الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقدة الخمسمائة جامعة

زياد أبوالهيجاء

2010 / 1 / 24
التربية والتعليم والبحث العلمي


تصنيف شنغهاي الأخير , لأفضل خمسمائة جامعة في العالم , والتي لم يكن ضمنه سوى جامعة عربية واحدة ,هي جامعة الملك سعود , أثار مشاعر الغيرة العربية , واستفز الكتاب والباحثين للخوض في قضايا التعليم العالي في العالم العربي , فمن جلد مبرح للذات , الى نقد رصين , فاقتراحات لاتخلو من الوجاهة للنهوض بالتعليم العالي, والرغبة العربية : اشغال مكانة أفضل في تصنيف شنغهاي ,أ و في تصنيف مدريد الأقل تشددا. وستكون لهذا الاهتمام العربي اثاره الايجايبية بكل تأكيد.
تصنيف شتغهاي , يمنح نسبة عالية من الدرجات للبحث العلمي , أكثر مما يمنح للتعليم وللتدريب , فهو يهتم بعدد الحائزين على جائزة نوبل وعلى جوائز عالمية أخرى , من خريجي الجامعات ومن أعضاء هيئات التدريس , وكذلك بالأبحاث العلمية المنشورة في دوريات محكمة , وبتلك التي أخذت طريقها في عمليات تطوير صناعي وتكنولوجي. وملخص معايير تصنيف شنغهاي:
جودة التعليم: خريجو الجامعة الفائزون بنوبل أو أوسمة فيلد , نوعية أعضاء هيئة التريس: عدد الفائزين بنوبل وأوسمة فيلد وكمية الاستشهاد بأبحاثهم ومدى مرجعينها, مخرجات البحث العلمي: عدد الأبحاث في الدوريات المحكمة , حجم الجامعة: ألأداء نسبة للحجم ,وتمنح درجات قصوى للمعاير الثلاثة الأولى , وهي مرتبطة بالبحث العلمي وليس بالتعليم والتدريب ,
واذا اضفنا الى ذلك الاعتماد على اللغة الانجليزية لمتابعة الأبحاث وتشكيلها احصائيا , فان كل هذه العوامل تجعل المفاضلة بين الجامعات العربية وتلك الغربية , مفاضلة ظالمة , وغير منظقية , ليس بالنسبة لجامعاتنا العربية فقط , بل لكل جامعات البلدان النامية , فما زال الدور الأساسي المطلوب من هذه الجامعات هو الاسهام في التنمية وتقليل الفجوة مع اقتصاد البلدان الرأسمالية المتطورة , ومستويات الحياة فيها.

,يرتبط البحث العلمي بالتطور الاقتصادي , حيث تسهم الشركات العملاقة في تمويل أبحاث في الطب والكيمياء والهندسة , سعيا لتحقيق تطور في السلع وتقليل في كلفة الانتاج , بل ولخلق احتياجات استهلاكية جديدة , وتتيخ التشريعات الأمريكية والأوروبية مناخا مناسبا , عبر اعفاءات ضريبية للاستثمارات في مجال البحث العلمي.
في الدول النامية , فان معظم الأبحاث العلمية , يقوم بها طلبة الدراسات العليا , سعيا للتخرج بشهادة تؤهلهم للحصول على عمل , ويقوم أعضاء هيئة التدريس بأبحاثهم , للحصول على الترقيات المهنية , وغالبا لاعلاقة لكل هذه الأبحاث بسوق العمل أو بالحركة الاقتصادية للمجتمع , وهذا لايقلل من القيمة العلمية لعدد كبير من هذه الأبحاث, فهي غالبا أصيلة وقابلة للاعتراف الأكاديمي الدولي. ولكنها لاترقى بالجامعات التي تتبناها الى مصاف الجامعات العملاقة في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية.
لايمكن لجامعات البلدان النامية , ومنها جامعاتنا العربية , أن تنافس في أي معيار معروف لأفضل خمسمائة جامعة , ولا حتى لأفضل ألف ,لأن المفاضلة , يجب أن تتم بين النوع الواحد, وجامعاتنا العربية , هي مراكز تدريب وتعليم , ترفد سوق العمل والتعليم بالكفاءات , وهي ليست مراكز بحث علمي , وليس اقتصاد التنمية بقادر على احتضان كلف البحث العلمي , بل انه قليل الحاجة له. ويجب المبادرة لتصنيف جديد , يعتمد على جودة التعليم , بناء على معايير تبين قدرة هذه الجامعات على تلبية احتياجات حقيقية للمجتمع , وقدرة خريجي هذه الجامعات على مضاهاة خريجي الجامعات الغربية في اختصاصاتهم.

, هي مراكز تدريب وتعليم , ترفد سوق العمل والتعليم بالكفاءات , وهي ليست مراكز بحث علمي , وليس اقتصاد التنمية بقادر على احتضان كلف البحث العلمي , بل انه قليل الحاجة له. ويجب المبادرة لتصنيف جديد , يعتمد على جودة التعليم , بناء على معايير تبين قدرة هذه الجامعات على تلبية احتياجات حقيقية للمجتمع , وقدرة خريجي هذه الجامعات على مضاهاة خريجي الجامعات الغربية في اختصاصاتهم.
ولعل ايجاد تصنيف عالمي جديد , يمنح مكانة أفضل , لعملية التعليم بحدذاتها كمكون للمهارات التي يحتاجها سوق العمل , سيكون أكثر عدالة من التصنيفات العالمية السائدة والتي تريد مقارنة جامعة تخرج أطباء ينتشرون في أرياف فقيرة , بجامعات تخرج علماء طب تدعمهم وتستوعبهم صناعات الصحة والأدوية المتطورة , وليكن التنافس بين جامعات البلدان النامية وخاصة الجامعات العربية لاختيار أفضل مئة جامعة تعلم وتدرب في افريقيا وأسيا مع استثناء اليابان باعتيار جامعاتها قادرة على التنافس في ميدان الأبحاث , ومع استثناء اسرائيل , لأسباب غير سياسية , بل كون عالمها الجامعي تأسس أصلا قبل تأسيسها ( الجامعة العبرية ) كامتداد للغرب , وليس وليد نمو طبيعي لمجتمع ودولة , بل لعملية استيطان أوروبية المصدر , غربية التمويل والتوجه الحضاري.
ونتمنى تصنيفا لأفضل عشر جامعات عربية , وفقا لمعايير جودة التعليم لصالح التنمية وسوق العمل , ولن يكون ذلك من باب الترف الأكاديمي , بل مساعدة على التنافس ودعما لتطوير التعليم العالي , ونصحا لطلبة العلم , واضاءة لسوق العمل. ولكي لايستخدم هذا التصنيف ضد صروح تعليمية قائمة , يهدد سمعتها ان لم تكن ضمن أفضل عشرة جامعات , فلا بد من احاطة أسماء الجامعات التي تجري المفاضلة بينها , بحيث تتمكن كل جامعة لم تكن ضمن العشرة , من الاعتقاد ..أو حتى الادعاء ..بأنها تحتل المرتبة الحادية عشرة. ..!
وبالمناسبة , فان تصنيف شنغهاي , شديد الحرص على السرية , ويتكتم على اعلان أي اسم من اسماء عشرين ألف جامعة يختار من بينها خمسمائة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي