الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القادة الكورد وعملية اللعب بالنار

نزار أحمد

2010 / 1 / 28
القضية الكردية


كممثلين للشعب الكوردي لاجدل حول احقية وقانونية الخطوات التي يتبعها الساسة الاكراد في استغلال حالة الفوضى وصراعات النفوذ السائدة في بغداد وشهوة احزاب الاسلام السياسي في الالتفاف ومصادرة العملية الديمقراطية من اجل تحقيق مكاسبا مميزة للشعب الكوردي بدون التفكير بالمصلحة العامة, ولكن هل فكر الساسة الاكراد بما يخبي المستقبل لهم ؟, وهل درس حقا القادة الاكراد العواقب المستقبلية؟. خلال الست سنوات الماضية تحالف الساسة الاكراد مع احزاب الاسلام السياسي وهذا التحالف حقق مكاسبا عدة للشعب الكوردي ممكن وصفها على انها مكاسب مرحلية مستغلين شهوة احزاب الاسلام السياسي في مصادرة الديمقراطية وغير مكترثين بانفراد احزاب الاسلام السياسي بالسلطة وبسط نفوذها على الاعلام العراقي ومؤسسات الدولة القضائية والتنفيذية حيث يرى الاكراد بالحليف امريكا ضامنا لهذه المكاسب المرحلية. في الاشهر القريبة الماضية لاحظنا ثمار تحالف الاكراد مع احزاب الاسلام السياسي والمتمثل بتمرير قانون الانتخابات المجحف لابسط مبادئ الديمقراطية وقرارات هيئة المساءلة والعدالة المصممة لغرض واحد وهو تهميش القوائم العلمانية. وقبل ان احذر القادة الاكراد بالتبعيات المستقبلية لمثل هذه الشراكة الوقتية, لابد لي اولا من ابراز بعض الحقائق المهمة وهي:

1: علمتنا سيرة وسلوك وافعال احزاب الاسلام السياسي خلال الست سنوات الماضية بأنها احزاب دكاتورية عنصرية طائفية انتهازية لاتعرف صاحبا وصديقا ولايهمها سوى مصالح عناصرها الخاصة وشهوتها في الانفراد بالسلطة ومصادرة والالتفاف على مبادئ الديمقراطية واسس العملية السياسية التعددية وتواطؤها العلني مع النظام الايراني. مثل هذه الاحزاب لايمكن الامان بها حيث علمتنا تجارب الست سنوات الماضية بأنها مستعدة عن التخلي عن اصحابها واصدقائها والذين كان لهم الدور الاكبر في وصولها الى السلطة.

2: لايمكن الجزم بأن امريكا سوف تظل دائما الحامي والضامن والصديق للشعب الكوردي لأن الحكومات الغربية لا تفكر الا في مصالحها الخاصة وعندما تحدث مستجدات تجد فيها امريكا بأن مصلحتها الخاصة تتعارض مع دعمها للاكراد فسوف لاتفكر امريكا لحظة واحدة في التخلي عن اصدقاء الامس وللشعب الكوردي تجارب ميدانية مع السياسة الامريكية حيث تخلت امريكا عن مصطفى البرزاني عام 1976 وايضا لم تحرك امريكا ساكنا عندما كان صدام يبيد الشعب الكوردي ابادة جماعية.

فقد لاحظنا لحظة وصول براك اوباما الى البيت الابيض وتخليه عن سياسة والتزامات حكومة جورج بوش اتجاه العراق كيف بانت حقيقة احزاب الاسلام السياسي في مصادرة العملية الديمقراطية التعددية وبسط نفوذها على الاعلام والقضاء العراقي وكيف بدأ النظام الايراني يتدخل علنيا وليس سريا في شؤون العراق الداخلية وكأن العراق عبارة عن محافظة ايرانية وليس دولة مستقلة. ماذا يحصل عندما تسحب امريكا قواتها من العراق؟. سوف تستولي وتنفرد احزاب الاسلام السياسي بالسلطة وتتحول العملية الديمقراطية الى عملية صورية مشابه لديمقراطية ملالي ايران وعندما تتمكن حكومة الاسلام السياسي من بسط نفوذها على جميع مؤسسات البلد ويستعيد الجيش العراقي قدرته فأن احتلال الجيش العراقي لاقليم كوردستان والعودة الى المربع الاول سوف يكون واقعا حتميا بانتظار الظرف المناسب. ففي وقتها عندما تجد احزاب الاسلام السياسي ظرفا معينا يمنع امريكا من التدخل عسكريا كأن تكون ازمة نفطية جديدة وهذا وارد اذا اخذنا بنظر الاعتبار أن الاقتصاد العالمي آجلا ام عاجلا سوف يستعيد عافيته فسوف لاتتردد لحظة واحدة في احتلال كوردستان والقضاء على جميع المكاسب الوقتية التي حققتها حكومة الاقليم. فاولا: الاحزاب الدكتاتورية لايمكن الثقة بها فهي دائما تبحث عن توسيع رقعة نفوذها. ثانيا: آخر ما تفكر به ايران هو ازدهار وتمتع كوردستان بحكم ذاتي لأن ايران تخشى مطالبة اكرادها بذلك. وقد علمتنا تجارب الست سنوات الماضية بأن احزاب الاسلام السياسي لاتستطيع رفض مطاليب وتوجيهات طهران.

فما هو الاهم, مكاسب مرحلية نتيجة التحالف مع احزاب دكتاتورية عنصرية طائفية انتهازية لا تترك فرصة سانحة الى وغدرت باعز واقرب الاصدقاء لها, ام التحالف مع القوى الوطنية العلمانية التي تؤمن بمبادئ واسس الديمقراطية والعيش الهنيئ لجميع مكونات الشعب العراقي وبدون تمييز وضمان استقلالية الاعلام والقضاء وصيانة حريات الفرد الشخصية؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خيام لا تقيهم برد الشتاء ولا حر الصيف.. موجات الحر تفاقم معا


.. العالم الليلة | ترمب: أتطلع لمناظرة بايدن.. ونتنياهو لعائلات




.. الأمم المتحدة تبدي انزعاجها من إجراءات إنفاذ القانون ضد محتج


.. الأمين العام للأمم المتحدة: نحث الأطراف بقوة على التوصل لاتف




.. اعتقال مرشحة للرئاسة الأمريكية في احتجاجات داعمة لغزة