الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخطاب الأخوي والواقع التقسيمي

طالب إبراهيم
(Taleb Ibrahim)

2010 / 2 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



ماذا تعني التعددية الاثنية في مجتمع غير متجانس؟
هل تستطيع السلطة القوية تحديد العلاقات الاجتماعية المعبرة عن تجانس أو تنافر ذاك المجتمع؟
ما أثر ثقافاته الإثنية في ذلك؟
ما دور الدولة؟
ليس غريباً إن قلنا إن الثقافة الاثنية الخاصة بجماعة ما تقوم بدور الحاضن الرمزي لها والمعبر عن تاريخها و ولائها وتميز أفرادها..
وبديهي أن نقول إن الدور الثقافي للدولة هو خلق عامل ثقافي مشترك لمجموع الاثنيات المتمايزة ..
لكن لا يقتصر دور الدولة على ذلك ,أي على خلق ثقافة توحيدية تتمفصل حولها خصوصيات جماعاتها الاثنية بحيث يتم تقوية الانتماء للدولة على حساب الانتماءات الضيقة,بل يتعزز ذلك بإيجاد أنظمة عملية ذات استراتيجيات توزيعية للثروة.
وبعبارة أدق توزيع عادل للثروة تتلاقى فيها مصلحة الكيان بمصالح الجماعات الاثنية.
ما تعاني منه الكيانات العربية المتجاورة وجود هذه الفسيفساء الاجتماعية المتنوعة فيها ضمن إطار جغرافي قسري.
نحدد صفات المكان المعني بالقسري بسبب وجود آليات جمع اعتباطية لهذه الفسيفساء ..
لقد عجزت دول الأمر الواقع العربية عن القيام بدورها كدول بمعناها القانوني والوظيفي..
قانوني بمعنى قوننة السلوك العام والخاص والمصالح.
ووظيفي بمعنى خلق آليات تطبيقية لسير حركة المصالح..
ولقد عجزت عن القيام بدورها التوحيدي عبر تقصير المسافات الاثنية لا بل حافظت بطريقة مقصودة على الواقع التقسيمي لسهولة الاحتفاظ بالسلطة عند ذلك, إضافة إلى تخصيص الثروة والثقافة لخدمتها, وهو ما فاقم أزمة الاثنيات, لم يستطع معه اعتماد خطاب شكلي قائم على تدوير مفاهيم الأخوة والوحدة الوطنية في وسائل الإعلام وافتتاحيات الصحف حل الأزمة.

إن وجود سلطة قوية قد يحافظ على الكيان , لكن ماذا يحدث بمجرد زعزعة استقرارها؟
ما حدث في يوغسلافيا السابقة والصومال والعراق يوضح ما نرمي إليه.
إن اختصار الدولة إلى سلطة تختصر مجموعاتها يحول تلك الدولة إلى مجموعة دول قيد الإعلان.
إن الحالة العامة لمجتمعاتنا العربية تنذر بالتفكك والانفصال ولا يحل المشكلة بتوجيه تهمة بوجود عامل خارجي يهيئ لذلك على الرغم من احتمالية ذلك .

إن التعددية في المجتمعات غير المتجانسة كالمجتمعات العربية هي تعددية إثنية ينظر كل طرف فيها بريبة تجاه المكان الذي يأويه,لا بل يرفض المكان وجغرافيته ويرفض الانتماء إليه, إن خصوصيته وخصوصية ثقافته هما اللتان تحددان انتماءه, وينظر إلى مكان خارجي تعبر عنه مراكز استقطاب رمزية لهذه الأطراف والتي تتشارك معها في معيار الخصوصيات أي الثقافة والانتماء, وباعتبارها مراكز استقطاب تقوم بتحديد الخطوط العامة لحركة الأطراف الداخلية وتساهم في صوغ نشاطها وتغيير مسارها وقلبه أحياناً رأساً على عقب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حتة من الجنة شلالات ونوافير وورد اجمل كادرات تصوير في معرض


.. 180-Al-Baqarah




.. 183-Al-Baqarah


.. 184-Al-Baqarah




.. 186-Al-Baqarah