الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كارثة هايتي وضعف الموقف

علي جاسم

2010 / 1 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا يمكن لي انا اتحدث طويلاً وليس لدي كلمات استطيع ان اذكرها هنا ، فبعد عدة ايام من حدوث زلزال هايتي الذي يعد الاكبر منذ اكثر من قرنين ، تحدثت الى بعض الناس في بلدي الذي ينتمي بقوة الى الاسلام ويحرص على ممارسة طقوسه الدينية بشكل دقيق ودونما تأخر حتى لو كان ذلك على حساب العمل والوقت والصحة وهي حالة لا يمكن لأي شخص ان يتعارض معها طالما اننا ندعوا الى حرية الفرد في التعبير عن رأيه لكن شريطة عدم التعدي على حقوق الاخرين ، المهم اني لاحظت ان العديد من اخوتي المسلمين 100% يتحدثوا عن زلزال هايتي بالكثير من السخرية والشماتة وكانها دولة تعمل بالضد من الاسلام ، حيث يقول هؤلاء الاصدقاء "ان هذا الزلزال ناجم عن غضب الله على هذا الشعب " واتسائل هنا هل هايتي احتلت دولة عربية وهجرت شعبها وقتل ابنائها وشردتهم بين ارجاء العالم مثلما فعلت اسرائيل باخوتنا الفلسطينين؟ وهل هي الدولة الوحيدة التي ينتشر فيها الفساد الاخلاقي ؟ وهل سكان هايتي يعبدون الاصنام والابقار والقوارض مثلما تفعل بعض الدول الكبرى؟ تساؤولات كثيرة كنت اتمنى ان اطرحها على اخوتي في العراق الذين اصبحوا لا يملكون قضية اتجاه الاخر ولا يهمهم سوى التفكير بمشاكلهم الحياتية واليومية ولا ينظرون للامور العامة وفق مقايس موضوعية واخلاقية متجردة من تبعات السلطة الدينية ، انا لا ادعوا هنا الى الابتعاد عن المضمون الديني ، لكن ييفترض بنا اذا تمسكنا بديننا ان نتمسك بمبادئه ايضاًَ واهمها مشاركة الاخرين احزانهم وافارحهم ، واذا كان الشعب العراق لا يملك شيء يساعد به الشعب الهايتي مثلما فعلت الدول الغربية التي لا تنتمي للاسلم من خلال تقديم مساعدات مالية وغذائية وصحية طارئة الى هذا الشعب المبتلى بهذه المصيبة ، فان الكلمة الطيبة صدقة كما يقول النبي محمد "ص" فلماذا لانسمع كلمة طيبة بحق هذا الشعب المسكين بدلاً من نعتهم بغضب الله وهل نحن اسوياء حتى نستطيع ان نقييم غضب الله؟.
للاسف الشديد اثبتت الشعوب العربية مرة اخرى ومعها العراق ضعف تعاملها مع القيم الانسانية والاخلاقية لاسيما فيما يتعلق بالكوارث الطبيعية الناجمة عن تغييرات مناخية او تضاريسية على عكس الدول الاخرى التي تتحرك وفق اسس اخلاقية وانسانية مما يسقط التهمة الكبيرة التي نطلقها دائماً بسبب ضعفنا وعجزنا عن مواكبة العالم المتقدم هذه الكذبة تقول " ان الغرب ينجذب نحو المصالح والثروات ويفتش عنها اينما وجدت " فلماذا اذاً تتنافس الدول الغربية فيما بينها من اجل تقديم المساعدات الى الشعب الهايتي بالرغم من انه افقر شعوب العالم وليس لديه اي ثروات او حقول نفطية ؟ وماذا قدمت الدول العربية لجاليتها الموجودة في هذه الدولة المنكوبة؟ اتنمى ان يجيبني احد ولكن بصدق وامانة...









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حواب
حمورابي ( 2010 / 1 / 17 - 09:43 )
اخي علي لا احد سيجيبك سوى قولهم هؤلاء كفار لا يجوز مساعدتهم .تحياتي


2 - الى الوراء
عماد ( 2010 / 1 / 17 - 18:30 )
هؤلاء كفار لا يجوز مساعدتهم . يا سيدى هذه هى تعاليم شيوخ الاسلام
من اين استمدوها ؟؟؟؟؟؟؟

اخر الافلام

.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية


.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟




.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي




.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ