الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار خاص بين رجل دين وعلماني

حسين محيي الدين

2010 / 1 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ما أن سمع صاحبي رجل الدين بكلمة علماني أو علمانية حتى اهتزت فرائصه ووضع قبضته اليسرى متفقدا فيها لحيته واليمنى في جيبه مطمئنا على مافيه وما أكتسبه في يومه لا خوفا على مبادئ الدين الحنيف بل على سلطة أكتسبها ونفوذ وثروة حققها لنفسه خلال قرون من الزمن لم تكن أساسا خصها الدين له . ولم تتأتى له من خلال عمله أو جهده . حاولت أن أهدئ من روعه وأبدد من فزعه حتى أتمكن من محاورته . فسألته . ماذا تعرف عن العلمانية ؟؟ فأجابني (( أنها مروق ديني وكفر وزندقة والحاد )) فقلت له أستغفر الله وأشهد أن لا أله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله . أقولها لسانا وأومن بها قلبا وأنا ياشيخي ألجليل رجل علماني ومن أسرة عربية عريقة في أسلامها وتشيعها . فأزداد حنقه وصك على أسنانه وهو يتمتم ويحدث نفسه بأسف وحرقة (( ماذا جنينا منكم يا أبناء رجال الدين سوى ألعقوق والخروج عن كل ماهو مألوف )) ثم استدار نحوي وقال بشي من الاستخفاف والتعالي . وماذا تعرف أنت عن ألعلمانية ؟ فأجبته بأن كلمة علماني لم تطل علينا إلا من تحت عباءة رجل الدين ومنذ زمن بعيد . وهي للدلالة على طبقة رجال الدين الذين يقومون على خدمة الشؤون الدنيوية لعامة المتدينين وذلك تميزا لها عن طبقة الرهبان والقساوسة المتفرغين لشؤون العبادة والتبتل الروحي بصورة كاملة وبمعزل عن الشؤون الدنيوية . فانفرجت أساريره وتغيرت ملامح وجهه وكأن لسان حاله يقول (( وجدتها فمحدثي لايميز بين الإسلام والمسيحية )) لم أهتم كثيرا بما كان يفكرفيه بقدر ماكنت مهتما بإيصال فكرتي عن العلمانية إليه واستطردت قائلا كما أستعمل نعت علماني للإشارة إلى ألألعاب الفروسية التي تقيمها الكنيسة على رأس كل مائة سنة ميلادية احتفالا بانقضاء قرن ودخول قرن أخر . ثم اتسعت هذه الكلمة للدلالة على كل المؤسسات الدنيوية والزمنية وشؤون عامة الناس تميزا لها عن الهياكل والمؤسسات الدينية والروحية . وكان العلمانيون يشكلون طبقة أدنى من طبقة القساوسة والرهبان والروحانيين . وبدءا من القرن السادس عشر ميلادي بدأت العلمانية تتخلص من عباءتها الدينية فلم يعد العلماني أقل شأنا من رجل الدين بل بدأ يعلو شأنه وأصبح يدل على كل ماهو جليل ورفيع ومتميز حيث بدأ رجل الدين يفقد رجل الدين بريقه ورفعته كما أن كلمة علماني لم تعد تقتصر على رجالات الكنيسة ومتكلميها وإنما على انتقال شخص من العمل الديني إلى العمل الدنيوي حيث اكتسب هذا المصطلح بعدا اجتماعيا وسياسيا واضحا وأصبحت تدل على انتقال ممتلكات الكنيسة الذي أثرت وسيطرت على كل مايقع تحت أيديها مرتا ببيع صكوك الغفران وأخرى بالاستيلاء ألقصري على ممتلكات الناس . وهنا انتفض الشيخ وكشر عن أنيابه وحدثني وكأنه يريد إسماع غيري من الحضور قائلا (( أولا هذه الكلمة ويقصد العلمانية وافدة علينا من المجتمعات الكافرة ونحن مسلمون ولا يعنينا ما يؤمن به الكفار فإذا كان رجال الكنيسة ثلة من العاطلين عن العمل مدعين تفرغهم للعبادة والتبتل فان ديننا الحنيف يؤكد على ضرورة العمل ويعتبر أن العمل عبادة وان المؤسسة الدينية لا تمتلك شيئا من العقارات والأراضي والأموال ولا تطمح إلى الاستيلاء على السلطة وسحبها من تحت أقدام السياسيين و و و .... )) ثم أردف قائلا حدثني عما تعنيه العلمانية في الوقت الراهن فأجبته أن للعلمانية تعار يف كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر أنها تعني فصل الدين عن الدولة أو حياد الدين إزاء القضايا الاعتقادية أو الروح العلمية والوجهة العقلية في النظر للعالم وتشخيص الأمور أو الدنيوية وما إلى ذلك من تعار يف هدأ الشيخ على أمل اللقاء مرتا ثانية لاستكمال الحديث








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كنسيون حقدة وملاحدة جهلة
نبيل راغب ( 2010 / 1 / 30 - 20:47 )
يبدو ان الشيوعيين قد استبدلوا قناعهم القديم بقناع جديد اسمه العلمانية ؟!


2 - العلمانية تتقاطع مع توجهات رجل الدين
علي الشمري ( 2010 / 1 / 30 - 20:54 )
الاخ الكاتب المحترم
كما معروف عن رجل الدين هو عبارة عن كائن طفيلي يعتاش على جهد الاخرين دون ان يبذل جهدا ,وتأتيه الاموال من عوام الناس البسطاء بذرائع وفتاوي مختلفة ,وهو متنعم ويعيش حياة مترفة,.
لكن هذه الايام وفي عراق الحرية والديمقراطية المستوردة بدا رجل الدين بالانتقال النوعي في حياته وذلك بالعمل بخطين متوازيين ,الخط الديني والخط التجاري المتمثل بشركات اللحوم والدجاج ومشتقاتهالغرض تنمية روؤس اموال خاصة بهم,وربما مستقبلا سوف يتجهون لاعمال اخرى أكثر ربحية,كي لا يعاب عليهم من قبل العلمانيين بانهم أناس طفيليين...وهذا الخط الثاني قد يبعدهم كليا ,عن الدين اذا رأو فيه ربحية اكثر,راجيا منك ان تطرح خلال لقائك القادم مع رجل الدين عن مشاريعهم التجارية القادمة...
تحياتي للكاتب


3 - بداية موفقة
ناهد ( 2010 / 1 / 30 - 21:02 )
احييك الكاتب المحترم فهذه بدايه موفقة للتسويق للعلمانية ، كل الاحترام واستمر
سلام


4 - شبعنا من هؤلاء
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 1 / 30 - 23:59 )
ليس هذا الدين دين الله بل دين الولاة
لفقوه من أحاديث الشياطين الرواة
وأدعوا أن من الله نظام الطبقات
ونظامي لم يزل يصرخ فيهم أين حقي


5 - محبتي د حسين
ذياب مهدي آل غلآم ( 2010 / 1 / 31 - 06:04 )
عزيزي نبيل راغب...د حسين محيي الدين علماني وليس شيوعي !! وهنا تقع في خطأ التقييم في الأنتساب والتجني على الشيوعي العراقي ؟ ليس شرط العلماني ان يكون شيوعيا لكن الشيوعي بذاته علماني هكذا أظن... الحبيب أبن النجف البار د حسين لماذا لا تفتح دورات لوجه الوطن لتثقيفهم لهؤلاء الروزخونيه وعمائم الشيطنه والزوزوات؟ وتعرفهم كما كانت اسرتكم تثقفهم ايام زمان بالوطنيه والعلم الدين... مقال فيه الجميل بالمختصر البليغ محبتي دائما لكم يا أهلنا في العراق الأشرف وهناك في النجف البعيد القريب في القلب لكم ترحل عيوني كل يوم أحبكم


6 - محبتي
حسين محيي الدين ( 2010 / 1 / 31 - 08:57 )
عزيزي نبيل راغب شكرا على مرورك الكريم أن انتمائي الى الحزب الشيوعي العراقي شرف لن ادعيه واذا كان الشيوعيون علمانيين فهذه واحدة من المشتركات فيما بيننا وهي مشتركات كثيرة فلقد اختلطت دمائنا مع دمائهم عبر عقود من الزمن من اجل عراق ديمقرطي تعددي علماني يظمن حقوق الجميع ويا عزيزي الكاتب النجيب علي الشمري أحيك وأفضل أن يكون رجل الدين عاملا مجدا حتى في تجارته على ان لا يكون متمترسا بفتاويه وقتل الابرياء وان يبذل جهدا اكبر في مجال تخصصه ويبتعد عن السياسة لذوي الاختصاص . وشكرا لناهد على على هذا التشجيع عسى ان أكون عند حسن الظن . اما ابن عمي العزيز أبو زاهد فأقول له شكرا على تعليقك الذي اختصر مجمل الصراع بابيات من الشعر الجميل . وللمناضل والكاتب ذياب مهدي ال غلام اقول ياصديقي العزيز النجف تناديك وهي بامس الحاجة الى جهدك من اجل تخليصها من هذا التخلف الفكري الذي يحاول نشره اباطرة الظلام وتحيات خاصة لك من صديقنا المشترك حمودي .

اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah