الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دروشة علمانية

فاديا سعد

2010 / 2 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إنه لمن دواعي سروري أن أتقدم بالمباركة للمسلمين في عيد الأضحى، و تهانيّ مضاعفة لمن أجاد إعمال فكره في أمور دينه ودنياه، فحلل واستنتج وتبنى موقفاً إنسانياًًُ أوسع من نظرة ضيقة في طقوس الأضحى.

وهذه صلاتي:
أشكرك يا الله لأني ولدت بذيول فلول الأحزاب وبداية عصر التفكير الحر، وفلول عبادة الفرد، وأشكرك لأني لم أضطر لأن أكون مع أحداث العنف في كرة القدم المصرية الجزائرية.

وأشكرك يا وهّاب لأني امرأة لا تخجل بأنوثتها. أنوثة إذا سمعت فهمت، وإذا قرأت تعمقت، وإذا نظرت أبصرت، و أشكر صنيعك لأنك اخترت لي بيئة لا تشجع على ختن البنات في جسدها وعقلها ولن أعيش يوم يصير الختان لرجلي ويدي وعيني.

أشكرك يارب لأنك جعلتني امرأة علمانية أقدم الصلاة لك وليس لرجال من صنعك، حتى لو أفتوا باسمك فكفروني.

أشكرك لأنك منحتني ذاكرة منتعشة مستمرة استمرار دورة الأرض حول محورها وحول الشمس كي لا أنسى المجازر البشرية التي يقودونها باسمك، وأشكرك يا رب لأني أعرف قيمة الضمير، و نبذ العنف. أشكر ك على البيئة الطيبة التي ولدت فيها فهي بسيطة بساطة الحب. عميقة عمق مدّ الكف للسلام على خلقك من كل جنس ولون.

أشكرك لأن البيئة التي اخترتها لي جمعت جمال اقتراب الجبل من النهر والشجر من الزهر، بيئة يتدفق فيها الينبوع بمقدار تدفق المشاعر، بيئة تحتضن الدماغ المتمدن وتقدره.

وأشكرك على منحك لي أخا مثل الذي عندي من أمي وأبي لأنه فتح لي الباب على مصراعيه وأنا في الثالثة عشر من عمري ولم يدفعني للاختباء عن الغرباء، ولم يقل لي يوما:
وضعت رأسي في الطين.
جلبت العار علينا
وين بدي خبي حالي؟
فعرفت وتعلمت وأحببت وتولهت.
أشكركما والدي لأنكما علمتماني ألا أسرق الفرح من عيون السّني والشيعي والدرزي، والهندي واليهودي ومن عيون الذي يعيش في واق واق.

أشكرك لأنك جعلت الدماغ البشري يتطور قريباً أو بعيداً عن مشيئتك، فاخترعت آلة التصوير والفضائيات التي تكشف ما كان مخبأ، وأشكرك على المساحة الواسعة التي منحتها لي بالانترنت لأنه عرفني على الكثيرين والكثيرات ممن أثروا بي عميقاً سلباً وإيجاباً، لأطبق مقولتك الشهيرة بحذافيرها: " وجعلناكم شعوباً لتتعارفوا".

أشكرك يارب لأنك إلها للجميع، وأشكرك لأنك فوق الجميع وأذكى الجميع، وأرجوك أن تقبل هديتي المتواضعة بأنك فوق الجميع وأذكى الجميع، و أضفهما لأسمائك الحسنى كي تكذّب ادعاءات الشريرين من ديني ودين الآخرين، وحزبي وحزب الآخرين من العلمانيين والمكفرين والشموليين وغير الشموليين.

أشكرك لأني لم أعلق آمالي في نصرة قضيتي، على مقتل الأبرياء في السند والهند وفي الشمال والجنوب، ولا في درب التبانة والدروب الأخرى، ولم أعلق آمالي في نصرة قضيتي، على اغتصاب حرية رأي الآخرين، ولم أعلق أمالي في نصرة قضيتي على قرصنة مواقع الآخرين.

أشكرك لأني لم أتخذ قرارات تخص الصالح العام بناء على حساسيات شخصية، وأشكرك لأني خارج التجمعات التقليدية، وأشكرك لأني لم أضطر لبيع كليتي وجزءا من كبدي لقاء المساهمة في نشر الثقافة، كما فعل شعراء وكتاب من بلدي والبلاد العربية.
أشكرك.. أشكرك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حتى أنت يا فاديا
أبو هاجر: الجزائر ( 2010 / 2 / 3 - 10:57 )
حتى أنت يا فاديا انطلت عليك الخديعة وضعت بين الرجلين . المسألة لا علاقة لها بكرة القدم فهي تتلخض كالتالي :الأخت الكبري مصر هي أخت كبرى بدون شك ،لكن هذه الأخت كبرت و شاحت ودخلت مرحلة المينوبوز وأنت إمراة وتعرفين لما المرأة تدخل مرحلة المينوبوز قلا تعد تملك شيأ تقدمه لأنها قدمت كل شيئ منذ كامب دايفد وتاليا لم تعد مطلوبة في سوق الدعارة السياسية في هذه اللحظة كبرت الأخوات الصغيرات وأصبحن يافعات وعلى جانب كبير من الجمال و الإغراء وبدأت العروض فاشتعلت غيرة الأخت الكبرى و الزبون هو نفسه الزبون القديم ولأنه ليس عربي لا يستطيع الجمع قرر تطليق الأخت الكبرى و بدأت المنافسة بين العاهرات الصغيرات .هذه هي أصل الحكاية


2 - بتفهم أكثر مني بها الموضوع يا أبو هاجر
فاديا سعد ( 2010 / 2 / 3 - 18:46 )

كيف قلّك؟

أنو: لأني ما ضعت بين الرجلين، ماوقّفت مع مصر ولا مع الجزائر في
-كرة قدم-.

ولكن بصدق : أنت شرحت بطريقة فهمت القصة أكثر.


3 - دين بلا احكام وقيود من ذا الذي سيسمح لك ؟
النيل نجاشي ( 2010 / 2 / 3 - 18:51 )
أي دين هذا الذي سيسمح لك بأن تكوني علمانية بهذه الطريقة تتعاملين مع الدين من فوق ؟؟؟ لا يوجد دين يسمح لك بذلك
وعن اي فرح في عيون المتدينين تتحدثين عنه في قولك
أشكركما والدي لأنكما علمتماني ألا أسرق الفرح من عيون السّني والشيعي // والدرزي، والهندي واليهودي ومن عيون الذي يعيش في واق واق.

أي فرح هذا الذي يكون بعيون المساكين المؤمنين بجهالات وخرافات الأديان ؟؟؟؟
هناك فرح للبلهاء .. وفرح للمغيبين بالخرافة والأساطير ، وفرح لمن يفجرون حافلة أو طائرة بمن فيها في سبيل الله ولمن يفجرون أنفسهم والناس ليدخلون الجنة ...
كل هذه الأنواع من الفرح ترحبين بها يا سيدتي ؟؟؟
لقد فرحتيني جدا .. أنا فرحاااان

اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي