الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاخوان المسلمون يسرحون ويمرحون في مصر

خليل سميرات

2010 / 1 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


1. حظي انتخاب المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر بتغطية واسعة ومكثفة من جانب وسائل الإعلام المختلفة خاصة من جانب فضائية الجزيرة الأكثر ترويجا للجماعات الإسلامية المتطرفة حيث أتحفتنا بمعلومات كنا نجهلها عن الرموز القيادية للجماعة وبرامجهم وتطلعاتهم للامساك بمقاليد السلطة في مصر . كان لافتا في المؤتمر الصحفي الذي عقده المرشد العام الجديد محمد بديع عقب فوزه بالانتخابات إن قادة التنظيم ما زالوا حريصين على إطلاق لحاهم وطبع جباههم بزبيبة الورع والامتناع عن الضحك والابتسام حتى لو كانت دواعي تهنئة المرشد بالفوز تقتضي ذلك إلى هنا لم أرى في هذا التجهم ولا في سحنهم المرعبة خروجا عن تقاليد الجماعة الداعية إلى إرهاب العدو والتصدي له بمثل هذه الوسائل التي اكد عليها السلف الصالح وكم تمنيت لو استل المرشد العام سيف الله المسلول اثناء مؤتمره الصحفي للتأكيد بان وصوله إلى كرسي الخلافة في مصر وإقامة شرع الله فيها لن يكون عبر صناديق الاقتراع بل بنفس الوسائل الإرهابية التي تمارسها الجماعة تحت اسم القاعدة وجيش محمد والناجون من النار إلى غير ذلك من المسميات التي تتستر خلفها . أكثر ما شدني في تصريحا ت المرشد محمد بديع انه سيطلق حملة لا هوادة فيها لمكافحة الفساد ولاجتثاثه حيثما امتدت جذوره في السلطة وفي المجتمع ولا أخفيكم بان إحساسا من الارتياح قد انتابني على اعتبار إن من أولويات القضاء على الفساد المستشري وتحقيق إصلاحات حقيقية يقتضى تضييق الفجوة الطبقية بين الأغلبية الساحقة من الفقراء والقلة من الأغنياء وتحقيق العدالة في التوزيع ولكن شعوري بالارتياح سرعان ما فارقني عندما أماط المرشد العام اللثام عن خطته الإصلاحية حيث تبين لي أنها لا تختلف عن خطط طالبان بشقيها الباكستاني والأفغاني وتقتصر فقط على مظاهر اسلمة المجتمع مثل الإكثار من بناء بيوت العبادة وإجبار الإناث من المصريين درء مفاتنهن عن الذكور بارتداء الجلابيب والنقاب إضافة إلى فك الارتباط بين الطرفين في أماكن العمل ووسائط النقل العام وعلى غرار ما فعلة كيسنجر عندما فك ارتباط الجيشين المصري والإسرائيلي في حرب تشرين المعروفة . كان عجيبا وغريبا أن يخوض المرشد في كل تفاصيل إصلاحاته المنشودة ولا يوجه له مراسل الجزيرة أسئلة عن برنامج الجماعة للتصدي لأهم المشاكل والتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها المجتمع المصري مثل البطالة والفقر ولا حتى توجيه سئوال له عن العملية الإرهابية التي استهدفت كنيسة قبطية ليلة عيد الميلاد وراح ضحيتها العشرات من المصلين الأقباط أو يطلب منه تفسيرا عن الأسباب التي تجعل نواب الإخوان المسلمين الأكثر حماسا لإعادة أراضى صغار الفلاحين التي حصلوا عليها في الحقبة الناصرية وفقا لقانون الإصلاح الزراعي إلى كبار الإقطاعيين ولماذا النواب " الاخونجية " دون سائر النواب هم الأكثر حماسا لالغا ء أخر القوانين الاشتراكية المعمول بها في مصر إلي غير ذلك من الأسئلة التي يهم المشاهد إن يسمع جوابا عنها ليعرف موقف الإخوان منها . مراسل الجزيرة ومثله الصحفيون ن المصريون امتنعوا توجيه مثل هذه الأسئلة ربما للتغطية على الحقيقة الرجعية للجماعة أو ربما تفاديا لسيوفهم المسلولة في وجه إي إعلامي يحاول إحراجهم وتعرية جوهرهم الطبقي المعادي لمصالح الطبقات المسحوقة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كل شئ يزداد عن حده ....
Zagal ( 2010 / 1 / 23 - 13:03 )
لاشك ان الاخوان المسلمين يتزعمهم شخص غير معروف للجميع ... و هو الذى يلعب بالخيوط و من وراء الكواليس يدبر و يخطط ويأمر بالتحويلات الماليه متى شاء و لاغراض معينه ...

ولكن عبارة ظز فى مصر قائمه و لو تغير مائة مرشد عام للاخوان ..

اخر الافلام

.. -تكوين- بمواجهة اتهام -الإلحاد والفوضى- في مصر.. فما هو مركز


.. الباحثة في الحضارة الإسلامية سعاد التميمي: بعض النصوص الفقهي




.. الرجال هم من صنع الحروب


.. مختلف عليه| النسويّة الإسلامية والمسيحية




.. كلمة أخيرة - أسامة الجندي وكيل وزارة الأوقاف: نعيش عصرا ذهبي