الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدكتور عدنان الطوباسي والدكتور صالح الحربي يدعون إلى دراسة معمقة لظاهرة السلوك العدواني لدى الأطفال

راوية رياض الصمادي

2010 / 1 / 18
التربية والتعليم والبحث العلمي


أصبح السلوك العدواني والعنف لدى الأطفال منتشراً في أغلب المجتمعات لأسباب عديدة منها وسائل الإعلام التي تسهم بنشر الجريمة إضافة إلى غياب التربية الصحيحة لدى كثير من الأسر وفي المدارس وفقدان الضبط والرقابة على الأطفال لإنعدام الصلة بين المؤسسة التربوية وأولياء الأمور.

ويؤكد الدكتور عدنان الطوباسي استاذ علم نفس المراهق أنه يمكن تعريف السلوك العدواني أو العنف بأنه استجابة سلوكية انفعالية قد تنطوي على انخفاض في مستوى البصيرة والتفكير وغالباً ما يسلك البعض السلوك العدواني عندما يعاني ضغوطاً جسدية أو معنوية فيلجأ لتأكيد الذات من خلال ممارسة القوة أو الإكراه ضد الغير.ومن خلال هذا التحقيق نستعرض مظاهر السلوك العدواني في المدارس وكيفية التغلب على هذا السلوك بالإضافة إلى بعض التساؤلات المهمة التي أجاب عليها عدد من المختصين..

وأضاف د. عدنان أن للعدوان اسباب متعددة منها تعرض الطفل الى العدوان بالاضافة الى وجود محيط اجتماعي وثقافي يساعد على هذا السلوك ..كذلك يشكل الاحباط لدى الفرد احد اسباب العدوان كما تلعب وسائل الاعلام دورا في ذلك فقد اظهرت كثير من الدراسات ان مشاهدة الطفل لنماذج من السلوك العدواني على شاشات التلفزيوني يمكن ان تساهم وتوثر في السلوك العدواني لدى الاطفال واثارة العنف والاتجاهات السلبية لديهم وهذا من شانه ان يترك الاثار السلبية والاضطراب في التكيف وفي العلاقات مع الاخرين ..ومن هنا فلا بد ان يدرك الاهل ان المعاملة القاسية ووضع الضوابط والقواعد الصارمة التي تحد من حرية الطفل من شانها ان تعمل على ظهور السلوك العدواني لدى الاطفال كما ان القمع والتسلط تؤدي الى ظهور السلوك العدواني عند الطفل .

أما عن الدفاع عن الذات يشير في البداية الدكتور صالح بن سليمان الحربي استشاري طب الأسرة أن الدراسات تشير إلى أن 33% من الأطفال الذين تتم دراسة حالاتهم يظهرون سلوكاً عدوانياً أو غير منضبط، ومن الواضح أن نمط السلوك الذي يتضمن العدوان والعنف على نحو مستمر مضيفاً إلى أن هنالك أنواعا من العنف والعدوان يمكن أن يلحظ لدى الأطفال مثل العدوان الناتج عن الاستفزاز، حيث يستجيب الطفل في الدفاع عن الذات ضد التصرفات العدوانية لأقرانه، أما النوع الثاني فهو العدوان غير الناتج عن الاستقرار، حيث يقوم الطفل بالتشاجر بشكل مستمر لكي يسيطر على أقرانه.

ويفسر الدكتور الحربي هذه الظاهرة وأسبابها ويقول: إن هنالك نظريات متعددة حول أسباب العنف والعدوان لدى الأطفال، فالبعض يعتقد أن هناك غريزة عامة لدى الإنسان بينما يرى آخرون أن الأطفال يتعلمون الكثير من العادات العدوانية عن طريق ملاحظة نماذج سلوك الآباء والإخوة والرفاق وغيرهم، وكما يبدو أيضاً أن العنف يزيد احتمال تعلمه عندما يكافأ الأطفال لقيامهم بتصرفات عدوانية، وذلك يحصلون على ما يريدون أو يجذبون انتباه الآباء.

فيما يرى الدكتور الصالح أن سلوك العنف لدى الأطفال يتأثر كثيراً بطبيعة التعامل مع المعلمين، ومن ذلك غياب القدوة الحسنة من المعلمين وعدم الاهتمام بمشكلات التلاميذ وغياب التوجيه والإرشاد وضعف الثقة بين الطفل والمعلم وممارسة اللوم المستمر من قبل المعلمين وضعف اللوائح المدرسية وعدم كفاية الأنشطة المدرسية وزيادة كثافة الفصول الدراسية، كل ذلك ربما يكون دافعاً إلى السلوك العدواني وممارسة العنف لدى الأطفال، ومشيراً إلى أن هناك سلوكيات عنف متعدد يمارسها الطلاب في المدارس منها التلفظ السيئ على المدرسين وكذلك التهكم والسخرية منهم وتعطيل المدرسين عن الشرح، ورفض الخضوع للسلطة المدرسية، كما أن السلوك العدواني ربما يوجه نحو إتلاف أثاث المدرسة أو إتلاف أدوات النشاط المدرسي أو التمرد على الواقع التعليمي أو إحداث شغب بين الحصص المدرسية أو تشويه جدران المدرسة.
وبيّن الحربي أن المؤسسات التي تلعب دوراً هاماً في اكتساب سلوك العنف لدى أبنائهم هي (الأسرة) والتي تعتبر الأهم في تعليم سلوك العنف يليها في المرتبة الثانية (وسائل الإعلام) بجميع أشكالها من حيث تأثيرها في اكتساب الأطفال سلوك العنف. وتتفق هذه النتيجة مع نتائج كثير من الدراسات مع آراء عامة الناس الذين يرون أن الترويج المتسم بالعنف يؤدي إلى اكتساب بعض الأشخاص لسلوك العنف، وكما تشير نتائج الدراسات المختلفة إلى أن مشاهدة برامج التلفزيون التي تتسم بالعنف يصاحبها رغبة الأطفال في استخدام العنف والنظر إليه على اعتبار أنه الحل الفعال للصراع وقد تبين من المقابلات المتعمقة التي تم اجراؤها مع آباء الأطفال أن أقل من ربع هؤلاء الآباء (,231%) لا يستخدمون العنف مع أطفالهم أي لا يستخدمون العقاب البدني (الضرب) أما باقي الآباء فيستخدمون العنف مع أطفالهم وبسؤال هؤلاء الآباء عن أسباب استخدامهم للعنف مع أطفالهم أجاب (,214) بأن ضغط العمل يعتبر أهم سبب لاستخدام العنف وذكر (,179%) بأن استخدام العنف يرجع إلى الالتزامات الأسرية، أما (,154%) فذكروا أن عدم الطاعة هو السبب، أما الباقي من الآباء فذكروا أن استخدامهم للعنف يرجع إلى أسباب أخرى مثل "ضعف التحصيل الدراسي (,77%) وعدم اعتماد الطفل على نفسه (6%) وعدم تحمل الطفل للمسؤولية ,51% وأسباب أخرى (,34%)".


ويشير الطوباسي أن الحرمان العاطفي والمادي من قبل الأبوين ينعكس على بعض الطلاب سواء على نفسياتهم أو مسيرتهم التعليمية، وهذا يجعلهم يصدرون بعض الخلافات مع بعض أقرانهم من الطلاب، أضف إلى ذلك أن ضعف أماكن الأنشطة لتفريغ الجهد داخل المدرسة ومشاهدة أفلام العنف الكرتونية أو التلفازية تعزّز من ظاهرة العنف لدى الأطفال وقد تجعله متأصلاً فيهم زيادة على حب تقليد الأقران.


ويقترح الطوباسي بعض الحلول المقترحة للتقليل من ظاهرة العنف لدى الأطفال، بل اجتثاثها وذلك ببيان رأي الشريعة الإسلامية في العنف وإبراز القدوة الحسنة في سيرة السلف الصالحين وتوعية الوالدين بأهمية القرب من أبنائهما لتوجيههم الوجهة السليمة وكيفية احترام الآخرين وتوجيه الطلاب الذين لديهم سلوك عدواني من خلال نصحهم ووضع جلسات لهم ومحاولة احتوائهم شيئاً فشيئاً حتى يتخلوا عن هذا السلوك ويصبحوا طلاباً أسوياء. إن أهمية قيام المرشد الطلابي في علاج الطلاب الذين يبدر منهم هذا السلوك لا يمكن أن نتجاهله فالمرشد دوره كبير في معرفة وكشف من لديهم مثل هذا السلوك ووضع الحلول له وتعديل سلوكه من الأسوأ للأحسن وهذا بلا شك سيحد من انتشار هذه الظاهرة.

أن للمدرسة والأسرة دوراً كبيراً في تعديل سلوك الطلاب من خلال اكتشافه في بداياته وتعديله، وهذا يسهم في الحد من انتشار هذه الظاهرة التي إذا تفشت بين أبنائنا الطلاب فإن عواقبها قد تكون وخيمة لذلك لابد أن يكون التعاون بين الأسرة والمدرسة قوياً ومتيناً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جهود مصرية لتحقيق الهدنة ووقف التصعيد في رفح الفلسطينية | #م


.. فصائل فلسطينية تؤكد رفضها لفرض أي وصاية على معبر رفح




.. دمار واسع في أغلب مدن غزة بعد 7 أشهر من الحرب


.. مخصصة لغوث أهالي غزة.. إبحار سفينة تركية قطرية من ميناء مرسي




.. الجيش الإسرائيلي يستهدف الطوابق العلوية للمباني السكنية بمدي