الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جدل العقلانية في الفلسفة النقدية لمدرسة فرانكفورت

مازن لطيف علي

2010 / 1 / 28
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


صدر حديثاً كتاب " جدل العقلاينة في الفلسفة النقدية لمدرسة فرانكفورت" تاليف الدكتور كمال بومنيرتتألف بنية الكتاب من خمسبة فصول ، الاول عنوانه : مسألة العقلانية وأشكالها لدى مدرسة فراكفورت ، حيث تركز الاهتمام فيه على دراسة مفهوم العقلانية لدى رواد مدرسة فرانفورت ، وبالخص ماكس هوركايمر ، وتيودور أدورنو ، وهؤلاء يمثلان مع ماركوز الرعيم الأول للنظرية النقدية ، وقد اكدوا رواد مدرسة فرانفورت ان العقلانية الأداتية أو التكنولوجية قد تبلورت بشكل واضح منذ عصر الانوار ...ومن ضمن اهم مهامهم الفلسفية كانت نقد العقلانية الأداتية التي اصبحت توظف في المجتمعات المتقدمة صناعياً للسيطرة على الانسان على منوال يخدم القوى والمؤسسات السياسية والاقتصادية القائمة ، والتي تمل عائقا حقيقيا لحرية الإنسان . وقدر ركز منظرو وفلاسفة مدرسة فرانكفورت اهتماهم على " العقلانية النقدية" التي رفضت الامتثال او الانصياع لما هو سائد وجاهز وعملت على توجيه النقد للأفكار والأفعال والنظريات والمؤسسات .
اما الفصل الثاني فتناول كمال بومنير : العقلانية التكنولوجية ومنطق السيطرة ، تناول المؤلف جذور العقلانية التكنولوجية عند ماكس فييبر ، وماركس ومسألة التقنية ، وهيدجر ومسألة التقنية ، وكذلك العقلانية التكنولوجيةوالتي تم تسخيرها لما يخدم مصالح ومنافع الانسان ، غير ان المعرفة العلمية والتقنية التي وجهت للسيطرة على الطبيعة والتحكم فيها قد تم استخدامها ايضا للسيطرة على الانسان ، بمعنى انه تم نقل نظام السيطرة في مجال الطبيعة إلى مجال الإنساني .
اما الفصل الثالث فكان بعنوان : آليات السيطرة في ظل العقلانية التكنولوجية ، حيث بحث المؤلف في الآليات الاساسية التي ترتكز عليها العقلانية التكنولوجية في سيطرتها على الانسان داخل المجتمعات المتقدمة صناعيا ، وقد وظف ماركوز المقولات الفرويدية للكشف عن الآليات السيكولوجية التي انتجت ما يسميه بالقمع ، لهذا ركز اهتمامه لبيان أن في ظل العقلانية التكنولوجية لم يعد القمع المسلط على الإنسان يتم على المستى الخارجي أي على المستوى الاجتماعي والسياسي ، بل امتد على المستوى الداخلي ولحق حياته النفسية والذهنية والغريزية من خلال توجيه الثقافة والفن وتشيؤ اللغة .
في الفصل الرابع تناول : العقلانية التكنلوجية والتحرر ، حيث تركز الاهتمام على طرح ماركوز للإمكانات التي تتضمنها العقلانية التكنلوجية في تحقيق التحرر الإنساني ، ذلك ان الارتباط الذي قام بين العقلانية والسيطرة على الانسان والتحكم فيه كان شروط وعوامل تاريخية ، وتحديدا نتيجة شروط اقتصادية وسياسية التي انتجت بما يسمى " التوجيه السياسي" الذي تقف ورائه قوى ومؤسسات اقتصادية وسياسية داخل المجتمعات المتقدمة صناعيا التي تمارس عملية السيطرة .
وتناول الفصل الخامس _الاخير _ : رؤية نقدية لمسألة العقلانية والتكنولوجية عند هربرت ماركوز ، نقدا له وخاصة في مفهومه للتكنولوجيا الحديثة ، حيث وجد المؤلف صعوبة في القول بإمكانية انبثاق مثل هذه التكنلوجيا الجديدة في ظل الشروط التريخية الحالية ، وضمن السياق الاقتصادي والسياسي الذي عرفه المجتمعات المتقدمة صناعيا .
في نهاية الكتب يستخلص المؤلف عدد من النتائج منها ان العقلانية التكنولوجية مكانة اساسية في الفلسفة الماركوزية ، بالرغم من غموض موقفه من هذه العقلانية من جهة علاقتها بالسيطرة على الانسان المعاصر داخل المجتمعات المتقدمة صناعيا ، ويبيت اه لاوجود لتناقض في فكر ماركوز فيما يخص مسألة العقلانية التكنولوجية ، واخير يذكر المؤلف انه يمكن القول ان اهمية مسألة العقلانية التكنولوجية عند ماركوز تكمن في طرحه النقدي لها ، ذلك ان التأكيد على هذا الطرح كان الغرض منه تجاوز الواقع القائم على السيطرة قصد تحقيق التحرر الانساني المنشود .
كتاب " جدل العقلانية في النظرية النقدية " يقدم رؤية وتحليل حداثوي للعقلانية وتطورها في مدرسة فرنكفورت وفي فكر هربرت ماركوز نموذجاً.. يتألف الكتاب من 256 صفحة من القطع الوسط وهو صادر عن منشورات الاختلاف عام 2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد يطالب عضو مجلس الحرب ب


.. عالم الزلزال الهولندي يثير الجدل بتصريحات جديدة عن بناء #أهر




.. واشنطن والرياض وتل أبيب.. أي فرص للصفقة الثلاثية؟


.. أكسيوس: إدارة بايدن تحمل السنوار مسؤولية توقف مفاوضات التهدئ




.. غانتس يضع خطة من 6 نقاط في غزة.. مهلة 20 يوما أو الاستقالة