الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أذاعرف السبب 000 بطل العجب

ماجد شاكر

2010 / 1 / 24
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


عندما عرض الفلم السينمائي أواسط الثمانينات من القرن الماضي المسألة الكبرى بدور العرض السينمائي في بغداد وبعدها من على شاشة التلفاز استغربنا اشد الاستغراب من ذلك التناول التاريخي لمجريات أحداث ثورة العشرين وهي قريبة الحدث تاريخيا وبعض من شارك أو شاهد تلك الأحداث مازالوا على قيد الحياة عند عرض الفلم فيكون استغرابنا في محله خاصة وان القائمين على صناعة ذلك الفلم التاريخي من كبار الفنانين ولهم باع طويل في مجال العمل الدرامي أخراجا وتمثيلا وكتابة سيناريو خاصة وقد رصدت إمكانات كبيرة لهذا العمل الفني الكبير فكان سؤالنا في حينها لماذا ظهر فلم المسالة الكبرى بهذا الشكل من الناحية التاريخية والسيناريو الذي كتب ورسم للشخصيات التي شاركت بثورة العشرين التحررية تاريخيا كان الأجدر أن يسمى عنوان الفلم حياة الشيخ ضاري المحمود بدلا من المسالة الكبرى كونه تناول حياة الشيخ ضاري كما وردت بكتاب المؤلفين عزيز جاسم الحجية وعبد الحميد العلوجي وبهذا يكون الفلم قد أهمل وبصورة متعمدة دور شخصيات عراقية فراتية جنوبية طامسا لدورها في ثورة العشرين مثل الشيخ شعلان أبو الجون شيخ عشيرة الظوالم في الرميثة الذي كان اعتقاله من قبل السلطات البريطانية الشرارة الأولى لانطلاق الثورة عندما قامت عشيرته بإطلاق سراحه عنوة وكذلك طمس الفلم متعمدا دور المرجعيات الدينية في النجف الاشرف التي كانت تصدر الفتوى وتلهب حماس أبناء العشائر للمشاركة بالثورة العراقية الكبرى ضد المحتل البريطاني بعد فشل الجهود السلمية التي بذلتها الأحزاب والشخصيات الوطنية للحصول على الاستقلال وكذلك طمس دور زعماء العشائر وزعماء الأحزاب والشخصيات التي شاركت بصورة فعالة بأحداث الثورة منذ اندلاعها مثل الشيخ عبد الواحد الحاج سكر وعلوان الياسري وجعفر أبو التمن وغيرهم الكثير وكذلك طمس هذا الفلم وبشكل كبير دور الشعر والأهزوجة الفراتية الجنوبية 0 حيث اظهر الفلم الشخصيات التي اضطر من شارك بصناعة هذا العمل السينمائي التاريخي من إظهارها بصورة ممسوخة ومقزمة لغرض أظهار وإبراز شخصية الشيخ ضاري المحمود الذي اخذ مكانته بإحداث ثورة العشرين بسبب قتله للقائد العسكري البريطاني لجمن بعد مشادة كلامية معروفة أسبابها تاريخيا حيث اظهر الفلم الشخصيات التاريخية صامتة لغرض مسخها وتقزيمها كما فعل مع شاعر وخطيب ثورة العشرين الشيخ والدكتور فيما بعد محمد مهدي البصير الذي قام بأداء شخصيته الفنان القدير يوسف العاني حيث كان بإمكان المخرج بكل يسر وبساطة من إلقاء القصائد الحماسية التي قام بإلقائها الشاعر البصير من جامع الحيدرخانة فالمكان التاريخي موجود والشعر مدون والفنان يوسف العاني أهلا لذلك 0 دارت الأيام وإذا أجد الجواب على ذلك الاستغراب والتساؤل بعد أكثر من 20 سنة على لسان من شارك بذلك الفلم التاريخي وأدى دور الشاعر الكبير محمد مهدي البصير وهو الفنان الكبير يوسف العاني عندما استضافه بيت المدى للثقافة والفنون أصبوحة يوم الجمعة 22- 1-2010 عندما احتفي بالأديب والشاعر الكبير الدكتور محمد مهدي البصير حيث تحدث الفنان يوسف العاني عن تجربته بل محنته عندما كلف بأداء دور تلك الشخصية حيث كانت مشكلته كما تحدث مع السيناريو أي الحوار المرسوم للشخصيات التاريخية وإظهارها صامتة لغرض مسخها وتقزيمها كما مخطط له من فوق أي السلطة السياسية حيث كانت تأتي الأوامر كما ذكر العاني من فوق أي دون تحديد أو تسمية لهذا الذي من فوق كون المسالة عادية ومألوفة فلا احد يسال عن هذا الذي يصدر الأوامر خاصة وقد ذكر الفنان يوسف العاني حذف مشهدين من المشاهد التي سجلها من دوره بهذا الفلم دون أن يعرف سبب لذلك الحذف خاصة وان هذين المشهدين قد أداهما على أحسن وجه كما يعتقد وهو الفنان الكبير والمثقف صاحب التجربة الطويلة وهذين المشهدين من احسن المشاهد تحسب وتظهر شخصية الشاعر محمد مهدي البصير كما ذكر العاني قد اتضح من حديث فناننا الكبير يوسف العاني أن قرار تزوير أحداث التاريخ ومسخ شخصياته كان قرار من الحاكم السياسي في ذلك الوقت الذي أراد استخدام الفن لأغراضه المريضة وعلى هذا يقاس مدى صدقية ماوصلنا من التاريخ المدون الذي كتب ليخدم الحاكم السياسي بمختلف العصور 0 في هذه الاصبوحة طرح سؤال مهم ماهية الدروس المستقاة من تجارب التاريخ ومن التجربة الأخيرة التي مرة بها العراق أقول وباختصار شديد نحتاج تحرير الإنسان من خلال تحرير عقله وتفكيره قبل تحرير الأوطان والتمسك بالخيار الديمقراطي وامتلاك وسيلة التغيير كون الذي حدث للعراق بسبب عدم امتلاكه لوسيلة التغيير السلمية والياتها لذا تقع على المثقف مسؤولية كبيرة بعملية التمسك وتجذ ير القيم الديمقراطية وإشاعة روح التسامح والتعددية 0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا