنصريين لحقوق الأقلية الكردية في المدن التركية الكبرى وبخاصة استانبول وأنقره.
مع فائق الاحترام والتقدير
24/6/2004
أخوكم في الدين والإنسانية
جان كورد – مواطن في الاتحاد الأوربي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سفير إسرائيل بالأمم المتحدة: قرار واشنطن وقف بعض شحنات الأسل


.. بعد إعلان إسرائيل إعادة فتح معبر كرم أبو سالم.. الأمم المتحد




.. كاميرا العربية ترصد أوضاع النازحين في مخيم المواصي


.. مستوطنون يعتدون على مقر وكالة الأونروا في حي الشيخ جراح بالق




.. بعد فض اعتصامهم.. طلاب من جامعة السوربون يتظاهرون أمام مقر ب