الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس كل فكر عربي ((عفلقيا))

حسين محيي الدين

2010 / 1 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا تزال أطروحة الفكر القومي العربي واحدة من جملة الأطروحات الأساسية على الصعيد الفكري الذي لا يزال يحتفظ بالكثير من مبرراته على صعيد الواقع الشعبي . أكان ذلك في العراق أو في عالمنا العربي .ولكن حين تجري مناقشة الفكر العربي لا بد من أبعاده عن الفلك العفلقي سيئ الصيت في مجمل تفاصيله ونواياه . فالفكر العفلقي يحمل يافطة عربية وضعت عنوة للإساءة للفكر العربي الأصيل اختيرت بعناية فائقة ضد قضايا أمتنا المصيرية بكل أبعادها حيث أوقعت ضررا في واقع السلوك الأجتماعي والاقتصادي والسياسي وهذا ما يسمى بسياسة خلق الضد النوعي وهي سياسة استعمارية دأب عليها منضروا الحقبة الاستعمارية والأمثلة على ذلك كثيرة فالقاعدة مثلا والأحزاب الطائفية والدينية التي تدعوا إلى قيام دولة الفقيه أو الخلافة الإسلامية أساءت إلى الإسلام أكثر مما يسئ له أعدائه . وكما أن أحزاب شيوعيه كثيرة تأسست إبان الحرب الباردة أساءت الى الفكر الماركسي اللينيني أكثر مما أساءت إليه الامبريالية وأعداء حركات التحرر في العالم آنذاك والفكر القومي العربي كائن حي ينمو ويتطور حسب ظروف ومقتضيات خاصة تحددها طبيعة المراحل التاريخية التي تمر بها المجتمعات العربية . فعندما كان الاستعمار المباشر هو الواقع المعاش وسياسة فرق تسد هي السياسة التي ينتهجها كان الفكر القومي العربي سباقا لرفع شعار المرحلة ألا وهو شعار التحرر والوحدة وعندما أصبح التمايز الطبقي في منتصف القرن الماضي وتحالف رجال الدين والإقطاع وبقايا أعوان الاستعمار واحدة من مشاكل العراق والعالم العربي تبنى الفكر القومي العربي نهجا اشتراكيا علميا وعلمانيا يدعو الى ردم الهوة بين هذا التمايز ودحر مثل هكذا تحالفات . وما نشوء الأحزاب العربية ذات الاتجاه الفكري الاشتراكي كحركة الاشتراكيين العرب و الأحزاب العمالية العربية إلا استجابة لمتطلبات المرحلة. وبعد أكثر من ثلاثة عقود من حكم دكتاتوري بغيض وحروب دموية وحصار اقتصادي جائر مع نضوج في الوعي الشعبي نحو الحرية والديمقراطية بادر الفكر القومي العربي الى تبني مثل هذه المفاهيم كمطلب جماهيري آن أوانه واليوم حيث أن القوى الطائفية والدينية هي التي تتربع على عرش السلطة تحاول أن تعرقل أي مشروع يهدف الى القضاء على الفساد الإداري والمالي والسياسي وانجاز استقلال كامل وتحول نحو ديمقراطية حقيقية نجدها تحاول تهميش وإقصاء العديد من القوى التي ارتضت لنفسها أن تسير في مرحلة التحول الديمقراطي . ولا أدعي بأن من حاولت تهميشهم ليسوا من مخلفات العهد السابق إلا أن هذا التهميش سيطال في مراحل مقبلة كل القوى الوطنية العربية واليسارية التي يهمها وحدة العراق وتقدمة وازدهاره تحت شعارات مثل الاجتثاث أو معاداة التقسيم أو معاداة السامية أو الفارسية . إن معالجة أي نهج معادي إلى الديمقراطية لا يتم إلا بمزيد من الديمقراطية و بتوسيع اكبر لقاعدتها الجماهيرية لا بوضع المعرقلات.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية وبعد
الحارث السوري ( 2010 / 1 / 16 - 09:04 )
مقال جيد يا أخ حسين ولكن المهم التمييز بين الفكر القومي الشوفيني الذي مثله الفكر العفلقي والناصري وغيره الذي أنتج الديكتاتوريات العسكرية المدمرة التي خدمت المستعمرين والصهاينة وخصوصاً النظام الأسدي الفاشي المستمر حتى الاّن .... وأخيرا اّمل أن تعلم أن أول من طرح الفكر الإشتراكي العلمي ضمن الواقع الموضوعي للأمة العربية هم الشيوعيون العرب في سورية ولبنان ودفعوالثمن غالياً في سوريا ..إعدامات 1اّب 1975 في سجن القلعة بدمشق وبقاء عدد منهم ثلاثين عاماً في سجون حافظ أسد اّخرهم الثلاثةالأبطال الذين قضوا ثلاثين عاماً في السجن وعم : عماد شيحا - هيثم النعال - وفارس مراد الذي أخرج من السجن مكسور العمود الفقري وترك دون علاج يتعذب في شوارع دمشق حتى توفي منذ عامين .. وغيرهم العشرات شردوا في الخارج ...واضطهدوا أكثر بكثير من الإخوان المسلمين مع التعتيم الكامل حول قضيتهم من المعارضة المريضة قبل الأجهزة المعادية في الداخل والخارج .. مع احترامنا للإشتراكيين العرب فهم أصدقاؤنا ... مع الود


2 - شكرا
حسين محيي الدين ( 2010 / 1 / 16 - 12:49 )
أحيك ياأخي واحيي الشعب السوري الصامد بعربه وكرده وافلياته الاخرى وادعو كل اخواننا في حركة التحرر العربي ان يتجنبوا هذا النظام الفاشي الذي لا يقل عدوانية من نظام صدام حسين المقبور .فلقد عايشت معاناته ومعانات الرفاف السوريين في سجن عذرا من الشيوعيين ومن الرفاق الكرد كما عانيت منه شخصيا لايصدق البعض ان هذا النظام اكثر دموية من نظام صدام حسين وفي فترة اعتقالي في سجن عذرا قلت شيئا من الشعر ((نعم عذرا هي الموسوعة الكبرا ارادوها لنا شهرا فبشرهم بها دهرا هي الجلاد


3 - اعطيني مثلا واحدا
ابو نور ( 2010 / 1 / 16 - 15:39 )
حتى اصدق ما تقول اعطيني مثلا واحدا لاطرحا بل ممارسه


4 - الأخ حسين محيي الدين
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 1 / 17 - 16:46 )

للأسف الشديد أن الفكر القومي أرتبط بشخصيتين كان لهما صورة البطل في الضمير القومي وصورة السفاح في التفكير الوطني وهذه الشخصيات القومية التي تصرفت بدكتاتورية مقرفة وراء الويلات التي أحاقت بالشعوب العربية لعقود من السنين حيث أظهر الفكر القومي صورة بائسة للعدتاة الأجتماعية المطلوبة وبذلك فقد بريقه بسبب هؤلاء المجرمين الذين لا زالوا وراء المآسي التي تمر بها الشعوب العربية وعلينا أن لا ننسى ا، الفكر القومي أخطأ بضيق اتلأفق الذي أثبت أنه لا يصلح لقيادة دولة متعددة القوميات يضاف لذلك أن الرموز القومية لا تؤمن بالديمقراطية والتعددية وتمثل الفكر الشمولي المنحرف مما جعلها غير مقبولة جماهيريا وهذا مصير الأحزاب الأسلامية أيضا.

اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah