الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتصهينون الجدد في العراق الجديد

نضال حمد

2004 / 7 / 3
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


هل يعلم القارئ أن رئيس هيئة محكمة الرئيس المخلوع صدام حسين المدعو سالم الجلبي هو ابن شقيقة احمد الجلبي زعيم حزب المؤتمر العراقي المعروف بولائه وعمالته للصهيونية والإدارة الأمريكية،وهو شريك في التجارة والسمسرة وبيع العراق مع شركات صهيونية وأمريكية. فعلا صدق المثل الشعبي القائل " ثلثين الولد لخاله" فسالم الجلبي يكاد يسبق خاله احمد الجلبي في العمالة والتصهين. أما الخال احمد الجلبي نفسه فهو غني عن التعريف، حيث تهم السرقة والاحتيال والفساد والعمالة تلاحقه أينما ذهب،وقد خرج الجلبي من بغداد متسللا كما بريمر ليختفي عن أعين العباد.

لقد تم تعيين المدعو سالم الجلبي قاضيا لمحاكمة صدام حسين وبقية قيادة النظام السابق، والجلبي الصغير شريك أساسي في شركة صهيونية مملوكة لأحد الإرهابيين من المستوطنين الصهاينة ويدعى "مارك زيل" من عصابة "غوش امونيم" الإرهابية، هذه العصابة التي خرجت صقور الإرهاب الصهيوني مثل المقبوران مائير كاهانا داعية الترانسفير الشهير، وغولدشتاين منفذ مذبحة الحرم الإبراهيمي في الخليل.

كان سالم الشلبي البالغ من العمر 41 عاما قد سار على درب خاله احمد الشلبي زعيم المؤتمر الوطني العراقي المتصهين، فأقام علاقات تجارية وشراكة مالية مع شركات وعملاء صهاينة وأمريكان. أما " شركة العراق القانونية الدولية" فقد تولت عبر قنوات معينة ومتعددة تلزيم عقود لشركات أمريكية في العراق بعد احتلاله وسقوط نظام البعث، هذا بحسب ما أوردته بعض الوسائل الإعلامية سابقا وحديثا. وقد جاء في صحيفة الغارديان يوم 23-9-2003 تحت عنوان فضيحة كبرى! أصدقاء و عوائل مجلس الحكم يصبحون سماسرة لبيع العراق :

" مؤخرا كان سالم الجلبي ابن أخ احمد الجلبي الشخص البعيد عن المؤامرة السياسية حول العراق المعلومات القليلة التي ونشرها موقع IILG انه سابقا عمل لدى مكتب محاماة في لندن يدعى " Clifford Chanceومن المستغرب إن مكتب Clifford Chance نفى أن يكون سالم الجلبي قد ترك العمل وانه ما زال موظف لديهم قبل الحرب بوقت قصير شارك سالم الجلبي في مؤتمر حول الديمقراطية في العراق والدفع نحو قيام الحرب وتشكيل لجنه قرار نموذج جنوب أفريقيا بعد ذلك خلال الغزو رشحه البنتاغون كمستشار في وزاره العدل للعمل في مجموعه غاى غارنر المشروع الفاشل النحس لاداره العراق."..

مارك زيل الصهيوني المتطرف، شريك سالم الجلبي العراقي المتصهين،هو أيضا شريك لأحد صقور إدارة بوش المحافظة ، وهذا الشريك هو دوغلاس فيث مساعد وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد، وقد عملا في شركة محاماة أمريكية إسرائيلية خاصة لها مكاتب في كل من واشنطن وتل أبيب. وقد أسست الشركة "فانتز" للصهيونيين "مارك زيل" و"دوغلاس فيث" بعد انسحاب الأخير من عمله في وزارة الدفاع، حيث قرر العمل عميلا أجنبياً للمصالح الإسرائيلية والتركية كذلك في الولايات المتحدة الأمريكية. كما يعرف عن فيث تأييده الكبير لحزب " الليكود"، ومن أهم إنجازاته في خدمة التطرف الصهيوني وقوفه ضد اتفاقية اوسلو وعمله الدؤوب من اجل التخلص منها. حتى انه أعلن توبيخه لنتنياهو عندما وقع الأخير على اتفاقية واي ريفير. لدوغلاس فيث أقوال علنية معروفة مثل ان المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية قانونية وأن نفط العراق يجب ان يصدر لإسرائيل.

يعتبر دوغلاس فيث من معدي الوثيقة الشهيرة " الصفقة النظيفة" سنة 1996 والتي طلبت الإطاحة بصدام حسين كخطوة أولى لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد حسب الوصفة الإسرائيلية، وهذه الوصفة هي بالضبط مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تنادي به الإدارة الأمريكية وتعمل لفرضه على الدول العربية والإسلامية، من أجل تقوية إسرائيل وتعزيز وجودها الفعلي على حساب العرب والمشرقيين.

أما مارك زيل فهو صهيوني متطرف ينضوي تحت راية عصابات غوش امونيم المتطرفة، وهو لا يؤمن بأي حوار او سلام او تعايش لا مع الفلسطينيين ولا مع العرب، فما الذي جمعه إذن مع سالم الجلبي غير عمالة الأخير للصهاينة والأمريكان؟. لكن مارك زيل الذي يمقت العرب يعمل مع الجلبي ما دام الأخير يعمل في خدمة المشاريع الأمريكية والصهيونية في شرق المتوسط وفي البلاد العربية وفي العراق المحتل.

وذكرت صحيفة الحياة اللندنية في عدد اليوم 2 تموز 2004 : "بعد تأسيس شركة بغداد سارع زيل إلى تأسيس فرع لشركة "غولدبرغ اند كو" الصهيونية في الولايات المتحدة. وهذه الشركة تعمل في مشاريع إعادة أعمار العراق، وقد نجحت في تسليم شركات أمريكية عقود بمئات ملايين من الدولارات"... العمل لخدمة الصهيونية وأعداء العرب والعروبة يجري على قدم وساق في العراق المحتل، العراق الجديد الذي خرج عن إطاره العربي ومحيطه الإسلامي ليصبح بقيادة مجلس عملاء الاحتلال ألعوبة بيد كلاب الاحتلال.

لم تعد العمالة لإسرائيل سراً في عراقهم الجديد ، كما لم يعد التعامل مع الصهيونية كفرا بالعروبة والدين ، انتهى زمن مقولة الأئمة التعامل مع إسرائيل حرام،صار التعامل وسيلة للحصول على مكانة ما في مؤسسات العراق الجديد، عراق سلطة الاحتلال وحكومة العملاء المتعددة الوجوه مع أنها كلها وجوه مزيفة لعملة واحدة أيضا مزيفة.

المشكلة ان الذين يسيرون على نهج التبيعة والارتباط ليسوا فقط من زعماء بعض القبائل والعشائر والأحزاب المنضوية تحت معاداة النظام السابق والبحث عن مكاسب جديدة وغنائم كبيرة بعد سقوط النظام. هناك نوعيات من المثقفين الحقيقيين "وهم قلّة قليلة" ومن أشباه المثقفين المتأمركين والمتصهينين والمنتفعين تكفلوا بكتابة رسالة تحية وشكر وتقدير للوحشين بوش وبلير، ولم ينسوا ان يزجوا باسمين عربيين في الرسالة، سارع الدكتور هيثم مناع فتبرأ من توقيعه هو وزوجته السيدة فيولييت داغر، مدينا الذين زجوا بتوقيعه هو و زوجته .

سوف يترحم العراقيون على أيام صدام حسين بالرغم من كل لعناتها وسوداويتها، لأن الذين جاءوا بعده بواسطة الغزو والاحتلال الأمريكي أثبتوا أنهم دمى بيد الصهيونية والاحتلال، ومجموعة من عملاء المخابرات الأمريكية والحاقدين على الأمة العربية. وما محاكمة صدام حسين بقاضي عميل للصهيونية و خفير لشركات الاحتلال سوى تأكيد على ان عراقنا القومي ليس عراقهم المتأمرك، و عراقهم المتصهين ليس عراقنا العربي والإسلامي والمشرقي، وبالتأكيد هذه المحاكمة لن تؤدي إلا للمزيد من التعاطف مع صدام حسين بالرغم من كل أعماله السوداء. فمن حسنات صدام حسين أنه لم يكن في يوم من الأيام عميلا للموساد الصهيوني ، وهذا يشفع له ولو جزئيا في مسرحية المحاكمة التي أعدت صهيونيا وأمريكيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما مع مواصلة محادثات التهدئة في


.. إيران في أفريقيا.. تدخلات وسط شبه صمت دولي | #الظهيرة




.. قادة حماس.. خلافات بشأن المحادثات


.. سوليفان: واشنطن تشترط تطبيع السعودية مع إسرائيل مقابل توقيع




.. سوليفان: لا اتفاقية مع السعودية إذا لم تتفق الرياض وإسرائيل