الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول مساواة المرأة

هادي ياسر

2010 / 1 / 27
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


بأعتبار أن اِضطهاد المرأة مدان فذلك أمر بديهي من وجهة نظر من يصطف الى جانب تيار ثقافي اِجتماعي متنوع الجذور يواجه الثقافة الأجتماعية التقليد ية الرجعية الموروثة من ثقافة الأقطاع والبرجوازية والرأسمالية.
اِنّ مكانة المرأة في المجتمع سواء في نظرة الرجل لها أم في نظرة السلطة الحاكمة هو تعبير عن مدى التطور الاِجتماعي الثقافي الذي بلغه أي مجتمع ، وهو بطبيعة الحال اِمتداد فكري وثقافي للتركيبة السياسية و ألاِقتصادية ، فاِذا كان سياق التطور يجري بالشكل التقليدي البطيء والمحكوم بضوابط النظام السياسي المهيمن (سواء كان اِقطاعيا أم رأسماليا) فأن تحرر المرأة وتساويها بالحقوق والمكانة الاِجتماعية مع الرجل لن يتحقق اِلا بأشكال هامشية و ديكورية يقصد منها رفع العتب الفكري والثقافي والسياسي والأعلامي الذي يواجه السلطة الحاكمة،بل ويقصد به سد الطريق امامه، وغالبا تتخابث تلك السلطات لتبين أن منح المرأة بعض الحقوق لن يجلب سوى الفساد والأنحطاط الأخلاقي مما سيشكل خطرا على المجتمع(مثالها الفضائيات المبتذ لة على مختلف اشكالها) ،وهي تتعمد نشر الرذيلة والخلاعة والتعري والأباحية في الحياة الأجتماعية وفي الأعلام لتضرب عصافير عديدة بخرطوشة واحدة، لتقول أن المرأة ما هي اِلا جنس ورذيلة يتوجب منعها من دعوات التحرر لتطرح بدائلها...مسألة الحجاب!... تعدد الزوجات ... تنوع أشكال عقود (النكاح).. (وما ملكت أيمانكم)..الخ
فهي ،الأنظمة الحاكمة، ترصد وتصون بحرص شديد المنظومة الفكرية الثقافية المنسجمة مع سلطتها وهيمنتها السياسية والاِقتصادية ككل وترى، دون أن تفصح عن ذلك، أن تحرر المرأة يعني مضاعفة من يبحثون ويطالبون بالحصول على عمل(وتشكل النساء المعانيات من الفقر والعوز والفاقة نسبة كبيرة جدا)، ومضاعفة عدد الطلبة في المدارس والجامعات وبعد ذلك وفي النتيجة المخيفة ستكون المرأة قرينا حقيقيا للرجل في تحمل مشاق الحياة المعيشية مما سيغير من الدعامة الأساسية لهذه الأنظمة ألا وهو المفهوم التقليدي المقدس لنظام /العائلة/ والخوف من أن يؤدي ذلك الى تراجع المنظومة القيمية السائدة (رب الأسرة والزوجة المطيعة والأبوية ونظام الميراث..) بل وربما بما سيؤدي بالضرورة الى تصدع الهيمنة الدينية وما سيتبع ذلك سلسلة من التغيرات التي الطامحة الى تحقيق تكافؤ الفرص وتحسين ظروف العمل وزيادة الأجور والمطالبة بدمقرطة الحياة فتكون المحصلة وبال وشر يفوق حساب الآخرة..في جهنم
من هذا فأن الثورات الحقيقية والتغيرات الحقيقية ، وربما على مدى التأريخ ، تطرح أول ما تطرح في مناهجها وممارساتها مسألة تحرر المرأة، في حين يلاحظ ان اولى علامات نكوصها وتقهقرها تكون في العودة عن مشروع تحرر المرأة، أو على الأقل السكوت والتغاضي.
ومن هنا فأن الرجولة تمثل في جوهرها بوتقة شديدة الأهمية يمكن أن تصهر فيها أثمن وأنفس القيم والمعارف الأنسانية النبيلة،
ولكن اولئك لا يصهرون في الرجولة سوى المعدن الرخيص المزيف ..فيصنعون رجولة مزيفة ليدوم لهم ما يريدون..فالرجولة الحقيقية ما هي ولن تكون اِلا صنو للأنوثة والأمومة المفعمتين بالخلق والعاطفة والجمال والحب وأما الرجولة الحقيقية فلن تقبل لا بالأظطهاد ولا القهر ولا العسف وتقاتل ببسالة حتى الموت من أجل التحرر لكل الناس وفي المقدمة منهم الأطفال والنساء، وهي في هذا تؤدي مهمتها الطبيعية في المشاركة بالخلق مع المرأة والدفاع عن هذا الخلق، كما تدافع المرأة عن الخلق بطبيعتها من خلال توفير الرعاية والعناية وهي لا تتوانى عن الدفاع عن هذا الخلق المشترك حتى لو ضحت بحياتها.
اِنّ الدعوات الى تحرر المرأة غالبا ما تنطلق في اطار فكري مهزوز يصور المسألة وكأن المرأة يمكن أن تتساوى بالرجل من خلال تشريعات مستحد ثة ،أو أن المرأة يمكن أن تستقل في شؤون حياتها عن الرجل، أو أن موضوعة تحرر المرأة بعيدة ومنفصلة عن مجمل اِشكاليات وتعقيدات التطور الأجتماعي والصراع الطبقي
اِن تحرر المرأة يجب أن ينظر له على انه ركن اساس وغير منفصل عن موضوعة التطور الأجتماعي المرتكز على نظرة شاملة
هدفها تمكين المجتمع من التحرر من كل التبعات الفكرية والأخلاقية والثقافية للأنظمة الاِقطاعية والرأسمالية واِطلاق الحريات في سبيل تحقيق ومواصلة التنمية الحقيقية والتطور في شتى مجالات الحياة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ?ول مرة في السعودية.. عرض لم?بس السباحة النسائية في جزيرة أم


.. خطة عمل موسعة وتغيرات مهمة في مخرجات ختام مؤتمر المرأة السور




.. حرائر السويداء بعيداً عن الدم حراكنا سلمي


.. زمزم سعيد نجيبة نازحة من بلدة بيت ليف وأم لخمسة أطفال




.. فاطمة حسين عباس نازحة من بلدة عيترون الحدودية