الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سبحان الحاكم العربي العظيم ! !

علي جديد

2010 / 1 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قم للحاكم العربي وفه التبجيلا .. كاد الحاكم العربي أن يكون إلها .. كيف لا وألقابه أكثر من أسماء الله الحسنى .. وهو في دولته علي كل شيء قدير .. يحيي و يميت .. ويظلم و يعفو .. و يرزق من يشاء بغير حساب .. وهو بكل شيء عليم ويدرك الأبصار و لا تدركه الأبصار بفضل عيونه المبتوتة في كل مكان .. وما من مواطن في دولته إلا وعلى الحاكم العربي قهره و إدلاله .. لا نفرق بين أحد من الزعماء العرب إلا في مدى قسوته و استماتته في إعلاء كلمة العروبة و التعريب .. و يبدو أن البيئة العربية لا يمكن إلا أن تنجب رموز الطغيان و الديكتاتورية على مر العصور ..

فيزيد بن معاوية ٬ ثاني خلفاء بني أمية ٬ في عهده ارتكبت أبشع الجرائم في التاريخ العربي الإسلامي و التي تخجل أسرائيل من ذكرها .. وهو الذي قال فيه ابن الحوزية أنه " رجل حكم ثلات سنين : قتل في الأولى الحسين بن علي ٬ و في الثانية أرعب المدينة و أباحها لجيشه ٬ وفي السنة الثالثة ضرب بيت الله بالمنجنيق " .. و قتل الكثير من أهلها و هتك الأعراض و سلب الأموال. و باختصار شديد نور هنا ما قاله عنه المسعودي في كتابه "مروج الذهب" : " سيرته سيرة فرعون٬ بل كان فرعون أعدل منه في رعيته و أنصف منه لخاصيته " ..

وفي نفس المكان تقريبا مر الحجاج بن يوسف كالطوفا ن.. وعامل الإنسان كالحيوان.. و كان من الواضحين ولم يكن من المنافقين في كلمته المشهورة للعراقيين في أحد جوامع العراق : " يا أهل العراق .. و الله إني أرى رؤوسا قد أينعت وقد حان قطافها و إني لصاحبها " .. ووعدهم بأنه سيسيل الدم بين "العمائم و اللحى " .. فصدق الرجل وعده وكان من الجبارين فقتل المنشقين .. و أثنى على الأعيان و أغدق على المقربين مثل ما كان السلف "الصالح" يفعلون .. أما الخليفة المنصور مؤسس الدولة العباسية فكان يذبح معارضيه ثم يجلس فوقهم لتناول الطعام معتبرا رائحة جثتهم المتعفنة أحلى من عبق المسك و العنبر .. وكأن ذلك لا يكفي فتبعهم صدام .. فأذاق العراقيين القيامة في الدنيا قبل الآخرة . . و أفنى الزرع و الضرع .. وجلب لهم المصائب .. وسبب لهم الكوارث و الأحزان .. فالسيف و الكيماوي و المقابر الجماعية و "القرطاص " يعرفه .. تعددت أساليب القمع والقتل و التعريب و الهدف واحد : نشر سموم القومية العربية في كل مكان تحت شعار الإقصائيين الخالد : " أمة واحدة ذات رسالة واحدة خالدة " .. فكان للأكراد حصة الأسد٬ عفوا حصة صدام ٬ من وحشيته حيث قتل منهم بالكيماوي٬ المحرم دوليا وليس عربيا٬ 182 ألف 1988 لا لذنب اقترفوه سوى أنهم رفضون أن ينتسبوا إلى أمية ابن خلف "دار المجد و الشرف "..
أما" البشير" فرعون السودان ٬ مكتشف عقوبة "البنطالون" ٬ فرحمته و سعت كل شيء يشتم فيه رائحة العروبة غير المغضوب عليهم من الدارفوريين الذين يطلق عليهم زبانيته ترميهم بحجارة من رصاص ترسل معظمهم إلى المقابر الجماعية و بعضهم إلى مخيمات لا يسمعون فيها إلا أزيز الرصاص و أنين المرضي و المصابين يطوف عليهم فيها ولدان الجنجويد لا تعرف قلوبهم رحمة ولا شفقة .. والبشير ومن معه في عيشة راضية لا خوف عليهم ولا هم يحزنون لأن "الإخوة " العربان لقوانين محكمة الجنايات الدولية معارضون .. وليس حبا في سواد أعين البشير و لكن لأنهم سواسي كأسنان المشط في الأبارتايد و الظلم . . فتسمعه كسائر العرب أو معظمهم على الأقل يتكلم عن التسامح و فضائل الإسلام كأنه سيموت غدا٬ و يقبل على الشطط في استعمال السلطة كأنه سيعيش أبدا ..
ولا تحسبن الذين يعيشون في سوريا أحياء بل أمواتا عند "أسدهم" يعانون ألوانا من الإنتهاكات اللا إنسانية مما لا يشتهون.. أعدت للذين هم مع البعثية مختلفون .. كيف لا وهم تحت رحمة حكام يجهرون بايمانهم العميق بكون الأمة العربية "خير أمة أخرجت للناس" و بالشعب العربي الأبي " شعب الله المختار " ٬ و بفضله على من في الأرض جميعا .. و باللغة العربية "المقدسة " التي ليس كمثلها شيء .. من عصاها فقد عصى الله ومن كفر بها فقد كفر به ٬ وبالعرب كما يعتقدون ٬ و حتى الوالدين إن جاهداك على أن تشرك بها لغة أخرى فلا تطعهما فتكونن من المبعدين أو يرمى بك وراء قضبان عرين "الأسد " إلى يوم يبعثون ..

و بصاحب "الكتاب الأخضر " القدافي فلا تتق .. و اسأل صاحب "الكتاب الأسود" الأمازيغي الليبي سعيد سيفاو الحروق يخبرك اليقينا .. ومن لا يستحي يفعل ما يشاء .. فقد كان يمول ا الإرهاب العالمي و الحركات الإنفصالية بما فيهم خصوم المغرب .. وفي عهذه قتل 1200 في ليلة واحدة في أحد سجون ليبيا المحتلة .. إلا أن النهاية المأساوية و المخزية لنظيره مصاص دماء الشيعة و الأكراد لقنته درسا لن ينساه أبدا.. فحفظ التلميذ الدرس وكان من الناجحين .. فقد قالت أمريكا للحكام العرب اسجدوا فسجدوا إلا صدام فكان من الخاسرين .. فاستعاد القدافي بالله من غضد أمريكا .. و سلم كل ما يملك من الأسلحة "النووية" و حتى سكاكين المطابخ .. وانقلب على العرب و الإرهابيين .. وأقسم أنه لن يك غبيا .. وعوض ضحايا لوكربي بأموال الفقراء الليبيين ودعى إلى قيام دولة إسراطين على أرض فلسطين .. و أقام الثمثال لضحية العنتريات العربية "صدام حسين " ليتذكر ما ينتظره إن هو خالف و عده لأمريكا٬ لأن الذكرى تنفع المؤمنين بقدرة أمريكا على تغيير الحكام المارقين .. لهذا يخر لها الجبابرة صاغرين .. فحذر الثيران في المؤتمرات العربية بأنهم سوف يؤكلون يوم أكل صدام " الأبيض .. وأسدى لهم النصح .. وأشهد الله أنه قد بلغ .. ومن لم يتعض بعد ذلك فقد ظلم نفسه .. فغفرت له أمريكا ما تقدم من ذنبه و ما تأخر .. وسكت عن الكلام كأنه من " ٱل الصباح " ..

هذا غيض من فيض من قصص قادة العرب من العراق و سوريا مرورا بليبيا و السودان.. أحلوا ما حرم الله و حرموا ما أحل .. واستغلوا خيرات البلاد و استعبدوا العباد .. و أجازوا اغتصاب نسوان أصحاب الصلبان و السكان الأصليين .. إن هذا ليس في صحف إبراهيم و موسى و انجيل عيسى و قران محمد(ص) .. ولا في حكمة اليونان وفلسفة الالمان و قوانينا الميريكان و لا إزرفان إيمازيغن .. بل في كتب الإخوان المتأسلمين و القوميين العروبيين أتباع قستنطين و بلادن تحت مظلة ماملكت الأيمان .. قصص يندى لها جبين كل إنسان في القرن الواحد والعشرين .. زمن العرفان و حقوق الإنسان و حتى الحيوان .. قصص حكام العربان من سالف العصر و الأوان إلى الآن .. و منهم من لم نقصص عليك من البلدان العربية الملتزمة بالنفاق و الشقاق و الإستبداد لأنهم يطبقون قولة كرومويل الشهيرة : " أعرف أن تسعة من أصل عشرة يكرهونني ، ولكن ما أهمية ذلك إذا كان العاشر وحده مسلحا؟ "..











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - البقية
اريفي ( 2010 / 1 / 20 - 10:37 )
كم تمنيت أن أسمع ما لم تروه عنا من قصص الاخرين الذين لم تقصص علينا. فمنهم من قضى نحبه ومنهم مكن ينتظر. تحياتي لك.


2 - لايتبدلون
الزيادي ( 2010 / 1 / 20 - 10:45 )
الجديد في مقالتك يا جديد طريقة صياغتك للموضوع .أما الطغات فالكل يعرف بوجودهم و نتمنى لهم توبة نصوحا بادن الله.


3 - ابتلينا بهم
هند ( 2010 / 1 / 20 - 10:52 )
حكامنا يا أخي لا يوجد مثلهم في مكان اخر على الارض.قد يتغيروا ولكن عندما تشرق الشمس من الغرب . الولد سر أبيه فحتى الاخوان المسلمين في مصر لا يضايقهم دخول جمال مبارك في الانتخابات أليست هذه مهزلة .الاسلام و السياسة هنيئا لهذا الزواج السعيد . على من يضحك الاخوان . شكرا وتحية للكاتب.


4 - عصر الجاهلية
أمغناس ( 2010 / 1 / 20 - 10:58 )

كثرت الالهة حتى لم نعد نعرف من نعبد أ إله السماء أم الهة الأرض.محمد (ص) حطم اللت و العزة ومناف فمن سيحطم الهة العرب الادميين. فهل من بوش جديد يا جديد.


5 - هم كذلك
بنت الاطلس ( 2010 / 1 / 20 - 11:04 )
مقالة شيقة ليتها فضحت المستور .من صنع الطغاة أليس فقهاء السلطة الذين يزكونهم 5 مرات في اليوم. فمن نلوم المستبدون أم رجال الدين .تنمرت أكما.


6 - ما تتغير
محسن من سوريا ( 2010 / 1 / 20 - 11:11 )
إنت يا أخي ما تتغير كل همك عرب عرب هناك طغاة فكل الدنيا متعرفهمش ولكن كل ما قلته صح وما خفي أعظم. أرجوا الإستمرار


7 - مالعمل
أبو نضال ( 2010 / 1 / 20 - 11:17 )
ورثناهم يا اخي .قما دام بيننا مثل هؤلاء فلا مستقبل ولا حاضر لنا . الانتخابات و الستقتاءات على كل شئ ألا الرئيس لا يتبدل لا يتغير . من الكرسي ألى القبر. رحمتك يا رب.


8 - شكرا
نجمة ( 2010 / 1 / 20 - 11:22 )
مقلتك صورة وليست مجرد كلمات . ليتهم كانوا الهة . فالالهة ترحم وتدعوا الى السلام وتكرم البشر.قد ياتي يوم تنعم فيه الول العربية بالديموقراطية فالعالم يتغير بسرعة البرق .


9 - سبحان الله
رؤؤف ( 2010 / 1 / 20 - 11:31 )
كلهم يتشابهون في معاملاتهم لشعوبهم كأنهم يأخذون دروس خصوصية في كيفية قهر الشعوب العربية وعندما يقع احدهم في ورطة يتسارعون لنجدته . فمن يظن أنهم لايعرفون الوفاء و لايشعرون بمعانات الاخرين خلافا لما جاء في مقالتك. لعلك لم تفهمهم ولن تفهمهم ولا حتى اهل الطب النفسي حائرون .


10 - إتق الله
عبد الباسط ( 2010 / 1 / 20 - 11:39 )
ندعو لك بالهداية يا أخي علي . اذكروا أمواتكم بالخير واحترموا أولياء الامور وادعوا لهم بالهداية والتوبة لعل الله يهديهم سواء السبيل.


11 - تنمرت
أمناي ( 2010 / 1 / 20 - 11:43 )
لايغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.


12 - ان السكوت على الظلم ظلم
مشعل السالك ( 2010 / 1 / 20 - 15:58 )
لايمتطي المجد من لم يركب الخطرا **** ولاينال العلا من قدم الحذرا

ومن أراد العلا عفواً بلا تعب***** قضى ولم يقضِ من إدراكها وطرا
على الشعوب العربية ان تقوم بثورات عارمة لاجتثاث هذه الطغمة الفاسدة وان ادى الى ازهاق الاف الناس ولنا في الثورة الايرانية مثل يحتذى به


13 - للأخ السالك
الدكجة ( 2010 / 1 / 20 - 17:44 )
الثورة لا تفيد يفيد مع هؤلاء إلا الثورة القادمة وراء البحار لا يخافون إلا الثورة القادمة على ظهر الدبابات. لم يتزعزع صدام بسبب الثورة الداخلية .كل الضربات الداخلية التي لا تقتل تقوي ظهور الطغاط .


14 - لصاحب التعليق 12
هند ( 2010 / 1 / 20 - 17:54 )
أحترم رأيك م لكن الثمرة الايرانية ليست نمودجا يحتدى به. لا يمكن السعب الايراني أن يرضى بالممارسات الوحشية الحكومة الايرانية المسعورة . قتل المتظاهرين لم يكن يوما يشرف الا المجرمين. لأيران تحتاج ألى ثمرة أخرى لتصحيح ما أفسدته الورة الخمينية.


15 - أمثلة
الدكجة ( 2010 / 1 / 20 - 18:04 )
جل الحكام العرب تعرضوا لمحاولات اغتيال فاشلة و انقلابات بالجملة وما زادهم ظلك ألا أصرارا على المزيد من القمع لشعوبهم. و حتى الين ماتوا لم يتغير اسلوب خلفهم في الحكم.


16 - من يدري
m.kmi ( 2010 / 1 / 20 - 18:24 )
الله أعلم


17 - كتب عليكم القهر كما كتب...........؟؟؟؟؟؟؟؟
اوشهيوض هلشوت ( 2010 / 1 / 20 - 19:28 )
اطيعوا اولي الأمر منكم ولو كانوا فاسقين لقد سلطناهم عليكم الى يوم الدين مادمتم بالخوف والوهم مخدرين
فدوقوا عذاب الطغيان لعل احفادكم يعقلون
تانميرت اسي جديد


18 - الظلم الابدى
ابراهيم المغرب ( 2010 / 1 / 20 - 22:57 )
اكاد اجزم ان الشعب العربى من الشعوب الميالة بالطبع الى الاستبداد عندما تسند اليه السلطة وميال الى الخنوع عندما يستبد به والتاريخ عنده تاريخ القهر والاستعباد والقتل لداك كانت الحضارة عندهم تختلط بالدم والاستعباد فبنيت القصور على رفات البشر فكان التاريخ عندهم مشهدا دراميا الغزو السبى الانتقام

اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا