الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يهود الديوانية .. اسماء وذكريات

مازن لطيف علي

2010 / 1 / 20
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


تقع مدينة الديوانية في جنوب العراق الغربي. وهي قائمة على الضفة اليسرى من نهر الفرات "فرع الحلة" في موضع يبعد عن جنوب بغداد بـ 193 كلم ويعتبر قسم من أراض المحافظة على ضفة شط الهندية والفرات الايمن. وهي من المحافظات الزراعية بالدرجة الاولى حيث تكثر فيها البساتين والرز والحبوب والنخيل.
(الديوانية) في الأصل دار ضيافة أنشأها رؤساء الخزاعل أيام شيخهم حمد آل حمود الذي ابتدأت رئاسته حوالي سنة (1747 م ) ليقيم فيها كاتبهم الذي يعهدون إليه أمور الجباية ولينزلها ضيوفهم المدنيون الذين كانوا يترددون عليهم ولا يزال العراقيون يطلقون اسم (الديوا نية ) على الغرفة التي تخصص لاستقبال الزائرين والضيوف .
من اولى العوائل اليهودية التي استوطنت الديوانية عائلة "موسى" جاءت من شمال العراق عام 1850 بعدها وصلت عوائل يهودية عديدة منها : عائلة "اسحاق موسى" الذين امتهنوا البزازة ، وبيت "حيران" الذين سكنوا الحلة ثم استقروا في الديوانية ، وقد امتهنوا الصياغة ، وعائلة "قوجمان" التي استقرت في الديوانية قادمة من السليمانية ، عائلة "زبيدة "، عائلة "شيث" ، عائلة "شاؤل راحيل" عائلة "اسحق صالح" عائلة "آل شاهين" ، عائلة "ابراهيم كوهين"عائلة "جيرة" ، غيرها من العوائل اليهودية.
لعب يهود الديوانية دورا متميزا في شتى المجالات الاقتصادية فقد كانت عائلة "خلاصجي" تتعاطى بتجار الحبوب وخاصة الأرز "التمن" واسس "ساسون معلم " وكالة للنفط وانشأ اكبر معمل للطابوق في العراق اما "خضوري موسى" فقد انشأ معمل لإنتاج الثلج واخر للطحين الحبوب ، .. وقد عمل اغلب يهود الديوانية كموظفين في الدوائر الرسمية ، كذلك عملوا في مهن مختلفة منها في صياغة الذهب والفضة حيث ذاع وانتشر 5 شخصيات يهودية في الديوانية وهم : سلمان ومنشي وحسقيل وابراهام وعزرا وكان هؤلاء الخمسة يتنقلون في نواحي الديوانية للارتزاق وقد كان تعامل اليهود والسلمين في مدينة الديوانية بوشائج حميمية في يكن بينهم أي فوارق دينية.
عائلة ساسون معلم وابنائه "عزت وصالح " من العوائل اليهودية المعروفة في الديوانية امتلكت هذه العائلة معملا لصناعة الطابوق قدرت قيمته في ذلك الوقت بعشرة ملايين دينار ، وقد صادره حزب البعث وتم تضييق الحياة عليهم واضطروا الى الهجرة قسرا تاركين كل ممتلكاتهم في العراق .
كان عدد اليهود في الديوانية في فترتها الذهبية حتى نهاية الاربعينات من القرن العشرين 750 شخص لكن بعد مضايقاتهم وتهجريهم القسري بقانون اسقاط الجنسية عن اليهود عام 1950 لم يبقة سوى 50 يهوديا خرجوا من الديوانية بعد تسلم حزب البعث عام 1968 السلطة.
هناك حكاية معروفة وتدور على السنة اهالي الديوانية يرددونها باستمرار وهي عندما قام احد يهود الديوانية بطرق باب جاره المسلم الفقير واخبره بأن كل ممتلكاته سيصادرها النظام الدكتاتورى الذي أمر بتهجيره ورجاه ان ياخذ منه وعن طيب خاطر اثمن مالديه من نفائس فراح الرجل يلطم على رأسه ويقول ( اذا خسرتك شلي بالمال) ففضل الفقر النبيل على الثراء بنذالة .. كان يهود الديوانية يرتدون ملابس عربية خالصة مثل الزبون والعباءة والعقال وكان لهم محبة واحترام وتقدير لأن عملهم واياديهم كانت بيضاء في التعامل مع الناس وحتى مساعدة الفقراء ...وهناك العديد من الاغاني الشعبية التي تغنى مع عزف على آلة الربابة التي تنسب الى عزرا اليهودي الذي كان صائغا في مدينة الديوانية .
يذكر ابراهام خلاصجي ان التلاحم والتأخي بين العرب واليهود في الشامية كان من ابرز مظاهر الحياة وأجملها ، حيث كان المسلمون يشاركون اليهود في ضرائهم وسرائهم فكانوا يحضرون مجالس اليهود ، وكان دار الوجيه المرحوم "الياهو خلاصجي" مضيفاً لكل قادم لبلدة الشامية وكان اليهود يشاركون المسلمين عند حدوث وفاة أحدهم ، اذ كانوا بين المشيعين الذين يرافقون موكب الجنازة الى مدينة النجف المقدسة عند المسلمين .
يذكر ان عائلة " خلاصجي" من اشهر العوائل اليهودية والتي نزحت الى الديوانية من ناحية الكفل ، وكان أول من نزح الى هذه المدينة عام 1890 هو جدهم عزرة داود خلاصجي التي اهتمت بالارض ولاسيما الاراضي الزراعية وإنتاج الشلب في الديوانية وخصوصا في الشامية حيث كان اجود انواع الرز في الديوانية يسمى "تمن خلاصجي" ، ولكثرة أراضيهم وممتلكاتهم والاعداد الهائلة من المزارعين اللذين يعملون عندهم وقد لقب الياهو خلاصجي ب"ملك الديوانية " وكان له مشاركات في العمل ن مع خوام العبد العباس أو الشيخ شعلان السلمان الطاهر والشخصية المعروفة محسن ابو طبيخ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - للتاريخ
ذياب مهدي آل غلآم ( 2010 / 1 / 20 - 14:54 )
نعم ان الياهو خلاصجي كان شريكا لأغلب الملاكين والمزارعين وكانت بيوتنا ملاصقة لبيته مباشرة وكان بيته قصر متميزا بالبناء والنقوش والشناشيل والمقرنصات الصورية لحيوانات ونباتات باعه قبل هجرته الى الحاج عبد الامير السكافي هو الخان الذي يمتلكه ولازلت انا الحفيد لعائلتي امتلك الطابو لكثير من بساتيننا واراضينا الزراعيه وفيها للياهو خلاصجي واقاربه حصة في الشراكه ورغم مصادرتها في زمن الطاغية المباد وبيعها بأبخس الاثمان وجعلها اميرية مفوضة بالطابو حسب قانون الاصلاح الزراعي النافذ ولابأس كل ارض العراق للدولة لكن حين تتحول من ملاكها بالطابو(الاسود) عثماني انكليزي الى ارض الاموال المجمدة ثم الى عقارات الدولة وبدون حق المهم لك شكري على هذا الموجز البسيط ولنا نحن البو غلآم ذكريات وعلاقات حميمية نعم كانوا معنا في كل المناسبات الدينية وغيرها الاجتماعية نعم وكانت العزيات والتشابيه العاشوريه تدخل بيوتهم وتأخذ المقسوم تبرعا للمأتم الحسينيه نعم كانوا اليهود في الشامية منا وبينا وحده متوحده مع عوائلنا وكذلك للمسيحيين وللصابئه ولغيرهم هذه سطور من مخطوط حول الشاميه وعوائلها الأوائل مؤسسيها لك شكري وتقديري


2 - سؤال رجاء
ياس خضر ( 2010 / 1 / 20 - 15:08 )
الاخ المبدع كاتب المقال: هل انت من اهالي الديوانية ؟


3 - معلومات كاد الزمن ان يمحوها
د. فلاح اسماعيل حاجم ( 2010 / 1 / 20 - 20:15 )
السطور التي اهدانا اياها الكاتب مازن لطيف علي ان لم تضف الى معلوماتنا شيئا جديدا، فانها (فززت) في ضمائرنا احداثا كاد النسيان ان يطويها. ما ورد في سطور الكاتب ما زال اهالي الشامية يتذكرونه بحنين بالغ ووفاء متأصل. تحية صادقة للكاتب مازن لطيف على.

اخر الافلام

.. -بلطجي الإسماعيلية-.. فيديو يُثير الجدل في #مصر.. ووزارة الد


.. جدل بشأن عدد قتلى الأطفال والنساء في قطاع غزة




.. أكسيوس: واشنطن أجرت محادثات غير مباشرة مع طهران لتجنب التصعي


.. مراسل الجزيرة: المقاومة تخوض معارك ضارية ضد قوات الاحتلال ال




.. جيش الاحتلال ينشر فيديو لمقاومين قاتلوا حتى الاستشهاد في جبا