الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


درس فى حب مصر

مصطفى عبيد

2010 / 1 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لم تر مصر هذه العتمة من قبل . لم تعرف الأرض الخضراء افكار التعصب واحاديث الكراهية وحكايات الفتنة ففى سنوات مصر الليبرالية حيث كان الوفد هو الحصن و الحضن الأول، وكانت القومية المصرية هى المعبر الأول عن الهوية . لم يكن سهلا ان تعرف ان كان الشخص مسلم ام مسيحى ، لأن الغطاء الأعم هو ان تكن مصريا .

نبيلا رأيته فى سنواته الأخيرة يستغرب القيم التى تلاشت ، ويندهش من ثقافة المجتمع التى تبدلت . جميلا كان عندما حكى لنا معشر الشباب عن مصر التى كانت ، والرجال العظام الذين احبوها ومنحوها حياتهم . كثيرا ما كان سعد فخرى عبد النور سكرتير عام حزب الوفد الراحل يجلس فى تواضع مع شباب مصر الليبرالى ليتحدث عن الحرية والتسامح والوحدة الوطنية. فى واحدة من حكاياته الحديثة قال لنا انه ذهب الى العباسية لمؤازرة ابن شقيقه منير عبد النورمرشح الوفد فى انتخابات مجلس الشعب عام 2000. وكان مرشح الحزب الوطنى وقتها قد دعا ابناء الدائرة الى عدم انتخاب مرشح الوفد بدعوى انه قبطى ، والتف انصار الحزب الوطنى حول سيارة سعد عبد النور فى تمثيلية سخيفة وهم يرددون " لا إاله الا الله " ،وخرج سعد من سيارته بصعوبة ليقف امام صيحات حمقاء تردد نصف الشهادتين فى انتهازية سياسية لم تعرفها مصر . وفوجىء الناس بهتاف سعد عبد النور " ومحمد رسول الله " وهو ما صدمهم واخرس السنتهم . فقال لهم الوفدى العظيم : أنا مسلم مثلكم ، وكل من يحب مصر يحمل دينا واحدا . لقد كان مكرم عبيد باشا يقول " نحن مسلمون وطنا ونصارى دينا ". وتفهم الناس الدرس جيدا . نحن جميعا على دين واحد ، مادمنا فى وطن واحد . إن كلمة قبطى تدل على المصرى القديم وهو ما يعنى ان كل مصرى قبطى ان كان مسلما او مسيحيا . كما ان كل مصرى مسلم بانتمائه لمصر التى تشربت كثير من حضارة الاسلام .

تلك أمة قد خلت ، وهؤلاء رجال لا يتكررون . أحبوا مصر وعلموا ان الانتماء لها يجب اى انتماء . وايقنوا ان دعوات الكراهية لا يمكن ان تصدر الا فى اوقات التخلف وازمنة التردى . والآن ونحن بعيد عن الراحل العظيم ، ومن خلال رحلتنا العابرة على هذه الارض اهدى الي روحه أبيات من الشعر كتبها المبدع الوطنى صلاح جاهين يقول فيها : يا اتنين عجايز حاج ومقدس / يا صورة طالعة من جواز السفر / يا رسم على وش التابوت مرسوم /فى حفاير الفيوم / جبانة م الزمن العتيق / مشهورة بالصناديق / وعليها بالالوان صور مخاليق / كاهن مراكبى ست بيت تاجر/ بنية حلوة عسكرى شاعر /صور بشر ايامهم انحسرت / مداينهم اندثرت / توابيتهم انكسرت /مافضلش منها غير وشوش/بيبصوا نفس البصة /وبيحكوا نفس القصة /مستغرقين فى الموت بلا غصة /وفى الخلود رايحين / زى اللى فى الجورنال فى صفحة الموتى / قلت الشبه من أين يتأتى ؟/ قالوا عشان الكل مصريين /الكل نفس الهوية / نعى المطارنة جنب نعى الشيوخ ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وطن واحد هو مصر
Zagal ( 2010 / 1 / 28 - 13:19 )
للاسف يا استاذ مصطفى اصبح الوطن العربى هو حلم كل مسلم و ليس وحدة مصر ..

لدرجة ان - طز فى مصر- اصبحت المثل الاعلى للاسلاميين.

واصبحت خيانة مصر لحساب الوطن العربى هى بطوله اسلاميه و الدليل على هذا تغجير الفنادق و السياح و الكنائس و الاديره و التهجم على الاقباط و منعهم الصلاه ... وانت تعرف الباقى

و للان لم يخرج اى مسؤل يجرم تلك البشاعه الاسلاميه او ان القضاء اخذ خطوه مسئوله للحكم الرادع لبلك الانتهاكات و كأنهم خايفين من اسامه بن لادن او الظواهرى ... او غدر الجماعات الاسلاميه..

و للاسف كل واحد خايف على مركزه..

اى حب لمصر يحمله المسلمين الاقباط!!
اى عدل هذا الذى تنبذ فيه الاقباط المسيحيين ويدعونهم عظمة زرقاء او يشتموه و يقولون فى وشه صليب الكلب !!!

هل هذا احترام او ادنى تعبير عن الوطنيه


2 - أين الوفد اليوم من ذلك الوفد
محمد حسين يونس ( 2010 / 1 / 28 - 17:49 )
عندما قرر الباشا أن يعيد اسم الوفد نسي كل تقاليده والتي أهمها المواطنه الواحدة لكل المصريين والتوجهات الليبرالية السياسية والأقتصادية فأطل علينا مسخا لا علاقة له بوفد النحاس أو زغلول لقد كان التيار أقوى بعد أن انهارت القيم التنويرية ليحل محلها قيم السوق وما تغلة من دولارات


3 - شكرا جزيلا
أبو لهب المصري ( 2010 / 1 / 30 - 05:13 )
أشكرك جزيل الشكر على هذه المشاعر النبيلة
ليت كل المصريين يحذون حذوك وحذو رجال الزمن الجميل
ولا ينساقون وراء الغوغائيين الذين يتخذون الدين ساترا لكل موبيقاتهم وأعمالهم المخزية !!
تحياتى

اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah