الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى آدم وحواء شتمهم حرام !!

زيد ميشو

2010 / 1 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لم يخطر في بالي يوماً بأني سأقصد شتيمة آدم وحواء ، حتى كان اللقاء العشوائي والذي جرى في إحدى البقاليات في كندا ، وبين المزح والجد ، لعنت أبوينا الأولين كما هي تسميتهم الشائعة ، وإذا إمرأة تقول ، أستغفر الله العظيم ، لماذا تكفر ؟
وللحال برقت أمامي مجموعة تساؤلات ، أتذكر منها :-
أكفر ! بمن أكفر ؟ وهل آدم وحواء موضوع إيمان وكفر ؟ ماكانت خدمتهم للبشرية ؟ لماذا يصدر المؤمنون أحكام عدة وكأنهم قضاة على البشر وفي أمور أحياناً أبعد من السخافة نفسها ، ولم يحكموا لغاية الآن على من يقولوا عنهم الأبوين الأولين ؟
وجواب الأول لنفسي ، إذا كنت بالأساس أعتبرهم إسطورة أو رمز ، وإن خالفت مايصدقه اتباع الأديان، التوحيدية ، وإن النص الذي كتب في سفر التكوين من الكتاب المقدس عن سيرتهم وخطيئتهم والعقوبة التي دمرتهم ودمرت كل البشرية من بعدهم ، له أبعاد أخرى تفوق الحرف المكتوب ، وإن ماذكر عنهم موجود وبنسبة تشابه كبيرة مع أساطير بابلية وسومرية وفرعونية ومختلف الشعوب الأخرى أو مأخوذ منها ، فلماذا لاأستغل أنا أيضاً ذكراهم في مواضيع شتى وإن كانت شتائم ، وحسب مجريات الحديث ، والكتب الدينية هي التي فضحت أمرهم وأثبتت غبائهم لاأنا .
فالروايات الدينية التي ذكرت سيرتهم تقول ، بأنهم رفسوا النعمة وتحدوا أول أمر إلهي لخليقته ، وهذا يعني ، بأنهم إن كانوا موجودين وإن ماذكر عنهم صحيح ، فهم أول من علمنا عدم الأكتفاء ، وأول من عارض وصية الله ، وأول من إحترم مايسمى الشيطان وفضّل كلمته على كلام الله .
ولنعرج بالتفكير عن الله ، ماذا كانت ردة فعله ؟
ماذا تقولون أيها المؤمنون ؟ أكمل ، أو أتركها فيما بيننا كي لايسمع أعداء الله والدين ؟
تقول القصة ، لم يكتفي الله بتوبيخهم ، ولابتأنيبهم ، ولا بقصاص عن الطعام أو حرمانهم من ممارسة حقهم الشرعي كأي رجل وإمرأة في العراء حيث لم لايوجد جينها متطفل أو أقمار صناعية تصوّر ، أو الوقوف كما خلقواً بالبرد القارص مع كم جلدة على الظهر كما تفعل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية عندما يمسكوا فريسة أغضبتهم ، ولمَ لم يكتفي بإعدامهم والبدء بمشروع خلقة جديد أكثر متطوّر ؟ بل مافعله هو معاقبتهم وهذا ما لاأكترث له ، بينما مايدعوا للإستغراب هو العقاب الذي حلَّ بالبشرية جمعاء بسببهم . فإن كانت روايات الخلقة نصوص حرفية لايمكن التشكيك بها ، فأرى من المنطق أن يلعن آدم وحواء كما يلعن المسكين إبليس الذي حرّضهم ، لأننا قد أكلنا الحصرم من جراء فعلتهم تلك ، وماهي إلا ثمرة من الأرض سممتهم وسممت كل من أتى بعدهم ، ولا نكتفي بلعنهم بل أن يتم تجريد الله من صفات المسامحة والرحمة والحب وغيرها .
أليس هذا منطق ، أم المنطق هو ازدواجية الألقاب ؟ أو المنطق في شيزوفرينية المُثُل والتطبيق ؟ والكلام عن الله . حتى في القوانين المدنية يعاقب الشخص المسيء فقط ، أفليس غريباً عن المنطق بأن الله لايعرف ذلك ؟
ولماذا نلوم صدام حسين حتى في قبره ، حينما كان يسجن ويعذب ويعدم أهالي وأقرباء حتى الدرجة السابعة ، وتشمل مكرمته التدميرية الأصدقاء المقربين أيضاً لشخص إختار الإنتماء إلى حزب غير حزبه الشوفيني اللعين ؟
وياليت للأمور أن تصل إلى هذا الحد ، بل سنّت قوانين عقوبات أخرى في حياة الناس على الأرض والتي نسميها الغضب الإلهي الذي يصيب شعوب وأمم أو قبائل ، وحتى أشخاص عاديين عندما تحلّ كارثة طبيعية أو من صنع بشري .
فمثلاً يقول البعض ، الله غضب على مدينةٍ ما لكفرها فضربها بزلزال ، وأخرى براكين ، وأشخاص يمرضون وآخرين يمسخون والواوات لاتعد ولا تحصى .
وياليت للمصائب أن تقف عند ذلك ، فقانون العقوبات هذا يمتد إلى مابعد الممات أيضاً ، فمن يرضى عنه الله وعن تصرفه يكون بنعيم أبدي ، ومن لايعجبه سلوكه إنما لديه بعض الحسنات ، فهذا يعاقب أشد العقاب قد تصل لآلاف السنين من عمر الأرض حتى يعفي عنه ويحوله إلى جنته ( بعد مينتهي فلمه ) . والقوانين الصارمة التي لاتعرف أي معنى للتسامح ، هو مايطلق عليه بالجحيم الأبدي !!
وكل هذا بسبب آدم وحواء ، فهل نشتمهم أم لا ؟
لكن من يعترض على شتيمتهم بحجة الإيمان ، فالسبب بذلك ليس الإيمان بل الخوف من مواجهة ، مواجهة الله .
لأن بشتيمتهم إعتراض على الإرادة الإلهية كما يُزعم ، لأن المؤمنين إعتادوا أن يقولوا بأن لله حكمة في كل شيء ، إلا إنهم وبداخلهم ، يسألوا ، ماالحكمة من خلق آدم وحواء ومعاقبتهم ، ولماذا خلقنا وجعلنا نتحمل وزر خطيئتهم ؟ ألم يعرف بالأساس ما سيكون وهو العالم بكل الأمور ؟
أسئلة تطرح يوسوس ويرتعب من إجاباتها المكَفّرين أكثر من غيرهم ، فيستغفروا ربهم ويقبلوا الأمر وهم صاغرون دون قناعة غير قناعة الخضوع للكلمة التي يعتبروها مقدسة !!.
بينما القراءة الدينية يجب أن تُقبَل على أساس الروح وليس الحرف ، أي أن نقرأ المغزى من النص والهدف منه . فما الحكمة من قراءة نصوص ، بدل أن نعيش من كلماتها بسلام ، تثير فينا الرعب ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ننقل هذا معنا اينما هاجرنا؛
nana ameen ( 2010 / 1 / 23 - 16:29 )
اتفق معك سيد ميشو -لماذا يصدر المؤمنون أحكام عدة وكأنهم قضاة على البشر وفي أمور أحياناً أبعد من السخافة نفسها - ؛ واكثر وابعد من ذلك عندما تسأل او يسأل شخص في احدى القنوات سوأل ؛ ثم يجيبه مقدم البرنامج بكل (بلاهة ) اذا عملت كذا فتذهب للجنة واذا عملت كذا فستذهب للنار ؛ انظر وأفكر أهذا معقول ان يسمح بمثل هذه البلاهة ان تبث ؛ وصلنا الى مستوى غير مقبول
وأهم من كل ذلك وذاك فنحن ننقل هذا معنا اينما هاجرنا؛ الى كندا او الصومال فليس هناك فرق. .


2 - الجرأة
ناهد ( 2010 / 1 / 23 - 21:41 )
اغلب من شب على الدين تنقصه الجرأه لمثل هذا التفكير ، وبالتالي يغلقون امام تفكيرهم كل منطق وتحليل ، ربما هذا السبب ان من يدينون دينا ما يردددون كالببغاوات تلك العبارات ويكررون نفس الطقوس المتوارثة والتي لا جدوى منها .
لك مني التحية
سلام


3 - وحالنا في المهجر أسوأ
زيد ميشو ( 2010 / 1 / 24 - 00:07 )
الأخت العزيزة نانا أمين
هل تعرفي بأن لدينا مهاجرين في كندا ولديهم صحف تبث سموم أكثر من التي تبثها خزعبلات الفضائيات العنصرية
هناك جريدة خصصت صفحة كاملة تحلل الزلزال الذي ضرب هاييتي المساكين على إنه غضب إلهي على الكفار مستنداً إلى القرآن
واحتفظ بنسخة من هذه الصحيفة الفاجرة وقد نويت الرد
الأخت ناهد
لقد كرهت الببغاء بسببهم ، فهذا الحيوان الجميل والممتع يثير في نفوسنا الفرح بينما الببغاوات الذين قصَدتهِم من نوع الحيوانات التي تثير الإشمئزاز
فحاشى للببغاء الحيوان من تشبيهه بالببغاء الإنسان


4 - المتدين بالنسبه للامور الدينيه هو طفل صغير
AL ( 2010 / 1 / 24 - 15:02 )
المتدين مهما كانت درجته العلميه الا انه بالنسبه للامور الدينيه هو طفل صغير. كنت اكلم دكتور اسئله عن الجن قال انه يصدقها لانها ذكرت بالقران. الدين يريد من المتدين ان يكون ظفلا حتى يمرر الخرافات. حتى اله هذه الاديان لعبته المفضله الزلازل والبراكين التي لا يفعلها الا طفل او مجنون


5 - أتفق ولا أتفق
زيد ميشو ( 2010 / 1 / 24 - 15:54 )
A L عزيزي
أتفق لنسبة كبيرة بأن المتدين يصبح كالطفل ، لأنه أخضع نفسه للتصديق على حساب الإختيار الحر ، إلا إنني لست معك في لعبة الزلازل الإلهية
فعلى العكس من ذلك ، لاأعرف سوى صفة واحدة في الله وهي المحبة ، وكل الصفات الأخرى مشتقة منها
بالتأكيد لست مبشَر لكنها قناعاتي ،والتي تلتقي مع قناعاتك في عدم التشريع والسماح للظلم
شكراً للمشاركة

اخر الافلام

.. كيف ينظر الناخبون اليهود لتصريحات ترامب التي أشارت لزوال إسر


.. إزاى تحمى ابنك من الأفكار المتطرفة ؟.. داعية إسلامى يكشف الت




.. موجز أخبار السابعة مساءً - قوات الاحتلال تقمع آلاف المصلين ف


.. 60-Al-Aanaam




.. هوية وطنية وفطرة سليمة.. معا لمواجهة الإلحاد والتطرف والعلاق