الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفاطسون والراحلون من رجال الاعمال

أبي زيد السروجي

2010 / 1 / 28
المجتمع المدني


هنالك فرق بين فطس رجل الأعمال فلان ورحل رجل الأعمال فلان، والفرق ليس بالتشنيع في كلمة فطس، بل بالصفة التي جعلته من الفاطسين وليس من الراحلين، ورجال الأعمال منقسمين نصفين منهم الفاطسون ومنهم الراحلون، والراحلون قلة قليلة جدا.

في البدء نحن بحاجة إلى تتبع ألية تجمع رأس المال عند التاجر السعودي، فالتاجر السعودي لم ينمو رأس ماله بشكل طبيعي وذلك من خلال تراكم رأس المال، بل نمى بشكل غير طبيعي وبأوجه غير قانونية، أما عن طريق احتكار سلعة ما، أو عن طريق مناقصات مشبوهة، أو عن طريق مساهمات وسرقة لمال الشعب، ونحن نتحدث عن الغالبية العظمى من رجال الأعمال بالسعودية.

وعندما نتتبع إسهامات رجال الأعمال لخدمة المجتمع، نجدها قليلة جداً، بل أن عدد منهم اسهم بطريقة مباشر أو غير مباشرة في تفكيك المجتمع وذلك من خلال دعمه لليمين المتطرف، وقد اسهم هذا اليمين في بث خطاب الكراهية الذي اسهم في تفكيك المجتمع.

وفي السنوات الماضية عندما تم تسليط الضوء على هذه الطبقة الاستغلالية التي تسمى رجال أعمال، قاموا بالتحرك قليلاً وذلك من خلال توظيف بعض الكفاءات من أبناء البلد في القطاع الخاص، ويظهرون وكأنهم يتمننون على أبناء المجتمع بانهم قاموا بتوظيفهم بشركاتهم الخاصة، مع العلم بان أموال هؤلاء التجار نمت من خلال سرقة الشعب.

وعقلية رجل الأعمال السعودي ما زالت عقلية سطحية، فهي بارعة بالتأكيد في استغلال أي ثغرة لشفط المال واستغلال الشعب، ولكن عندما يلتفت رجل الأعمال لمسألة كخدمة المجتمع نجده يتجمد عقله ويفقد براعته السابقة، فلا هو اصبح بارع في ضخ المال لخدمة المجتمع، وفقد بالطبع براعته في اختراع سبل جديدة لتوظيف المال لخدمة المجتمع، فإسهاماتهم متدنية وهي تندرج تحت نشاطين (أ-بناء مساجد، ب-توزيع هبات على الفقراء عينية أو مادية) وهذه الأنشطة توضح لنا مدى سطحية تفكير رجل الأعمال.

إذن مالمطلوب، المطلوب هو القيام بتنمية المجتمع من خلال دعم مؤسسات المجتمع المدني، و دعم مراكز الأبحاث والجامعات والمكتبات، ووضع خطط بعيدة المدى لمثل هذه المشاريع، وعدم الاكتفاء بالهبات، فالهبات لا يمكن الاعتماد عليها في عمل نهضوي شامل.

عندما نريد أن تتضح لنا الصورة، لنقارن بين احد رجال الأعمال بالسعودية و رجال الأعمال في لبنان، ولنأخذ الوليد بن طلال و رفيق الحريري نموذجا، فقد قام رفيق الحريري بدعم الجامعات اللبانية والمكتبات، كما قام بابتعاث اكثر من 30 ألف طالب لبناني على حسابه الخاص، وقد اسهم في جلب الاستثمارات للبنان، بينما لم يقدم الوليد بن طلال لمجتمعه شي، لم يبتعث طلاب ولم يدعم المكتبات وألا مراكز البحث العلمي، فقد اكتفى الوليد بن طلال بإرسال مولدات الكهرباء للقرى السعودية وببناء وحدات سكنية متهالكة للفقراء وبتوزيع هبات مادية للفقراء، وهذا ما يوضح مدى سطحية رجل الأعمال السعودي.

عندما يموت رجل الأعمال السعودي، نصفه بالفاطس، لانه لم يترك خلفه ما يجعلنا نتذكره، ونتذكر عطائه، وجهوده في ألإسهام بنمو مجتمعه، ولكن عندما يموت الحريري يصبح الراحل، لانه ترك خلفه الكثير من الأمور التي نرى جهوده فيها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بإبرام صفقة تبادل فورية


.. طلاب نيويورك يواصلون تحدي السلطات ويتظاهرون رفضا لحرب غزة




.. نقاش | اليمن يصعد عملياته للمرحلة الرابعة إسناداً لغزة ... و


.. لحظة اعتقال قوات الاحتلال حارس القنصل اليوناني داخل كنيسة ال




.. حملة أمنية تسفر عن اعتقال 600 متهم من عصابات الجريمة المنظمة