الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جميلات الجزائر

أحميدة عياشي

2010 / 1 / 19
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


جميلات الجزائر

1- هل يمكن أن تكون جزائر قوية، مقاومة وجميلة بدون نساء؟! دائما كان قدر الجزائر التي ترفض الصمت والانصياع مع المرأة، مصدر الحب وشعلة التقدم باتجاه الأمام•• فمنذ أسابيع ارتفع صوت جميلة بوحيرد، وكان صوتها صادما للجميع عندما قالت أنها رفضت عروض عدد من الخيرين من العرب للوقوف إلى جانبها من أجل العلاج••
اختارت الصحافة لتقول ما يصعب على المرء توقعه•• أجل كيف تصل هذه المناضلة العتيدة أن تستنجد بالمواطن المغمور ليساعدها••؟! كانت رسالتها قوية وجذرية وهذا ما جعل الدولة تتحرك وتقف إلى جانب جميلتنا من أجل أن تعالج•• شكرا جميلة•••
2- مريم مهدي لازالت صامدة تجاوزت الشهر بأسبوع في إضرابها عن الطعام اختارت المخاطرة بحياتها وجعلت من عنادها الكبير سلاحا للدفاع عن شرفها وكرامتها كعاملة أمام طغيان الشركة التي تعمل فيها•• ماذا لو فقدت مريم مهدي حياتها؟؟ سيكون صوتها لا قدر الله، عارنا جميعا وسيلاحقنا فقدانها كاللعنة، لأننا صمتنا ولم نتحرك ولم ترتفع أصواتنا من أجل إنقاذ حياة مريم مهدي، التي اختارت طريقا هو طريق الانتصار للكرامة أو الموت•
3- ريحانة، ها هي جميلة أخرى في زمن آخر اختارت الفن سلاحها من أجل الدفاع عن الحرية والقيم الجميلة، تعرضت مؤخرا إلى اعتداء من طرف متطرفين في فرنسا، ذنبها، أنها راحت تقول الأشياء الذي نخجل من الحديث عنها بصوت عالٍ وشجاع•• أعرف جيدا أن ريحانة ليست من ذلك النوع الذي يرعبهم الترويع، ولا من ذلك النوع الذي يرمي بالمنشفة أمام أول تحدٍ•• ريحانة عنيدة مثل جميلة بوحيرد، مثل مريم مهدي•• وينبع عنادها من كرمها، وقدرتها على العطاء وإيمانها برسالتها كفنانة وممثلة، يوم تعرّفت عليها لم تكن ريحانة وجها فنيا بارزا، كانت في سنواتها أو شهورها الأولى في التمثيل كان ذلك في بداية الثمانينيات، كنت في ذلك الوقت آخذ دروسا في المركز الثقافي بالعاصمة على يد فنان قدير، هو أحمد بن عيسى•• وكانت ريحانة في المجموعة•• وقد طلب منا أحمد بن عيسى، أن يتطوع إثنان ليرتجلا وذلك بدون كلام، كان التمرين على الأداء الجسدي•• وبالرغم أننا لم نكن نتعارف بصورة جيدة، تطوعت وتطوعت ريحانة التي كنا نسميها نينا•• ارتجلنا دورا تجاوز العشرين دقيقة•• مثلت المجنونة، ومثلت الفنان البوهيمي الفنانة التائه، اكتشفنا كلانا طاقة جميلة وخلاقة ومفاجئة بداخله•• صفق لنا زملاءنا، ومنذ ذلك الحين أصبحنا صديقين•• انتقلت بعدها إلى المسرح السياسي مع قدور البلاندي وانتقلت هي إلى مسرح بجاية بعد ذلك، مع الراحل عبد المالك بوقرموح، ولقد تألقت في مسرحية حزام الغولة التي كتب نصها عمر فطموش وأخرجها الراحل عبد المالك بوقرموح•• في بداية التسعينيات انتقلت ريحانة إلى تونس وخاضت تجاربا مسرحية أخرى، ولقد مثلت في مسرحية لكاتب ياسين، وهي الجثة المطوقة •• ثم قادتها الأقدار إلى فرنسا•• ولم أعد أراها•• ولم أعد أسمع عنها الكثير•• وها هي تعود من خلال مسرحيتها الأخيرة التي عرّضتها لاعتداء من طرف راديكاليين لا يحبون الفن، ولا يحبون الجمال، ولا يحبون الحياة•••
4- منذ أيام جددت دليلة وهي ممثلة بمسرح سيدي بلعباس، تحصلت على جائزة أحسن أداء نسائي في المهرجان الوطني للمسرح المحترف لعام 2009، فسألتني إن كنت فكرت، أو باشرت في نص جديد لها•• قالت، أنها ستبقى تنظر وعدي لها بإنجاز النص•• لأنها تريد أن تفجر كل ما في أعماقها وتريد أن تتجاوز نفسها في هذا المونولوغ القادم•• أفرحني تصميمها وأبهجتني تلك الإرادة التي في أعماقها•• ربما سأكتب لها حكاية مريم وجميلة وريحانة حتى تقول هذه الجزائر الجميلة من خلالهن••
أحميدة عياشي
مدير عام صحيفة الجزائرنيوز









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تؤثر وسائل التواصل على نظرة الشباب لتكاليف الزواج؟


.. الصحفية غدير الشرعبي




.. لوحة كوزيت


.. شاعرة كردية الحرية تولد الإبداع




.. اطفال غزة يحلمون بالعودة إلى ديارهم