الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفتاوى الطبية للشيخ الشعراوى : أطفال الأنابيب (أنزحة) والتشوه الخلقى دليل على قدرة الله، زى العجل بخمس أرجل، سبحان الخالق

خالد منتصر

2004 / 7 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الفتاوى الطبية للشيخ الشعراوى : أطفال الأنابيب (أنزحة) والتشوه الخلقى دليل على قدرة الله، زى العجل بخمس أرجل، سبحان الخالق.

فى كل يوم تطالعنا الصحف بأخبار عن الدجالين والمشعوذين ومحترفى العلاج بالوهم نشعر بأن مجتمعنا فى خطر، وانه فى حاجة لكى يفيق من إدمانه للخرافه والشعوذة وان يدرك ولو قليلا ان هناك حقيقة هامة فى الحياة اسمها العلم، وان علينا ان نؤمن ولو بالقليل منه.
على أية حال فان خطورة الشيخ الدجال شمهورش وغيره لا تصيب إلا الأفراد المترددين عليهما هم وأسرهم ومعارفهم لكن الخطورة الأكبر حينما تلبس أوهام الإفتاء الطبى إحدى الشخصيات المؤثرة فى المجتمع خاصة إذا صدرت هذه الفتاوى من شيوخ لهم تأثير واسع على الجمهور، سواء من خلال منابر الجوامع أو من خلال وسائل الاعلام التى تفتح لهم على البحرى، نفاقاً تارة وخوفاً تارة أخرى ، إقتناعاً فى بعض الأحيان وهرباً من وجع الدماغ فى أحيان أخرى.
ومن قادة هذا التيار الذى جذبته نداهة الطب اثنان من المع الشيوخ وأكثرهم فصاحة وبلاغة، الأول عمر عبد الكافى والثانى محمد متولى الشعراوى والغريب ان هذه الفتاوى قد تزامنت وصدرت فى أوقات متقاربة وطرحت على الناس من خلال حوارات مع شخص واحد، فقد حاور الصحفى محمود فوزى الشيخين عمر عبد الكافى ومحمد متولى الشعراوى فى ثلاثة كتب متتالية أغرقت الأسواق بسرعة رهيبة، الكتاب الأول حاور فيه عمر عبد الكافى وعنوانه "العلاج بالقرآن " ،أما الثانى والثالث فقد حاور فيهما محمود فوزى الشيخ الشعراوى وعنوانهما(الشيخ الشعراوى وفتاوى العصر) و (الحكمة الإلهية للمرض والشفاء).
بالنسبة للشيخ عمر عبد الكافى فقد حللنا آراءه من قبل ،أما عن الشيخ الشعراوى وحواره فربما قد سمعنا آراءه هذه من قبل سواء فى دروسه التليفزيونية أو فى حواراته خاصة مع طارق حبيب ولكن لا بأس من عرضها هنا فى هذا السياق حتى ننظر لهذه الظاهرة ، ظاهرة الإفتاء الطبى ككل.
طبعا سمعنا عن حكاية زرع الأعضاء واعتراض شيخنا الشعراوى عليها وهذه هى الخطورة كما ذكرنا من قبل لأنه لو تعلق الأمر بمجرد أقوال فى تليفزيون أو فى كتاب لهان ذلك ولكن الأمر تطور إلى فزع فى مجلس الشعب من مجرد مناقشة قانون يبيح نقل الأعضاء والى آلاف يسافرون إلى الخارج ويدفعون مئات الملايين هرباً من جحيم مطاردات مجحفة، ومركز زراعة كلى عالمى يئن تحت وطأة الفتوى ،ومركز زراعة قرنية واعد يغلق أبوابه نتيجة هجمة غوغائية، ومعهد عالمى للكبد هو مجرد لافتة بالنسبة لعمليات الزرع، ورسائل دكتواره تقدم ولكنها توضع على الرف ...الخ،هذا التعطيل بل والإجهاض لقانون زرع الأعضاء يأتى من تساؤله لماذا تبعدون الإنسان عن لقاء ربه ؟ (ص29 كتاب الحكمة الإلهية)،باختصار تباً لكل طب ولعنة على كل دواء لأن كل هذا سيبعد الإنسان عن لقاء الرب كما يقول الشيخ الجليل ،ولو طبقنا هذه النظرية الشعراوية على البشر كان لابد أن يموت كل إنسان عند ولادته أى ان السر الإلهى لابد ان يصعد مع انقطاع الحبل السرى .. فعلا إحنا بنتكلم جد إذا كانت السرعة هى أهم العوامل المؤثرة فى لقاء الإنسان بربه!!..
أما عن عمليات التجميل مثل إزالة أصبع زائدة فى اليد فيهاجمها الشيخ الشعراوى هجوماً شديدا بحجة ان الإنسان لما يرى واحداً بستة صوابع يقول يا سلام شوف الخالق سبحان الخالق. بدليل أننا حين نجد شواذاً فى الحيوانات كأن نجد عجلاً بخمس أرجل بنحافظ عليه ونضعه فى متحف وكذلك إذا وجدنا سمكة غريبة نضعها فى متحف العلوم المائية!! (ص90..الحكمة الإلهية)..
والسؤال هل لابد لكى نقول سبحان الله أن يتعذب هذا البنى آدم نفسياً بهذا الشكل البشع، فنحن من الممكن أن نقولها حين نرى زهرة جميلة، طاووساً بديعاً،طفلاً يحسب كالكمبيوتر أو بطلا للجمباز يتحرك برشاقة، لماذا لا يصح ان نقول سبحان الله مع مثل هذه الحالات المبهجة ونقولها فقط حين نرى إنساناً مشوهاً!!
حتى العقم أو عدم الإنجاب لم يسلم من تدخلات الشيخ الشعراوى فهو يتساءل "ما هى موضة أطفال الأنابيب التى انتشرت هذه الأيام؟ ايه الانزحة دى".. ويؤكد "اننى فى دهشة من حكاية الذرية وحكاية العزوة التى ينادون بها.. إلا نرى ان الأولاد شقاء لآبائهم" (ص70.. فتاوى العصر)".
أيصح يا شيخنا الجليل أن تسمى أطفال الأنابيب "أنزحة"، تسمى محاولة الأنثى ان تكون أماً والرجل ان يكون أباً "انزحة" !!! سبحان الله.
إسمحوا لى هذه قسوة.. وندعو الله ألا يعرض أولادك أو أحفادك إلى مواجهة هذه اللحظة التى يدخلون فيها على الطبيب مطرقى الرءوس والدموع تنهمر من عيونهم يطلبون مجرد أمل.. مجرد كلمة بابا أو ماما.. يا شيخنا الجليل توجد حالات لا ينفع معها إلا أطفال الأنابيب ولا تجدى معها إلا مثل هذه المحاولات التى تسخر منها… ومهما كان ضعف نسبة نجاحها فلابد ان نحاول .. وهذه الحالات مثل انسداد قناتى فالوب أو الضعف الشديد فى عدد أو حركة الحيوانات المنوية..الخ.. ماذا نفعل مع مثل هذه الحالات انقف صامتين أم نهز أكتافاً ونصرخ فى وجوهم ونعمل لك ايه ياسى انزوح يا بجح.. عايز تبقى أب.. عايزة تبقى أم.. أما شئ عجيب!!…
وللآسف ستظل مثل هذه الفتاوى فرامل تكبح أى تقدم لعجلة الحضارة.. وسنظل نحن على يقين من أننا لكى نحلم بالمستقبل لابد ان نغلق العيون وننسى أننا لكى نحلم بحق وحقيقى لابد ان نمتلك عقلاً.،فى البداية نمتلك عقلا وبعدها يحلها حلال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العراق.. احتفال العائلات المسيحية بعيد القيامة وحنين لعودة ا


.. البابا تواضروس الثاني يستقبل المهنئين بعيد القيامة في الكاتد




.. الطوائف المسيحية الشرقية تحتفل بأحد القيامة


.. احتفال نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل من الإخوة المسيحيين بقدا




.. صلوات ودعوات .. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسي