الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا نحن عاجزين عن ركوب قطار الحداثة ؟

طارق حجي
(Tarek Heggy)

2010 / 2 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نص ما قلته اليوم فى حديث تلفزيون البي . بي . سي اليوم : 31 يناير 2010


المواطن العادي في المجتمعات العربية هو ضحية عوامل ثقافية اجتمعت على أن تجعله شبه غير قادر على أن يندرج في مسيرة التقدم الإنساني و أن ينظر للأمور نظرة معاصرة و علمية. و أهم هذه العوامل هي:

1) شيوع تفسيرات محافظة بل و منغلقة و ماضوية للدين تجعل بعض المسلمين يتقوقعون و يرفضون فكرة الإنضواء في مسيرة الحداثة الإنسانية بل و ينظرون لهذه المسيرة بنظرة عامرة بالشك و الريبة.

2) نظم تعليمية لا علاقة لها باعصر و تؤصل قيماً معادية لقيم الحداثة و المعاصرة و الإنخراط في ركب التقدم الإنساني.

3) شيوع ثقافة خوف كبير من الحداثة تشبهها بوحش سيبتلع خصوصيات الثقافية و يجعلها تابعية لثقافات أخرى.

إن هذه العوامل الثلاثة قد حالت في كثير من الحالات بين الإنسان العادي في المجتمعات العربية و بين التسلح بما أسمّيه بقيم التقدم بل و جعلته مسلحاً بقيم معادية للتقدم.

و في كتابي عن الثقافة العربية السجينة أستعرضت مجموعة من قيم التقدم و التي تعمل العوامل الثلاثة التي ذكرتها آنفاً (التفسير الرجعي للدين و التعليم غير العصري و الخوف الهستيري من الحداثة) على عدم تسلح المواطن العربي العادي في حالات كثيرة بهذه القيم الإيجابية و أهمها:

1) الإيمان بل و الإعجاب بالتعددية في كل مظاهر الحياة و الإنسانية و المعتقدات و العرق و الثقافات و الآراء و المذاهب و النظريات.

2) الإيمان الراسخ بنسبية الآراء البشرية.

3) إحترام الغيرية أي القبول بالآخر.

4) الإيمان بالدور المحوري للعقل النقدي – الصانع الحقيقي للحضارة الغربية المعاصرة.

5) الإيمان العميق بالعلو و بإنسانية المعرفة.

6) ثقافة السلام و العيش الإيجابي المشترك مع الآخر (كل أشكال الآخر).

7) الإهتمام بالعلوم الإجتماعية الحديثة و أهمها تكنولوجيا المعلومات و تقنيات الإدارة الحديثة و علوم التسويق و إدارة الموارد البشرية.

8) تعظيم فيمة الحياة الإنسانية بشكل مناهض للثقافات التي تعلي من شأن الموت.

9) الإيمان الإيجابي العميق بمكانة و دور المرأة في المجتمعات الحديثة بصفتها كماً و كيفاً نصف البشرية و أن تقدم المجتمعات مستحيل بدون تمتع المرأة بالحقوق الكاملة.

10) الإهتمام بحقوق الإنسان.

إن دراستي المطولة للثقافة الدينية المعاصرة في المجتمعات العربية و أيضاً للنظم التعليمية الحالية تجعلني واثقاً أنه بدون ثورة إصلاحية و تحديثية في هذين المجالين (الثقافة التعليمية و نظم التعليم) فإنه سيكون من المستحيل إفراز بشر مؤهلين و مهيئين لقيادة المجتمع للّحاق بركب الحداثة و العلم و التقدم و التمدن. و مواطن بدون هذه القيم لا يمكن أن يفهم التاريخ الإنساني بشكل صحيح. و نستطيع من الآن أن نتوقع ماذا ستكون وجهة نظره في شتى المسائل التاريخية الكبرى وبنفس القدر فى قضايانا العالمية والإقليمية والداخلية الأساس .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المرشد الأعلى بعد رحيل رئيسي: خيارات رئاسية حاسمة لمستقبل إي


.. تغطية خاصة | سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال عهد رئ




.. تربت في بيت موقعه بين الكنيسة والجامع وتحدت أصعب الظروف في ا


.. عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال




.. 175--Al-Baqarah