الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البيان رقم واحد صورة الدموية المتناسلة في التاريخ العراقي..!

ناصرعمران الموسوي

2010 / 1 / 22
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


ربما يكون التأريخ محايداً في كثير من الأحيان ، خاضعاً لرؤى راهنيه تستدعيه وتُملي عليه سطورها وبذات المعطى والمساحة ،تمنح الآخر لتكتمل الدهشة بمعطياتها ومساحاتها وحياديتها إلى حدٍ ما ، بيد أن الفرصة وتراتبيات النسق الحد اثوي الراهن هو من يمول الاندفاع الصوري للحدث فيظهر بخلقٍ جديد لهذا الحدث محملا ً بأجنداته ورؤاه و خارطات طرقه النيسمية التي تعبأ متاريس الدم والجنون والألم،.. ذاكرة وصناعه تخلى عنها بياض الألوان فضجَ على مساحات ضوءها اليومي اللون الأحمر القاني ، يرسم ما يشاء من وقائع أكثر سواداً من ليالي الشتاء الداجية.
ليس التأريخ وثيقة تُسمن فضول باحث متفانٍ في جمع مادته البحثية بقدر ما هو مرتكز يتأسس للقادم من أحداثه صورة حياة جيلية لا يعرف من نتاجها القادم ،إلى أحاديث تمر لتُشطح معها رتابة وقت حكائي .
التاريخ العراقي ليس بعيداً عن مجريات التاريخ الإنساني الحافل بمسيرة طويلة عانت فيها الإنسانية ما عانت لكنه يمتلك خصوصية مهمة بأنه التاريخ الذي لا يتحدث إلا بلغة الدم والموت والدمار فمنذ المسيرة الخالدة لسفر التكوين الحضاري بأطيافه السومرية والاكدية والآشورية والبابلية أبتنىوجوده على غياب وحضور مدجج بالسلاح تتراقص فيه الأسنة والحراب وحين تعيش فترة استراحتها فإنها تشحذ القادم ليواكب المسيرة حربا واحترابا ً، وما كان عشقه وقيا ثر مليكا ته الحسناوات وسجل شعره الرومانسي إلا في لحظات التّماع السيوف وكأن عنترة حاضراً ابداً وهو يصور بياض جيد حبيبته بألتماع السيوف وحمرة الدم ،التاريخ المعاصر العراقي الذي ولد بين احتلال عثماني بليد ومتخلف واحتلال بريطاني مستعمر (يعرف من أين تأكل الكتف) وشعب يندفع في ثورته العشرينية على وهم وحلم وحقيقة .
ولد العراق هرما متناقضاً فردياً يتناسق بقوة السلطوي وفرضية الحاكم ولا يؤمن بتغيير لا يحمل الدم والقتل والتشرد طريقا ووسيلة وغاية وهدف
أحداث تأريخه لا تنفصل عراها عن المؤامرة والتخطيط والدسيسة . كان المنتفع الآخر دائما اما الأضاحي فهم الشعب . وإذا كانت مرحلته الملكية طبقية بين السياسي المستفيد المتقاتل والعشائري المتنفذ بإزاء الطبقة السحيقة من الشعب التي تأتمر بأوامر أصحاب السلطويات،فان العسكر كانت لهم اليد الطولي فاحتطبوا أنفسهم بالقتل باسم المصلحة الوطنية والمهنية والشرف العسكري حتى ترجمت الاحترابا ت عن ولادة ضاجة لجريمة قصر الرحاب .
على هتافات الجمهورية الجديدة ،وبيانات غير مكتملة ومجتزءة في محتواها التكاملي البنائي وكأنها تحمل نهاياتها ببيانات تحمل ذات الرقم الواحد ، الذاكرة العراقية ،ذاكرة الانقلابات التي أبدع فيها العسكر والمدنيين على حد سواء وكأنما وجدوا فيها طريقا لا يكتمل المشهد الحكومي وبناء الدولة إلا به ورأينا ونحن نسير بتاريخه المليء بذلك كيف انه حاول تصدير بياناته لتكتمل بطابور طويل في حروب المزاجات والغباء والنيابة والنزعة النزقة المستهترة بحياة الفرد والجماعة ، حتى صورها البعض على انها عقدة البيانات وربما هي ردة فعل المتسلط الذي انتظر طويلاً بياناً يجتث حكمه الأشد دموية وتخلفا في التاريخ العراقي ولأنه لا يستطيع أن يظهر على الشعب مرة أخرى ببيانات الانقلابات آثر أن يمجد نفسه بالحروب المجانية ، حتى لم يخيب الله رجاءه ودعاء المظلومين فسلط عليه من يخرجه من جحره ليقول له ليس هناك من بيان آخر، انتهى زمن البيانات وجاءت أزمنة أخرى ، واليوم يحاول المتصيد ون والمتربصون بفضاءات الحرية أن يسمموا أجوائنا بالحديث عن بيانات جديدة يخرج علينا فيها دكتاتور جديد يعلن لنا عن نفسه بأنه قائد الثورة الجديدة واله المرحلة الديمقراطية الجديدة ، إن مرحلة البيان رقم واحد التي تشكل عقدة وذاكرة حمراء في تاريخ العراق ولت والى الأبد ومن يحلم بعودتها فستحرق قدميه الشمس ولن يجد بظلال العراق ملاذاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الاحتلال غرب جنين بالضفة الغرب


.. إدارة جامعة جورج واشنطن الأمريكية تهدد بفض الاعتصام المؤيد ل




.. صحيفة تلغراف: الهجوم على رفح سيضغط على حماس لكنه لن يقضي علي


.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية




.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس