الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حياك الله يا شعب غزة

زهير قوطرش

2010 / 2 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




الفضائيات ,قدمت لنا أجمل الأخبار وأكثرها تأثيراً في بداية عام 2010 بالصوت والصورة . تحت عنوان
(شعب غزة المحاصر يجمع التبرعات لشعب هايتي ).
الشعب المحاصر عالمياً ,الشعب الذي يعيش بأكبر سجن عرفته البشرية,عامين ونصف تقريباً , بدون غذاء كافي ولا دواء ,ولا حتى المستلزمات الأساسية لحياة البشر. هؤلاء هم الذين حكم عليهم العالم أن يعيشوا تحت أنقاض الزلال الصهيوني المدمر. ذنبهم الوحيد أنهم يناضلون من أجل السلام .لأنه لا سلام في العالم إلا بعد حل القضية الفلسطينية.
المشهد له أبعاده الإنسانية الكبيرة , المحتاج والذي يعيش تحت خط الفقر المدقع ,يتبرع من القليل القليل الذي بالكاد لا يكفيه إلى شعب هايتي المنكوب بعد الزلزال المدمر. طفلة من غزة تحمل دميتها الصغيرة ,أنه عالمها الذي تحبه ,وبالأحوال العادية لا يمكنها التخلي عنها .وقفت مقبلة وجنتيها ,وبيدين صغيرتين وضعت أغلى ما تملك ضمن المواد العينية المرسلة إلى شعب هايتي. والأجمل من ذلك أيضاً ,رؤية علب حليب الأطفال ,وقد صفت كالجنود قبل دخول المعركة لتأخذ طرقها أيضاً إلى هايتي. مع العلم أن أهلي غزة يقطعون من قوتهم اليومي من أجل تأمين الحليب إلى أطفالهم .
هذه المشاهد وغيرها من مشاهد المساعدات النقدية والعينية ,تثير فينا الكثير من التساؤلات ,أهمها ...هل معاناة الشعب الفلسطيني طيلة أعوام نضاله الطويلة ولدت لديه هذا الشعور الإنساني ,والمعاني الإنسانية الرفيعة؟
والسؤال الأخر ...هل معاناة الشعب الفلسطيني الذي طيلة أعوام نضاله الطويلة ,ولدت لديه شيئاً من الشعور الأممي ,بحيث صار يعتبر معاناة أي شعب أخر على وجه الكرة الأرضية هي جزء من معاناته؟
الجواب.. نعم والدليل على ذلك هي تلك المشاهد الحية لمؤسسات غزة المستقلة لجمع التبرعات .وتاريخ هذا الشعب العظيم المليء بالمواقف البطولية والإنسانية على مدى تاريخ ثورته الذي يشهد على دعمه بكل الأشكال نضال الشعوب وثوراتها ضد الاحتلال الامبريالي ,بينما هو الشعب الوحيد في العالم الذي ما زال حتى اليوم يقاسى من نير الاحتلال ومصائبه.
والمشهد المضحك ,هو موقف الحكومة الإسرائيلية ,التي أرسلت مساعدات الى شعب هايتي ,بينما في الوقت نفسه تحاصر وتمنع المساعدات عن مليون ونصف من أهل غزة البطلة.
الفرق كبير بين من يساعد وهو محتاج ,وبصمت وبدون أذية وضجة إعلامية, وبين من يساعد شعب هايتي وبنفس الوقت يحاصر ويحرم مليون ونصف مواطن في غزة من وصول المساعدات إليهم , ثم يملأ الدنيا صراخاً ...أنظروا إلى إنسانيتي ....وهل يمكن تجزئة الإنسانية؟
الفرق كبير جداً بين الذي يؤكد هويته وإنسانيته , وبين الذي يقبح وجهه الإنساني أمام العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال