الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكيم جورج حبش والكلمة الفصل

عطا مناع

2010 / 1 / 28
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


عندما يموت بعض القادة تموت معهم أشياء كثيرة، وفي ذات اللحظة تتفجر الإمكانيات الكامنة في أعماق البشر، وقد لا ينطبق هذا الكلام على واقعنا الغارق في وحل الرذيلة السياسية ولكن إلى حين، ويعتبر الدكتور جورج حبش من القادة الفلسطينيين الذي شكلوا حضورا قل مثيلة في نفوس الوطنيون العرب والفلسطينيون، وخاصة أن رحيله استحضر لحظات من العز عاشتها امتنا العربية من محيطها إلى خليجها، انه النهوض القومي العربي الذي ترك بصمات لا زال فعلها حاضراً عند امتنا العربية التي ستصحو يوما من غفوتها.

ونحن بحضرة الذكرى الثانية لرحيل الحكيم ينفض الفنييق الفلسطيني الرماد عن جسده المحترق ويعود المشهد الفلسطيني سيد الموقف وتختفي الهوامش وتكتسي فلسطين المستحيل لنرى شعباً موحداً في وجه الأخطار التي تهدد وجودة، وحين نفتح صفحات النهوض الوطني الحقيقي قولا وفعلا يتدفق الدم فينا وتعود للأشياء قيمتها وأسماءها وتختفي سنوات انقلاب المقاومة على المقاومين وانقلاب المقاومين على المقاومة، يغيب الجنرال دايون وتأتي الصورة دولة فلسطينية مستقلة هتف لها القادرة الأوائل عام 1988 في بلد المليون شهيد، لحظتها تشابكت الأيدي وتوحدت الحناجر وعلا الهتاف باسم فلسطين والشعب الفلسطيني.

هو التاريخ الغير مزيف، وهي الحكاية اصل الحكاية، حكاية شعب في رجل وحكاية الرجل الشعب، حكاية الرجل الذي تنحى جانياً في زمن الهوس والتدافع للنزول عن الجبل، وهو القائد الذي عاش زمن القافلة التي تسير رغم نباح الكلاب، وكان يعرف أنة سيأتي زمن تسير فيه الكلاب والقافلة تنوح في صحراء التيه الفلسطيني، وكان يعرف أن الحياة في الوحدة ولطالما تحدث عن الوحدة الفلسطينية رغم كل الخلافات المشروعة مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية.

مرت سنة وبعدها سنة على رحيل الحكيم، والوضع على ما هو علية، انقلاب يفرخ انقلاب، وإمارة تحمل في أحشاءها إمارات، والشعوذة السياسية تصول وتجول، من والى مصر وقبلها مكة وهناك عدن، نقف لبعضنا على النقطة والحرف ونقدم لأعدائنا حسن النوايا في السر والعلن وبلا خجل،ونفتح بالفنجان لاستطلاع المستقبل، وننادي ليل نهار بالمقاومة ونقطع يد من يفكر بالمقاومة.

في غياب الحكيم غابت الكلمة وتبدلت المصطلحات، هي حقائق الأشياء، علينا أن نعترف، هؤلاء الأشبال ليس من ذاك الأسد، لقد ولى زمن الأسود، وأصبح الكلمة تعرض في دواوين العواصم، نستجدى المواقف والتعاطف مع أم القضايا، لماذا تبدلت أحولنا وتهنا في التفاصيل؟؟؟؟؟ ولماذا لا نعود لأصل الحكاية ونراكم لما أنجزه من سبقونا؟؟؟؟؟ بماذا اختلف الحكيم وأبناء جيله عن قيادتنا الحالية؟؟؟؟ هي ألكلمه الفصل والرفض بلعب دور الكومبارس والتمسك بان يكون المايسترو الذي يصنع التاريخ ويكتبه ولو بالدم.

لقد قيل في الحكيم الكثير، قالوا أنة الثوري الذي لا يموت، وقالوا أنة الذي قرأ الواقع والمستقبل أنة مؤسس حركة القوميين العرب، وقالوا أنة القائد الفلسطيني الفذ الذي تحيز لعروبته، وأنة القائد الذي تجاوز الجغرافيا وفرض نفسه على التاريخ، كتبوا فيه الكثير وصدرت المنشورات والكتب التي تحكي زمن الحكيم، لقد انصفوه في الوقت الذي لم ينصفه شعبة ومحبيه، فتمر الذكرى وكأنة لم يكن، وهذا طبيعي في الزمن الفلسطيني اللامعقول.

وفي مرحلة الموات الوطني والتجاذب السياسي الداخلي من الطبيعي أن تتبدل الأشياء, ويصبح الرويبضه صاحب" الكلمة الفصل" الكلمة التي تخلف وراءها الموت والدمار، كلمة لا معنى لها سوى المزيد من التشظي والانقسام الذي يشكل القاعدة الرئيسة للاباده الجماعية والتبعية.

قد تأتي الذكرى الثالثة لاستشهاد صاحب الكلمة الفصل وقد تغيرت أحوالنا، هي أمنية نقولها في حضرة الحكيم، ولكن تبقى الأمنية خاضعة للصدفة، والصدفة لا تحقق تطلعات الشعوب التي تصبوا للتحرر من قهر الاحتلال، لكن الحتمية التي لا مفر منها أننا سنشهد يوماً نقف فيه بمئات الآلاف نحي ذكرى الحكيم والآباء الأوائل الذي بشروا بالخلاص ونفخوا في البوق واستقطبوا شعبهم وقادوه لشاطيء الأمان، عندها نكون قد تحررنا وقلنا الكلمة الفصل بان لا مفر من إتباع تعاليم من عاشوا وماتوا محافظين على الوعد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا...اليمين المتطرف في الصدارة | #غرفة_الأخبار


.. الشرطة الإسرائيلية تصد متظاهرين يطالبون الحكومة بعودة المحتج




.. اشتباكات عنيفة بين قوات من الجيش الإسرائيلي وعناصر من الفصائ


.. اقتصاد فرنسا رهين نتائج الانتخابات.. و-اليمين المتطرف- يتصدر




.. كيف نجح اليمين المتطرف في أن يصبح لاعبا أساسيا في الحياة الس