الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسلام الذى نعرفه

مصطفى عبيد

2010 / 1 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سامحهم الله ...أضاعونا وأضاعوا الدين وأضاعوا الدنيا . شغلونا بمعارك تافهة وخلافات وهمية وقصور ذهنى واغلاق تام للعقل واقصاء شامل للمنطق . عرفوا الاسلام وطبقوه ظاهريا وتناسوا قيمه العظيمة التى نهلت منها الدول العظمى قرون طويلة . من منكم لم يسمعهم وهم يتركون كل فعل ورد فعل للقدر وينشرون "الاتكالية " والسلبية فى المجتمع والناس ؟ من منكم لم يشاهدهم يشغلوننا بقضايا وخلافات تافهة حول رفع السبابة فى التشهد ، وسؤال الناس ب"النبى " ، واضافة لفظ "سيدنا " الى الاذان ، ودخول الخلاء بالقدم اليمنى أو اليسرى !! من منا لم يتتبع ذلك الجدل العظيم بين أهل الحديث وأهل الفقه ، وبين الصوفيين والسلفيين ، وبين الاخوان والقطبيين ! ما أسعد اسرائيل بهم وما أسعد الاعداء الأمة بهؤلاء .

لقد اختزلوا الاسلام فى فرعيات وشكليات ليست هى الدين ولا يصح أن تشغل الناس فى وقت ازداد فيه الفقر وانتشر الجهل وساد الاستبداد والظلم وعاث الغرباء فى بلادنا وحكموا وتحكموا . لقد طالت اللحى وقصرت الهمم ، وانتشر النقاب واتسعت الرذائل ، وكثرت المسابح وقل التدبر فى قدرة الله ،وارتفع عدد المساجد وانخفضت أعداد المصلّين . لقد كتب الناس الايات القرآنية فوق جدران منازلهم وعلقوها فى السيارات والغرف ، ولم يعمل بها أحد . هناك جيران لا يعرفون شيئا عن جيرانهم رغم ان ديننا يدعو للاحسان للجار حتى لو كان يهوديا ، وهناك فتيات يتعرضن للتحرش الجنسى رغم أن اسلامنا يطالبنا بغض النظر والعفة وعدم تتبع عورات الآخرين ، وهناك خطباء مساجد ووعاظ يلعنون أهل الكتاب ويدعون عليهم رغم أن القرآن دعانا أن نبرهم ونحسن اليهم .
هناك ظالمون لا شك فى ذلك ..وهناك فاجرون ومنافقون يختبئون تحت عمامات الاسلام . يدعّون التدين ولا يأخذون بتعاليمه ، يحرصون على الصلاة ولا يهتمون بحسن التعامل مع الناس ، يلتزمون بالدين ظاهريا والاسلام لا يتجاوز حناجرهم .

إن كاتبنا العظيم الاستاذ فهمى هويدى التفت الى تلك الظاهرة قبل ربع قرن واخرج لنا كتابا عظيما بعنوان " التدين المنقوص " وهو فى ظنى أنه تدين وهمى ظاهرى لم يكن من أهداف الرسالات السماوية . جاء الاسلام ليرسى مبدأ العدل الشامل الذى يعطى كل واحد حقوقه ويحدد واجباته بدون تفرقة بين غنى وفقير ، وقوى وضعيف ، وصاحب نفوذ وشخص عادى وقال تعالى :" إن الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ." وجاء ليحفظ حرية الاعتقاد الدينى فقال الله :" فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ." وبعث الرسول الخاتم ليتمم مكارم الاخلاق فيدعو للرحمة والحياء والتسامح و ستر العورات والاسرار وعدم التجسس ورفض الظلم ،فقال تعالى :" وإنك على خلق عظيم ." وقال معلم البشرية عليه السلام "انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق . " وقال ايضا :" أقربكم منى مجلسا يوم القيامة أحاسنكم اخلاقا ، الموطئون اكتافا ، الذين يألفون ويؤلفون ." وقال كذلك " من لا يرحم لا يُرحم ."

إن الاعداء باختلاف فئاتهم لن يضروا الاسلام مثلما يضره أتباعه . سامحهم الله . كم قادونا الى معارك وهمية حول أمور ثانوية وتجاهلوا ان ثالث الحرمين أسير ..وكم تجهموا وعبسوا فى وجوه الناس وحرموا عليهم الثقافة والفنون والموسيقى والحياة الحديثة بدون وعى بمقاصد الدين العظيم ! كم اخافونا وأرهبونا كلما تحدثنا عن التسامح والحرية والعدل ! كم كفروا مخالفيهم وتطاولوا على علماء عظام أفاضل أفنوا أعمارهم من أجل هذا الدين . لقد قرات لمن اعتبر الداعية الراحل العظيم محمد الغزالى إمام ضلال وعدو للسنة النبوية ، وقرأت اتهامات وشتائم لا حصر لها فى حق رجال أفذاذ جددوا دين الأمة مثل الامام محمد عبده ورشيد رضا . إن الحديث عن سماحة الاسلام أشبه بالمشى على الزجاج المكسور. فى كل خطوة جرح وألم ودماء تسيل .

ما أحوجنا الآن لعقول منفتحة ، متزنة لها قدرة على فتح جسور حوار مع العالم الخارجى .. ما أحوجنا لمن يتحدث عن العدل والحرية والتسامح . ما أحوجنا لمن يعلى قيمة العلم والبحث والاجتهاد ... من يعيد ترتيب الثقافة الاسلامية التى تتسع للجميع وتقبل بعرض كافة أوجه النظر دون سباب أو سخرية من عقائد أحد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلام كثير و فعل قليل
Zagal ( 2010 / 1 / 26 - 12:36 )
سمعنا الكلام ده من كثير من الكتاب اهمهم الاستاذ سيد القمنى و قبله الاستاذ فرج فوده ... و لكن الفعل صفر... ... بل بالسالب .... و تجهيل المجتمع هو النتيجه..

تنتقدون الشيوخ ولكن الشيوخ بيضحكوا على اولادكم و نساؤكم و الجاهلين منكم. من خلال وسائل الاعلام

الحل هو سيطرتكم على الاعلام.


2 - ليست هذه هى المشكلة فقط
انسان فقط ( 2010 / 1 / 26 - 12:46 )
المشكلة اخونا الكريم ليست فى التدين الظاهرى والشعائرى فقط
المشكلة اكبر من ذلك بكثير وهى ان معظم المثقفين وما يسمى رجال الدين يفصلون دين الله على مقاس الاله الحقيقى الذى يعبدونه دون ان يشعرون الا وهو اله الدولة الوطنية الذى يدعوا كل منهم الى الموت وبذل الغالى من اجل ترابه واحتكار ثرواته الطبيعية دون البشر وكأن الله خص الدول الغنية بهذه الثروات الطبيعية دون الاخرين
انظر كيف ادى هذا الى تحكم اقل من خمس البشرية - الاغنياء - فى اكثر من اربعة اخماس البشرية يعيشون تحت خط الفقر بسبب الحروب والتناحر على الثروات بين الدول التى تحولت الى سجون للناس لا يستطيعون الخروج منها او الدخول اليها الا بما يسمى التاشيرات
اين هى المساواة والعدل والحرية والانسان لا يستطيع ان يسعى فى ارض الله بكل حرية كما امرنا الله الا بموافقة الاله الحقيقى بما يسمى الاقامات والكفيل
يا اخى كل منهم يطالب بالحرية المنقوصة داخل سجنه المسمى وطنا
المساوا والحرية والعدل والتى هى اساس دين الله هى بين البشر جميعا فى ارض الله دون تفرقة عرقية او طائفية او وطنية وتكافؤ الفرص للجميع
http://tawheedmessage.blogspot.com للمزيد


3 - الناس مراتب
عبد الله بوفيم ( 2010 / 1 / 26 - 19:04 )
إن الذي يحدث الناس بما لا يفهمون, يستحق السب والشتم. بعض العلماء سامحهم الله يحدثون بالعلم والحكمة التي لا يفهمها إلا القليل في مجالس الجهل والغوغاء, فينالوا عن ذلك السب والشتم بل والتكفير والتفسيق والتزندق
من جعل الناس سواسية فليس لحمقه دواء. حدث الناس على قدر عقولهم
الدكتور يوسف القرضاوي, في بعض البرامج في قناة الجزيرة- والتي اعتبرها القسم العربي من تلفزة إسرائيل- يجيب عن بعض الأسئلة الملغومة التي يطرحها عليه بعض الصحفيين الذين يريدون إقحامه في بعض الخلافيات التي لا يحق له أن يخوض فيها حفاظا على عقول عامة المسلمين لأن الخوض فيها لن يزيد من إيمان أحد, بل سيعمق الخلاف والشقاق
من جهة أخرى من يظن أنه سيكون فاعلا ومشاركا في رسم معالم محيطه من غير أن يسمع السب والشتم والضرب واللعن فهو حقا واهم. إذا كان كتاب الحوار المتدن, أغلبهم يتجرؤون عن الله عز وجل, الذي خلقهم وأنعم عليهم بنعم من العسير أن يعدوها, ورغم ذلك يتشدقون واصفينه بكل النعوث المنكرة, فكيف بالله يريد إنسان يريد أن يغير ويشارك في التغيير من غير أن يهيء نفسه للصبر على البلاء
على ذلك أن يركن ويختشي


4 - كانت ايام جدا جميلة
سارة ( 2010 / 1 / 27 - 12:47 )
مازلت اتذكر ابي رحمه الله تعالى -كان يتهياء ليوم الجمعة فمساء يوم الخميس يقول لامي
-غدا ساذهب صباحا لاستحم في الحمام التركي البلدي فهيئي لي ثيابي
فيلبس الجبة التونسية ويتعطر فكان عندنا يوم الجمعة عيدا صدقوني كان عندنا عيد مرة كل اسبوع حيث يجلب لنا ابي اشياء نحبها من المحافظة ورغم عصبيته فهو يكون هادئا يوم الجمعة ولا يشغل باله بامر اخر وكذالك في الاعياد ورمظان وكان يخبرنا في الشتاء
الى اي مرحلة وصلنا فكانت له تسميات خاصة به كفلاح-الليالي البيض والليالي السود
عندما يشتد البرد وكل حايته مواسم جاء موسم تلقيح الفسدق واللوز والتين وجني الزيتون والحصاد وبعد نزول المطر يحرث الارض ويزرع مع اهل قريتنا وكان بيتنا مفتوح
كنا لا نغلق الباب حتى ليلا فالناس مستامنين ولا اسمع عن كلمة سلفي او متعصب او غيره
وانما كانت هناك تقاليد تندثر مع الزمن فاين نحن الان من ذالك الوقت الجميل
نحن في زمن الخلافة هي الحل وحجابك هو عفتك فالندخل لليوتوب لنرى ان كان الحجاب يتحكم في الغرائز------------------

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah