الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التسامي فوق عقيدة التكفير

احسان طالب

2010 / 1 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


السؤال الذي يطرح نفسه أمام الإرادة والرغبة في التسامي فوق عقيدة التكفير التي تغرق العقائد الدينية نفسها فيها

كيف لنا أن نتجاوز أو نعد ل في ذلك الإرث الثقيل المتصلب و القائم على جملة كبيرة من الأدلة والنصوص والفتاوى والتي تدعو لتكفير الآخر و إقامة الحد علية ومحاربته
هذه بعض الأدلة وأمثالها كثيرة وهي منتشرة في أدبيات الإسلاميين القدماء و المعاصرين
وإلى الآن لم يتمكن أحد من إعطاء أراء محددة وواضحة في دلالة هذة الأدلة بالذات
وجل ما نطلع عليه هو نصوص أخرى عمومية يتعلل علماء التفسير بأنها نسخت بأدلة أخص منها
( إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية ( 6 ) إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ( 7 )
سورة البينة
( يا أهل الكتاب لما تكفرون بأيات الله وأنتم تشهدون )

سورة آل عمران الآية 70
(ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين )
سورة آل عمران الآية 67
(قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون).
سورة آل عمران الآية 98
(يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقاً لما معكم من قبل أن نطمس وجوهاً فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولاً).
سورة النساء الآية
47
لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة
سورة المائدة الآية 73..
لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم
سورة المائدة الآية 17
وسورة المائدة مليئة بالنصوص التي تكفر غير المسلمين
وهناك الكثير من الأدلة لا يتسع لها المقام
:حديث شريف
:والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرسلتُ به إلا كان من أصحاب النار" النووي في شرح مسلم)(2/188)
أقوال العلماء

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى (12/496) : ( قد ثبت في الكتاب والسنة والإجماع أن من بلغته رسالة النبي صلى الله عليه وسلم فلم يؤمن به فهو كافر لا يقبل منه الاعتذار بالاجتهاد لظهور أدلة الرسالة وأعلام النبوة)
يحتوي النص الديني على توجهات متعارضة ، فهو إنساني في بعض جوانبه ، أحادي الرؤية والتوجه في بعضها الآخر ، لكنه في المحصلة ينحاز لرؤية مركزية تفصل بين الناس على أساس الانتماء الديني : ((أم نجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون)
{أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون}القلم:35، 36
الإشكالية المفتوحة هنا هي في تصنيف الناس مسلمين ومجرمين فظاهر الآية يأخذ بيد التفسير المتشدد ليجعل كل من هو غير مسلم مجرم بصرف النظر عن المقاييس الإنسانية والأخلاقية
هذا الإشكال بحاجة إلى معالجة للخروج من منطق التفريق و التكفير
( إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية ( 6 ) إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ( 7 ) سورة البينة
لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة ) سورة البينة الآية 1
اتفق المفسرون قديما وحديثا على أن المقصود بأهل الكتاب هنا هم اليهود والنصارى، ويركز المتشددون الأصوليون على هذه الآية لتأكيد عقيدة التكفير تجاه الأخر فالنص على الفصل بين المشركين عبدة الأصنام وأهل الكتاب يتسق بدلالاته من مع مذهب شمل غير المسلمين تحت راية واحدة وهي راية الكفر
قال القرطبي في تفسيرا لآية 35 من سورة القلم أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ

أي كالكفار . فقرن بين الإجرام والكفر. تلك البيئة المعرفية المصاحبة للنص القرآن أسست لذهنية منغلقة تجاه الأديان الأخرى وصنعت إرادة التكفير االلا واعية، في حين لم يتمكن دعاة الاعتدال والوسطية من ترسيخ البعد الإنساني لنصوص وآيات شملت الإسلام مع أديان أخرى بمفهوم الإيمان ( إن الذين أمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من أمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) سورة البقرة الآية 62
هذه الآية ومثلها في سورة المائدة جعلت جوهر الإيمان واحد يظل بمفهومه الشامل كل من آمن بالله دون تخصيص لدين بذاته واستثنت فقط الوثنيين، والدلالة العقلية تسمح استنادا إلى مفهوم الإيمان الأكثر شمولا بدخول إتباع الديانات السماوية وغيرها ممن تحلى بفضيلة الإيمان بالله في زمرة المؤمنين الصالحين الناجين في الدنيا والآخرة . الاستعصاء القديم الجديد هو في الأدلة المقارنة في مقامات دلالية أصيلة و طارئة، والمستخرجة بدورها من آيات ظاهرة التفسير جلية المعنى ، كالتي ذكر في الساق أعلاه ، تعارض ما يبتغيه القائلون بإنسانية الإيمان ووحدة التوجه نحو الإله الأعلى.
نظرية المعرفة والإيمان العقلي مدخل لمعالجة الفهم العصي على التغيير ومنهج فلسفي يحمل إمكانية التصدي لعقيدة التكفير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 81-Ali-Imran


.. 82-Ali-Imran




.. 83-Ali-Imran


.. 85-Ali-Imran




.. أفكار محمد باقر الصدر وعلاقته بحركات الإسلام السياسي السني