الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة إتحاد كتاب المغرب

عمر الفاتحي

2010 / 1 / 18
المجتمع المدني


قيل الكثير وكتب الكثير عن أزمة أنحاد كتاب المغرب ، البعض ردها إلى غياب
الديمقراطية الداخلية وإستفراد أعضاء قليلين بالقرار داخل الأجهزة المقررة وآخرون
وهم الأغلبية ، فسروا هذه الأزمة التي تهدد وجود الاتحاد نفسه ، في كونها راجعة
إلى سوء توزيع ً المكاسب والمغانم ً التي توفرها العضوية ، والتي تبدأ من السعي إلى
الحصول على مناصب بالمؤسسات الثقافية والفنية الرسمية والاعلامية ، وتنتهي
بالصر اع حول تمثلية الاتحاد في كل التظاهرات الثقافية خارج المغرب ، بما فيها حتى
ً الحضور المرئي ً قي القنوات التلفزية ، المغربية والعربية والاجنبية ، وهو مادفع ببعض
الأعضاء إلى تسمية الاتحاد بً وكالة أسفار ً !
إتحاد كتاب المغرب ،كجمعية ثقافية وفنية ، أسس في آواخر الستينات من القرن الماضي
بمبادرة خاصة لمجموعة من المثقفين ً تمثلً تقريبا كل ألوان الطيف السياسي في المغرب
مع هيمنة لليسار الذي كانت اغلب قيادته خلال سنوات الرصاص – 1963 – 1989 ، إما مغيبة في السجون أو حتى تعيش في المنفى. وهي مرحلة كانت الدولة في عهد الملك
الراحل الحسن الثاني ، تهمش الاتحاد وتتعامل معه كأفراد وليس كتنظيم ثقافي لاعتبارات
سياسية وأمنية .ولم يتم الاعتراف به كجمعية ذات نفع عام تحظى بدعم الدولة إلا في آواخر
حياة الملك الحسن الثاني ، بعد إطلاق ما يسمى بالسلسل الديمقراطي وتطبيع العلاقات
مع كل مكونات اليسار في المغرب ، وهو ما كان له آثره الايجابي في تعامل القصر
مع إتحاد المغرب ، حيث تم تعيين مجموعة من ً قيادييه ً في مناصب ثقافية وفنية بكل
المؤسسات الرسمية بمها فيها بطبيعة الحال وزارة الشؤون الثقافية، تعيينات لاتتم في غالب
الأحيان إلا بتغطية سياسية ، لجزب مشارك في الحكومة ، خاصة حكومة التناوب التوافقي الأولى والثانية ، وهي المعادلة التي لازالت قائمة إلى الآن : رضاء القصر + تغطية
سياسية = منصب لمؤسسات ثقافية أو فنية أو إعلامية !
هذه التعيينات ساهمت في تأجيج الصراع بين أعضاء الأجهزة المقررة داخل الاتحاد
لكون البعض يعتبر نفسه مغبونا لم يحظى بالرعاية والاهتمام من طرف المؤسسات الرسمية
للدولة ، في حين هناك ً مثقفين ً أعضاء في الاتحاد ، لهم أكثر من مهمة رسمية ، يتقاضون عتها أجورا وتعويضات ، وهم أشبه بالموظفين الأشباح ، تفتقد إليهم المكاتب المفروض
أنهم يشتغلون بها يوميا !
إتحاد كتاب المغرب اليوم في حاجة إلى القطع مع ممارسات تهدد وجوده وكيانه كمؤسسة
ثقافية ساهمت في النهوض بالثقافة المغربية ، طيلة عقود ، وإعادة النظر في طريقة
إشتغال كل أجهزته المقررة وتغليب الثقافي على الحزبي الشوفيني في تصريف أموره .
الذي لايجب أن يكون المعيار الوحيد في تحمل المسؤولية داخل أجهزته التنفيذية .
مأساة إتحاد كتاب المغرب اليوم ، أنه عاجز كأجهزة عن إستيعاب التحولات الحاصلة
في المجتمع المغربي ، فزمن النخبة أصبح لامعنى له أمام النشر الالكتروني وما يقدمه
من فضاءات ومساحات ،حيث لامكان للزبونية والمحسوبية والرفاقية والحزبية في تمرير
هذه المادة أو حجب أخرى ، كما أن الانتماء للاتحاد لم يعد شرطا للابداع للحصول على بطاقة كاتب أو فنان ، كما أن عقلية ً البيرو بولتيك َ في التسيير على النمط السوفياتي
سابقا ، أصبحت متجاوزة!
لقد سمعنا وقرأنا مؤخرا ، عن المساعي التي يقوم بها وزير الثقافة الجديد السيد بنسالم
حميش لرأب الصدع ، داخل الاتحاد ، والتي تعتبرها غالبية الأعضاء مجرد ً مسكنات ً
فالمطلوب هو عقد مؤتمر إستثنائي ، يعيد النظر في القانون الأساسي المنطم للاتحاد
بشكل يضع حدا للاستفراد بالقرارات داخله ، ويضع حدا لبعض التجازوات التي أضرت
بسمعته ،داخل المغرب وخارجه .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 


.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال




.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني


.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط




.. خالد أبو بكر يرد على مقال بـ -فورين بوليسي-يتهم مصر بالتضييق