الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار خاص بين بين رجل دين وعلماني(2)

حسين محيي الدين

2010 / 1 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في حواري السابق مع رجل الدين حاولت أن أبين الجذور التاريخية لمصطلح علماني منذ العصر الوسيط حتى منتصف القرن التاسع عشر. مركزا على الفرق بين الديني واللاديني بين الأسطورة والخيال وبين ما هو علمي وطبيعي وواقعي دون الإساءة إلى الدين أو رجل الدين مع اعتقادي بان الحروب الداخلية والخارجية والإرهاب والقرصنة التي انتشرت في عالمنا الإسلامي منذ نهايات القرن الماضي ماهي إلا نتاج المؤسسات الدينية ولا أريد إن أخوض في حديث عن حروب موغلة في القدم تلاشيا لتوسيع هوة الخلاف . وأن كل مشاريع التنمية والتقدم والازدهار معطلتا بسبب هذه الحروب ولكن محدثي رجل الدين لا يعتقد ذلك بل العكس فانه يعتقد بان كل ما يجري لمجتمعاتنا من أهوال وقتل على الهوية واختطاف وإرهاب سببه الابتعاد عن الدين !! فوجدت ليس من الصائب أن أدخل هذا المدخل . بل دعني أحدثه عن الحروب الدينية التي كانت الكنيسة البابوية مهووسة في أدارتها . لعل هذا الحديث يجعل شيخنا الجليل أكثر رغبة في الاستماع وأكثر انفتاحا ومرونة . وبينما كنت على هذا الحال من التفكير دخل سماحة الشيخ ومن خلفه ثلة من التابعين استقبلته بابتسامة عريضة و رحبت به كما يفعل الآخرين . بدأ حديثه عن الحوثيين والتدخل الوهابي لضرب هذه الحركة الناشئة والدور الإيراني المشكور لما قدمته من دعم ومشورة لكل الحركات الإسلامية في العالم ثم عرج على زيارة كربلاء المليونية وتحدي الزائرين لكل عمليات الإرهاب التي تقودها الوهابية والقاعدة وبقايا حزب البعث المنحل . وبعد ماافرغ ما في جعبته مما تحدثت به قناة الغدير وما قاله السيد عمار الحكيم عن منافع السير مشيا على الإقدام من البصرة إلى كربلاء ووو ___ تناولت إطراف الحديث وأبديت رغبتي في الحديث عن الحروب الدينية التي عانت منها أوربا المسيحية والتي استمرت مائة وثلاثين عاما متتالية ( 1559 _ 1689 ) أي منذ ظهور ألحركة البروتستانتية في الشمال الأوربي ثم محاولة امتدادها نحو الوسط . ففرنسا مثلا امتدت حروبها زهاء ستة وثلاثين عاما ( 1562 _ 1598 ) قبل إن تتجدد مرة ثانية في القرن السابع عشر مخلفة وراءها ركاما هائلا من القتل والتدمير والانتقام المتبادل بين الكاثوليك والبروتستانت . أما ألمانيا فقد امتدت حربها الدينية هي الأخرى من ( 1618 – 1648 ) فيما سميت بحرب الثلاثين عاما والتي استحالت فيما بعد إلى حرب قارية أوربية شاملة . ورغم إن حروب بريطانيا لم تكن لأسباب دينية محضة إلا إن العامل الديني لم يكن غائبا عنها تماما كما هو الحال في اسبانيا ومعظم الممالك الأوربية . كادت هذه الحروب إن تقضي على أوربا تماما وتطمس وجودها وتخسف كيانها من غير رجعة فمأساة الحروب الدينية والطائفية وما صاحبها من أوبئة وإمراض مهلكة للحرث وللنسل والتي كان من الممكن إن تنهي أي معنى للحياة المدنية. كل هذا والأوربيون يفكرون عن كيفية الخروج من هذا النفق المظلم وتلمس الطريق عبر وفاقات دينية بين مختلف الطوائف الدينية المتنازعة ! قبل أن يكتسب الحل العلماني دلالة فكرية أو سياسية محدد المعالم . وهنا أنتفض مرة أخرى سماحة الشيخ الجليل وحدثني بصوت عال (( أتريد أن تقول أن العلمانية وليس الإسلام هو الحل ؟ )) حاولت أن أهدئ من روعه بأن أوأكد له إن الإسلام هو الحل كما أنه هو المشكل فتذكرت بيت من الشعر قاله الشاعر الشعبي عبد الحسين أبو شبع (( يربى الهرش بالماي ويقتله الماي ---- مثلي حياتي هواي قاتلني أهواي )) وقلت لمحدثي إن العلمانية لم تكن في يوم من الأيام نظرية واضحة المعالم أو وحي من السماء بقدر ما كانت عبارة عن حل عملي فرضته أجواء الحروب الطائفية والدينية التي شقت عموم القارة الأوربية وهي من أهم تجليات العقل البشري للحد من تلك الحروب وهي بمثابة نزع سلاح شامل بين الأطراف المتحاربة وأينما تستعر مثل تلك الحروب وسوف أبرهن لك يا شيخي الفاضل في لقائنا القادم ضرورة المعايشة بين الدين والعلمانية . شعرت بأن للشيخ رغبة في اللقاء مرة ثانية ولكن الحضور أصر على ذلك . لازلت أتمنى حضور الشيخ وان لم يكن هو غايتي فغايتي هو حضور الآخرين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فرق بين الامس واليوم
علي الشمري ( 2010 / 1 / 31 - 17:41 )
تحياتي للكاتب
لو حبذا أن تخبر الشيخ الجليل من الذي وحد اوربا بعد ان أشتلعت فيها الحروب بحسب ما ذكرت في مقالك,هل وحدتها الكنسيةأم الفكر العلماني ,وها نحن نجد اليوم الاتحاد الاوربي خير مثال على ذلك,
نحن اليوم في العراق بالذات ومنذ 7 سنوات والبلد يدور في فلك صراعات مذهبية ودينية لا طائل منه وقدأطالت كل البنى التحتية للبلد وارجعته الى عصور التخلف والضياع ,فكيف بنا الحال أذا أستمرت الامور على نفس المنوال لسنوات قادمة اخرى..,فمتى نجد الحل؟وهل سيكون أوربيا أم أسلاميا؟؟؟؟


2 - استمر
ناهد ( 2010 / 1 / 31 - 20:50 )
سأنتظر الجزء اللاحق من حوار رجل الدين والعلماني بفارغ الصبر
لك مني ود واحترام
سلام

اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah